✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨
✨✨✨
✨✨
✨
كلام جيّد يتعلق بالأعمال الباطنة
كمحبة الله والإخلاص والتوكل على الله
نقلته من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعالى :
الفتاوى ( م10 / ص 16 وما بعدها )
وهذه الأعمال الباطنة،
كمحبة الله والإخلاص له والتوكل عليه
والرضا عنه ونحو ذلك،
كلها مأمور بها في حق الخاصة والعامة
لا يكون تركها محموداً في حال أحد،
وإن ارتقى مقامه .
وأما « الحزن » فلم يأمر اللّه به ولا رسوله،
بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين،
كقوله تعالى : { ولَا تَهِنُوا ولَا تَحْزَنُوا وأنْتُمْ الأعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنينَ **
سورة آل عمران 139
وقوله : { ولَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ولَا تَكُ في ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرونَ ** سورة النحل 127
وقوله : { إذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إنَّ اللهَ مَعَنَا ** سورة التوبة 40
وقوله : { ولَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ **
سورة يونس 65
وقوله : { لِّكَيْلَا تَأْسَوْا على ما فَاتَكُمْ ولَا تَفْرَحُوا بِمآ آتاكُمْ ** سورة الحديد 23
وأمثال ذلك كثير.
وذلك لأنه لا يجلب منفعة ولا يَدفَع مَضرةً
فلا فائِدة فيه،
وما لا فائدة فيه لا يَأمُر اللهُ به،
نعم ! لا يأثم صاحبه
إذا لم يقترن بحزنه محرم،
كما يحزن على المصائب،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن اللّه لا يؤاخذ على دمع العين ولا على حزن القلب، ولكن يؤاخذ على هذا أو يرحم وأشار بيده إلى لسانه )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يُرضِي الرب )
ومنه قوله تعالى : { وتَوَلَّى عَنْهُمْ وقالَ يٓاأسَفَى على يوسُفَ وابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الحُزْنِ فَهُوَ كَظيمٌ ** سورة يوسف 84
وقد يَقترنُ بالحزن ما يُثاب صاحِبُه عليه ويُحمد عليه،
فيكون محموداً من تلك الجهة
لا من جهة الحزن،
كالحزين على مصيبة في دينه،
وعلى مصائب المسلمين عموماً .
فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير، وبغض الشر، وتوابع ذلك،
ولكن الحزن على ذلك إذا أفْضَى إلى تَركِ مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة
ودفع مضرة نَهَى عنه،
وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه
من جهة الحزن .
وأما إنْ أفضى إلى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما أمر اللّه ورسوله به،
كان مذموماً عليه من تلك الجهة، وإن كان محموداً من جهة أخرى .
( يتبع ) ...........