موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > الساحات العامة والقصص الواقعية > ساحة الموضوعات المتنوعة

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 05-04-2013, 10:04 PM   #1
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

Icon42 7 تابع / شرح : حديث جبريل عليه السلام للعلاّمة ابن عثيمين رحمه الله







الركن الخامس : الإيمان باليوم الآخر :

الإيمان باليوم الآخر : وسمي يوماً آخراً لأنه لا يوم بعده، فإن للإنسان أحوالاً أولها العدم

لقوله تعالى : « هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً »
سورة الإنسان 1

ثم يصير حملاً، ثم يكون عاملاً في الدنيا، وحاله في الدنيا أكمل من حاله أثناء الحمل، ثم ينتقل إلى الحال الرابعة .

وهي : البرزخ وحاله في البرزخ أكمل من حاله في الدنيا، ثم ينتقل إلى الحال الخامسة وهي اليوم الآخر وحاله في هذه المرحلة أكمل المراحل السابقة .

وبيان ذلك أن الإنسان في بطن أمه لاشك أنه ناقص عن حاله في الدنيا

قال تعالى : « والله أخرجكم مّن بطون أمّهاتكم لاتعلمون شيئاً وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون » سورة النحل 78

فصار بعد خروجه من بطن أمه عنده العلم، والسمع، والبصر، والعمل، وأحواله في هذه الدنيا ليست على الصفاء دائماً بل فيها صفاء وكدر، وتعب وراحة، وجور وعدل، وصالح وفاسد .

يقول الشاعر:
فيوم علينا ويوم لنا ……ويومٌ نُساء ويومٌ نُسر

وهي بلا شك حينئذ تكون حياة ناقصة، لأنه ما من لذة فيها إلا وهي منغصة .

كما قال الشاعر :
لاطيب للعيش مادامت منغصة ……لذاته بادكار الموت والهرم .

فأنت الآن شاب وقوي لكن سيأتيك
أحد أمرين :

إما الموت، وإما الهرم .

فحياة الدنيا منغصة ولهذا سميت الدنيا وهي من الدناءة، ومن الدنو أيضاً، فهي دنيئة بالنسبة للآخرة، وهي أيضاً دنية لنقصانها عن مرتبة الآخرة، وهي دنيا لأنها سابقة للآخرة فهي أدنى منها .

وحاله في البرزخ أكمل حالاً منه في الدنيا، لأن حاله مستقرة، فإذا كان من أهل الخير فهو منعم في قبره، يفتح له في قبره مد البصر، ويفرش من الجنة، ويفتح له باب إلى الجنة، ولا ينال هذا في الدنيا .

أما في الآخرة فيعُطى الكمال المطلق بالنسبة للإنسان حياة كاملة لايمكن أن تنسب إليها حياة الدنيا بأي وجه من الوجوه وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى بعد ذلك .

كيف نؤمن باليوم الآخر ؟

الإيمان باليوم الآخر أن نؤمن بأن الناس سوف يبعثون ويجازون على أعمالهم، وأن نؤمن بكل ماجاء في الكتاب والسنة من أوصاف ذلك اليوم وقد وصف الله تعالى ذلك اليوم بأوصاف عظيمة ولنأخذ منها وصفاً واحداً .

قال تعالى : « يـٓأيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيء عظيم (1) يوم ترونها تذهل كلّ مرضعة عمّآ أرضعت وتضع كلّ ذات حمل حملها وترى النّاس سكارىٰ وماهم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد (2) » سورة الحجّ

وأوصاف هذا اليوم الدالة على هوله وعظمته كثيرة في الكتاب والسنة .

ولا يقتصر الإيمان باليوم الآخر على الإيمان بهذا اليوم الذي يكون بعد البعث .

كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في عقيدته الواسطية :

( من الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ماأخبر به النبي، صلى الله عليه وسلم ، مما يكون بعد الموت ) .

أولاً : فتنة القبر :

وأول شيء يكون بعد الموت فتنة القبر فإن الناس يفتنون ـ أي يختبرون ـ في قبورهم فما من إنسان يموت سواء دفن في الأرض، أو رمي في البر، أو أكلته السباع، أو ذرته الرياح، إلا ويفتن هذه الفتنة .

فيسأل عن ثلاثة أمور :

1- من ربك؟
2-وما دينك؟
3-ومن نبيك؟.

فأما المؤمن فيقول : ربي الله ـ جعلنا الله منهم ـ وديني الإسلام، ونبيي محمد .

فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي، وحينئذ يفسح له في قبره مد البصر، ويفرش له فراش من الجنة، ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها ونعيمها، وهذه الحال بلا شك أكمل من حال الدنيا .

