قوله : ( فعنده أقول ) في رواية النسائي
( أنطق )
وفي رواية الزبير ( أتكلم ) .
قوله : ( فلا أقبح )
أي فلا يقال لي قبحك الله
أو لا يقبح قولي ولا يرد علي ،
أي لكثرة إكرامه لها وتدللها عليه لا يرد لها ولا يقبح عليها ما تأتي به .
ووقع في رواية الزبير ( فبينما أنا عنده
أنام ... إلخ ) .
قوله : ( وأرقد فأتصبح ) أي أنام الصبحة وهي نوم أول النهار فلا أوقظ ،
إشارة إلى أن لها من يكفيها مؤنة بيتها ومهنة أهلها .
قوله : ( وأشرب فأتقنح ) قال عياض : لم يقع في الصحيحين إلا بالنون ،
ورواه الأكثر في غيرهما بالميم
قلت : وسيأتي بيان ذلك في آخر الكلام على هذا الحديث حيث نقل البخاري أن بعضهم رواه بالميم
قال أبو عبيد : أتقمح أي أروى حتى لا أحب الشرب ،
مأخوذ من الناقة القامح وهي التي تريد الخوض فلا تشرب وترفع رأسها ريا
وأما بالنون فلا أعرفه انتهى .
وأثبت بعضهم أن معنى أتقنح بمعنى أتقمح لأن النون والميم يتعاقبان مثل امتقع لونه وانتقع ،
وحكى شمر عن أبي زيد : التقنح الشرب بعد الري ،
وقال ابن حبيب الري بعد الري ،
وقال أبو سعيد : هو الشرب على مهل لكثرة اللبن لأنها كانت آمنة من قلته فلا تبادر إليه مخافة عجزه .
وقال أبو حنيفة الدينوري : قنحت من الشراب تكارهت عليه بعد الري ،
وحكى القالي : قنحت الإبل تقنح بفتح النون في الماضي والمستقبل قنحا بسكون النون وبفتحها أيضا
إذا تكارهت الشرب بعد الري .
وقال أبو زيد و ابن السكيت : أكثر كلامهم تقنحت تقنحا بالتشديد
وقال ابن السكيت : معنى قولها ( فأتقنح )
أي لا يقطع علي شربي ،
فتوارد هؤلاء كلهم على أن المعنى أنها تشرب حتى لا تجد مساغا ،
أو أنها لا يقلل مشروبها ولا يقطع عليها حتى تتم شهوتها منه ،
وأغرب أبو عبيد فقال : لا أراها قالت ذلك إلا لعزة الماء عندهم ، أي فلذلك فخرجت بالري من الماء ،
وتعقبوه بأن السياق ليس فيه التقييد بالماء فيحتمل أن تريد أنواع الأشربة من لبن وخمر ونبيذ وسويق وغير ذلك ،
ووقع في رواية الإسماعيلي عن البغوي
( فانفتح ) بالفاء والمثناة ،
وقال عياض : إن لم يكن وهما فمعناه التكبر والزهو ،
يقال في فلان فتحة إذا تاه وتكبر ،
ويكون ذلك تحصل لها من نشأة الشراب ،
أو يكون راجعا إلى جميع ما تقدم ،
أشارت به إلى عزتها عنده وكثرة الخير لديها فهي تزهو لذلك ،
أو معنى أتقنح كناية عن سمن جسمها .
ووقع في رواية الهيثم ( وآكل فأتمنح ) أي أطعم غيري
يقال : منحه يمنحه إذا أعطاه ،
وأتت بالألفاظ كلها بوزن أتفعل إشارة إلى تكرار الفعل وملازمته ومطالبة نفسها أو غيرها بذلك ،
فإن ثبتت هذه الرواية وإلا ففي الاقتصار على ذكر الشرب إشارة إلى أن المراد به اللبن هو الذي يقوم مقام الشراب والطعام .
( يتبع ) .................