![]() |
13 تابع / شرح : حديث أبي زرع
قوله : ( فعنده أقول ) في رواية النسائي ( أنطق ) وفي رواية الزبير ( أتكلم ) . قوله : ( فلا أقبح ) أي فلا يقال لي قبحك الله أو لا يقبح قولي ولا يرد علي ، أي لكثرة إكرامه لها وتدللها عليه لا يرد لها ولا يقبح عليها ما تأتي به . ووقع في رواية الزبير ( فبينما أنا عنده أنام ... إلخ ) . قوله : ( وأرقد فأتصبح ) أي أنام الصبحة وهي نوم أول النهار فلا أوقظ ، إشارة إلى أن لها من يكفيها مؤنة بيتها ومهنة أهلها . قوله : ( وأشرب فأتقنح ) قال عياض : لم يقع في الصحيحين إلا بالنون ، ورواه الأكثر في غيرهما بالميم قلت : وسيأتي بيان ذلك في آخر الكلام على هذا الحديث حيث نقل البخاري أن بعضهم رواه بالميم قال أبو عبيد : أتقمح أي أروى حتى لا أحب الشرب ، مأخوذ من الناقة القامح وهي التي تريد الخوض فلا تشرب وترفع رأسها ريا وأما بالنون فلا أعرفه انتهى . وأثبت بعضهم أن معنى أتقنح بمعنى أتقمح لأن النون والميم يتعاقبان مثل امتقع لونه وانتقع ، وحكى شمر عن أبي زيد : التقنح الشرب بعد الري ، وقال ابن حبيب الري بعد الري ، وقال أبو سعيد : هو الشرب على مهل لكثرة اللبن لأنها كانت آمنة من قلته فلا تبادر إليه مخافة عجزه . وقال أبو حنيفة الدينوري : قنحت من الشراب تكارهت عليه بعد الري ، وحكى القالي : قنحت الإبل تقنح بفتح النون في الماضي والمستقبل قنحا بسكون النون وبفتحها أيضا إذا تكارهت الشرب بعد الري . وقال أبو زيد و ابن السكيت : أكثر كلامهم تقنحت تقنحا بالتشديد وقال ابن السكيت : معنى قولها ( فأتقنح ) أي لا يقطع علي شربي ، فتوارد هؤلاء كلهم على أن المعنى أنها تشرب حتى لا تجد مساغا ، أو أنها لا يقلل مشروبها ولا يقطع عليها حتى تتم شهوتها منه ، وأغرب أبو عبيد فقال : لا أراها قالت ذلك إلا لعزة الماء عندهم ، أي فلذلك فخرجت بالري من الماء ، وتعقبوه بأن السياق ليس فيه التقييد بالماء فيحتمل أن تريد أنواع الأشربة من لبن وخمر ونبيذ وسويق وغير ذلك ، ووقع في رواية الإسماعيلي عن البغوي ( فانفتح ) بالفاء والمثناة ، وقال عياض : إن لم يكن وهما فمعناه التكبر والزهو ، يقال في فلان فتحة إذا تاه وتكبر ، ويكون ذلك تحصل لها من نشأة الشراب ، أو يكون راجعا إلى جميع ما تقدم ، أشارت به إلى عزتها عنده وكثرة الخير لديها فهي تزهو لذلك ، أو معنى أتقنح كناية عن سمن جسمها . ووقع في رواية الهيثم ( وآكل فأتمنح ) أي أطعم غيري يقال : منحه يمنحه إذا أعطاه ، وأتت بالألفاظ كلها بوزن أتفعل إشارة إلى تكرار الفعل وملازمته ومطالبة نفسها أو غيرها بذلك ، فإن ثبتت هذه الرواية وإلا ففي الاقتصار على ذكر الشرب إشارة إلى أن المراد به اللبن هو الذي يقوم مقام الشراب والطعام . ( يتبع ) ................. |
الساعة الآن 06:37 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com