أما إذا كان كافراً أو منافقاً فإنه إذا سئل من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك ؟

فيقول : هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته .

وتأمل ماذا تدل عليه كلمة ( هاه هاه) ؟ فإنها تدل على أن هذا المجيب كأنه يتذكر شيئاً يبحث عنه ولكن يعجز عن استحضاره، وكون الإنسان يتذكر شيئاً ويعجز عن استحضاره أشد ألماً من كونه لايدري عنه بالكلية .

فلو سئلت عن شيء وأنت لاتعلم عنه فقلت :
لا أدري .

فهذا نقص بلا شك لكن لا يوجب حسرة، لكن لو أنت سئلت عن شيء وكنت تعلمه ثم عجزت عنه فإن ذلك حسرة .

ولهذا يقول : ( هاه هاه ) كأنه يتذكر شيئاً
( لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته )

فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين ـ (الإنس والجن)ـ، ولو سمعها لصعق، وقد ورد في صفة هذه المرزبة أنه لو اجتمع عليها أهل منى ما أقلوها ـ والعياذ بالله ـ.

هذه الفتنة يجب الإيمان بها، لأن الإيمان بها من الإيمان باليوم الآخر فإن قلت: كيف يكون الإيمان بها من الإيمان باليوم الآخر وهي في الدنيا ؟

فالجواب : أن الإنسان إذا مات فقد قامت قيامته .

ثانياً : عذاب القبر ونعيمه :

ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بعذاب القبر ونعيم القبر ودليل ذلك

قوله تعالى : « كذلك يجزي الله المتّقين (31) الّذين تتوفّاهم الملائكة طيّبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون(32) » سورة النّحل

ومحل الدلالة

قوله تعالى : «الذين تتوفّاهم الملائكة طيّبين يقولون » سورة النّحل 32

حال توفّيهم :
« سلام عليكم ادخلوا الجنة » سورة النّحل32

وهم وإن كانوا لم يدخلوا الجنة التي عرضها السموات والأرض لكن دخلوا القبر الذي فيه نعيم الجنة .

وقال تعالى أيضاً : « فلولآ إذا بلغت الحلقوم* وأنتم حينئذ تنظرون* ونحن أقرب إليه منكم ولكن لّا تبصرون* فلولآ إن كنتم غير مدينين *ترجعونها إن كنتم صادقين* فأمّآ إن كان من المقرّبين* فروح وريحان وجنّت نعيم »
سورة الواقعة 89

وهذا يكون إذا بلغت الروح الحلقوم وهذا هو نعيم القبر بل إن الإنسان يبشر بالنعيم قبل أن تخرج روحه يقال لروحه :

اخرجي أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتفرح الروح بذلك وتخرج خروجاً سهلاً ميسراً .

وأما السنة فإن النبي، صلى الله عليه وسلم ، أخبر في أحاديث كثيرة بما يدل على أن الإنسان ينعم في قبره، وقد أشرنا إلى شيء منها .

وأما عذاب القبر فثابت أيضاً في الكتاب والسنة، فمن القرآن قال الله ـ تبارك وتعالى ـ في آل فرعون :

« النّار يعرضون عليها غدوّاً وعشيّاً ويوم تقوم السّاعة أدخلوٓا ءال فرعون أشدّ العذاب » سورة غافر 46

فقوله : « يعرضون عليها غدوّاً وعشيّاً »

هذا قبل أن تقوم الساعة :

« ويوم تقوم السّاعة أدخلوٓا ءال فرعون أشدّ العذاب »

وقال تعالى : « ولو ترىٰ إذ الظّالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوٓا أيديهم أخرجوٓا أنفسكم » سورة الأنعام 93

وكان هؤلاء يشحون بأنفسهم لا يخرجونها، لأنهم يبشرون بالعذاب ـ والعياذ بالله ـ، فترتد الأرواح لاتريد أن تخرج من أجسادها هرباً مما أنذرت به :

« أخرجوٓا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحقّ وكنتم عن آياته تستكبرون » سورة الأنعام 93

و وجه الدلالة من قوله :
« اليوم تجزون »
لأن (أل) هنا للعهد الحضوري

لقوله تعالى : « اليوم أكملت لكم دينكم » سورة المائدة 3

أي اليوم الحاضر وهو يوم وفاة هؤلاء
الظالمين .

وقال تعالى : « وأمّآ إن كان من المكذّبين الضّآلّين (92) فنزل مّن حميم (93) وتصلية حجيم (94) » سورة الواقعة

وكلنا نقول في الصلاة :

(أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر).

فعذاب القبر ثابت بالقرآن، والسنة، والإيمان به من الإيمان باليوم الآخر.

هل العذاب في القبر على البدن أو
على الروح ؟

العذاب في القبر على الروح في الأصل وربما يتصل بالبدن، ومع ذلك فإن كونه على الروح لا يعني أن البدن لا يناله منه شيء بل لابد أن يناله من هذا العذاب أو النعيم شيء وإن كان غير مباشر .

واعلم أن العذاب والنعيم في القبر على عكس العذاب أو النعيم في الدنيا، فإن العذاب أو النعيم في الدنيا على البدن، وتتأثر به الروح، وفي البرزخ يكون النعيم أو العذاب على الروح، ويتأثر به البدن .

فلو قال لنا قائل : كيف تقولون : إن القبر يضيق على الإنسان الكافر حتى تختلف أضلاعه، ونحن لو كشفنا القبر لوجدنا أن القبر لم يتغير، وأن الجسد لم يتغير أيضاً ؟

فالجواب على هذا أن نقول : إن عذاب القبر على الروح في الأصل، وليس أمراً محسوساً على البدن،

فلو كان أمراً محسوساً على البدن، لم يكن من الإيمان بالغيب، ولم يكن منه فائدة، لكنه من الأمور الغيبية المتعلقة بالأرواح،

والإنسان قد يرى في المنام وهو نائم على فراشه أنه قائم، وذاهب وراجع، وضارب ومضروب، وربما يرى وهو على فراشه نائم أنه قد سافر إلى العمرة، وطاف وسعى، وحلق أو قصر، ورجع إلى بلده، وجسمه على الفراش لم يتغير .

فأحوال الروح ليست كأحوال البدن .

ثالثاً : البعث :

ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر البعث
فالله ـ سبحانه وتعالى ـ يبعث الأجساد يوم القيامة حفاة عراة غرلاً .

حفاة ليس عليهم نعال ولا خفاف : أي ليس عليهم لباس رجل، عراة: ليس عليهم لباس بدن،

غرلاً : أي غير مختونين .
وفي بعض الأحاديث : ( بهماً ) أي ليس معهم مال، بل كل واحد وعمله .

والبعث هنا إعادة وليس تجديداً .

كما قال تعالى : « قال من يحي العظام وهي رميم (78) قل يحييها الّذي أنشأهآ أوّل مرّة »
سورة يس

وقال تعالى : « كما بدأنآ أوّل خلق نّعيده »
سورة الأنبياء 104

ولأنه لو كان خلقاً جديداً لكان الجسد الذي يعمل السيئات في الدنيا سالماً من العذاب، ويؤتى بجسد جديد فيعذب؛وهذا خلاف العدل، فالنص والعقل قد دل على أن البعث ليس تجديداً ولكنه إعادة .

ولكن يبقى النظر كيف تكون إعادة، والإنسان ربما يموت، فتأكله السباع، ويتحول من اللحم إلى الدم في الحيوان الآكل وروث وما أشبه ذلك ؟ .

فيقال : إن الله على كل شيء قدير يقول للشيء : كن فيكون .

فيأمر الله هذه الأجساد التي تفرقت وأُكِلَت وطارت بها الرياح أن تعود فتعود، وهذا ينبني على القاعدة التي سبق أن قررناها .

وهي :
أن الواجب على الإنسان في الأمور الخبرية الغيبية هو التسليم .

وقد أوردت عائشة رضي الله عنها إشكالاً على قول النبي، صلى الله عليه وسلم :

( يحشر الناس حفاة عراة غرلًا فقالت: الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: الأمر أعظم من أن يهمهم ذلك ) . البخاري ومسلم

فإن في ذلك اليوم لاينظر أحد إلى أحد لأن الله تعالى يقول :

« يوم يفرّ المرء من أخيه* وأمّه وأبيه* وصاحبته وبنيه* لكلّ امرىء مّنهم يومئذ شأن يغنيه » سورة عبس

حتى الإنسان يذهل عن أنسابه وأقاربه

قال تعالى : « فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون » سورة المؤمنون 101

رابعاً : دنو الشمس من الخلائق :

ومن الإيمان باليوم الآخر أن نؤمن بأن الشمس تدنو من الخلائق بمقدار ميل،

والميل يحتمل أن يكون ميل المكحلة، ويحتمل أنه المسافة من الأرض،

وسواء كان ميل المكحلة أو ميل المسافة فإن الشمس تكون قريبة من الرؤوس .

فإن قلت : كيف يمكن هذا ونحن الآن حسب ما نعلم أن هذه الشمس لو دنت عما كانت عليه الآن بمقدار شبر واحد لأحرقت الأرض ،

فكيف يمكن أن تدنو من الخلائق يوم القيامة بمقدار ميل ؟

فالجواب : أن وظيفة المؤمن ـ وهذه قاعدة يجب أن تبنى عليها عقيدتنا ـ فيما ورد من أخبار الغيب القبول والتسليم

وألا يسأل عن كيف ؟ ولم ؟

لأن هذا أمر فوق ما تتصوره أنت فالواجب عليك أن تقبل وتسلم وتقول: آمنا وصدقنا بأن الشمس تدنو من الخلائق يوم القيامة بمقدار ميل .

وما زاد على ذلك من الإيرادات فهو من البدع.

ولهذا لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن استواء الله كيف استوى ؟

قال : السؤال عنه بدعة، هكذا أيضاً كل أمور الغيب السؤال عنها بدعة وموقف الإنسان منها القبول والتسليم .

أما الجواب الثاني بالنسبة لدنو الشمس من الخلائق يوم القيامة فإننا نقول :

إن الأجسام تبعث يوم القيامة لا على الصفة التي هي عليها في الدنيا من النقص وعدم التحمل بل هي تبعث بعثاً كاملاً تاماً،

ولهذا يقف الناس يوم القيامة يوماً مقداره خمسون ألف سنة لا يأكلون ولا يشربون،

وهذا أمر لا يحتمل في الدنيا فتدنو الشمس منهم وأجسامهم قد أعطيت من القوة ما يتحمل دنوها

ويشهد لهذا ما ذكرناه من الوقوف خمسين ألف سنة لا يحتاجون إلى طعام ولا شراب،

وأن أهل الجنة ينظر الواحد منهم إلى ملكه مسيرة ألف عام ينظر أقصاه كما ينظر أدناه ولا يمكن هذا في الدنيا،

فالأجسام يوم القيامة لها شأن آخر غير شأنها في هذه الدنيا .

خامساً : محاسبة الخلائق على أعمالهم :

ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر أن تؤمن بأن الخلائق يحاسبون على أعمالهم، وقد سمى الله يوم القيامة يوم الحساب؛ لأنه اليوم الذي يحاسب الإنسان فيه على عمله .

ولكن هل الحساب حساب مناقشة كما يحاسب التاجر تاجراً آخر بالفلس والهللة ؟

الجواب : لا، لكنه حساب فضل وإحسان وكرم بالنسبة للمؤمن فإن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يحاسب المؤمن فيخلو به ويضع كنفه عليه أي ستره ويقرره بذنوبه فيقول له :

عملت كذا في يوم كذا حتى يقر ويعترف، فإذا أقر واعترف قال الله سبحانه وتعالى له :

( إني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ) .

وكلنا لا يخلو من الذنوب في هذه الدنيا ذنوب باطنة تتعلق بالقلوب، وذنوب ظاهرة تتعلق بالأبدان، لكن لايراها الناس، فقد تشاهد الرجل ينظر بعينه نظراً محرماً وأنت تظنه ينظر نظراً حلالاً ماتدري ولهذا

قال الله تعالى : « يعلم خآئنة الأعين وماتخفي الصّدور » سورة غافر 19

خائنة الأعين أمر يعمل بالحس، لكن لا يعلمه أحد، من يعلم أن هذه العين تنظر نظراً
محرماً ؟

" « وما تخفي الصدور » .
هذا باطن فالله ـ سبحانه وتعالى ـ يقول :
( سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها
لك اليوم ) .

أما الكفار والعياذ بالله فإنهم لا يحاسبون هذا الحساب بل يقررون بأعمالهم ويقول : عملتم كذا وكذا فإذا أنكروا تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم، وأرجلهم بما كانوا يعملون، حتى الجلود فإنها تشهد .

فيقولون لجلودهم : « لم شهدتّم علينا قالوٓا أنطقنا الله الّذي أنطق كلّ شيء وهو خلقكم أوّل مرّة وإليه ترجعون* وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولآ أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أنّ الله لا يعلم كثيراً ممّا تعملون* وذلكم ظنّكم الّذي ظننتم بربّكم أرداكم فأصبحتم مّن الخاسرين* فإن يصبروا فالنّار مثوى لّهم وإن يستعتبوا فما هم مّن المعتبين »
سورة فصّلت 24

يقرر الكفار بأعمالهم ويخزون بها والعياذ بالله وينادى على رؤوس الأشهاد :

« هؤلآء الّذين كذبوا على ربّهم ألا لعنة الله على الظّالمين » سورة هود

فانظر الفرق بين حساب المؤمن وحساب
الكفار .

هل ينجو من الحساب أحدٌ ؟

الجواب : نعم ينجو منه عالم لا يحصيهم إلا الله قال النبي، صلى الله عليه وسلم :

( إن أمته عرضت عليه وإن منهم سبعين ألفاً يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب وهم الذي لا يرقون ولا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون ) .
رواه مسلم







    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 06:27 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com