✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
مختصرة من كتاب سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه للدكتور الوصابي بتصرف واختصار شديد .
ـــــ
* هو : عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي, ويلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في النسب في الجد السادس مرة بن كعب ،
ولد بعد عام الفيل، بسنتين وستة أشهر، وقيل
غير ذلك
عُرِف رضي الله عنه بألقاب عدة منها :
(1) الصدّيق :
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال :
( اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي و صدّيق وشهيدان ) .
(2) والعتيق : قيل: إنما سمي عتيقًا لجمال وجهه .
وقيل : لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب .
(3) والصاحب ،(4) والأتقى ، (5)والأواه
أبوه : أبو قحافة عثمان بن عامر .ت:14هـ وله 97 سنة أسلم عام الفتح .
أمه : أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر ابنة عمِّ أبيه ، أسلمت قبل أبي قحافة .
* و قد كان يوصف بالبياض في اللون، والنحافة في البدن، حسن القامة، نحيفًا خفيف العارضين، لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه ، رقيقا معروق الوجه، غائر العينين، أقنى، ويخضب لحيته وشيبه بالحناء والكتم .
وقد نشأ نشأة كريمة طيبة وترعرع في مكة في حضن أبوين لهما الكرامة والعز في قومهما،
مما جعل أبا بكر ينشأ كريم النفس، عزيز المكانة في قومه .
وكان من رؤساء قريش وأشرافها في الجاهلية، محبباً فيهم، مألفاً لهم،
وقد اشتهر أبو بكر في الجاهلية بصفات عدة، منها العلم بالأنساب، فقد كان عالماً من علماء الأنساب وأخبار العرب ، وقد كان تاجراً رضي الله عنه .
وكان رضي الله عنه في المجتمع الجاهلي شريفًا من أشراف قريش، وكان من خيارهم، ويستعينون به فيما نابهم، وكانت له بمكة ضيافات لا يفعلها أحد .
*
وكان إليه الأشناق في الجاهلية، والأشناق هي الديات، وكان إذا حمل شيئاً صدَّقته قريش وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه، وإن احتملها غيرُه خذلوه ولم يصدقوه .
وليس من الصحابة من أسلم أبوه وأمه وأولاده، وأدركوا النبي صلى الله عليه وسلم وأدركه أيضا بنو أولاده إلا أبو بكر من جهة الرجال والنساء رضي الله عنهم
فكلهم آمنوا بالنبي وصحبوه، فهذا بيت الصديق، فأهله أهل إيمان، ليس فيهم منافق ولا يعرف في الصحابة مثل هذه لغير بيت أبي بكر رضي الله عنهم .
لم يسجد رضي الله عنه قبل الإسلام لصنم
ولم يشرب خمرا
*
وكان أول من أسلم من الرجال رضي الله عنه
كانت أول ثمار الصديق الدعوية دخول صفوة من خيرة الخلق في الإسلام،
وهم : الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن مظعون، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد، والأرقم ابن أبي الأرقم رضي الله عنهم .
وجاء بهؤلاء الصحابة الكرام فرادى فأسلموا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فكانوا الدعامات الأولى التي قام عليها صرح الدعوة،
وكانوا العُدَّة الأولى في تقوية جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهم أعزه الله وأيده،
وتتابع الناس يدخلون في دين الله أفواجًا، رجالاً ونساء، فكانوا على قلة عددهم كتيبة الدعوة، وحصن الرسالة لم يسبقهم سابق ولا يلحق بهم لاحق في تاريخ الإسلام .
*
* و من فضائله رضي الله عنه :
أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب
إليك ؟ ( قال : عائشة .
قال :
قلت : من الرجال ؟
قال : أبوها ) . رواه مسلم .
وأيضا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر
خليلاً ) . رواه ابن ماجه .
وهو أول الخلفاء الراشدين وخلافته كانت بإجماع المسلمين و منصوص عليها ، رضي الله عنه و أرضاه
ففي الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ
( فقال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ . قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى ) .
وقد أمرنا بالاقتداء به : قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه
وأنفق ماله كله لما حث النبي -صلى الله عليه وسلم - على النفقه .
*و من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ،
ومن أعماله قبل الهجرة أنه أعتق سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم : بلال بن أبي رباح ، وعامر بن فهيرة ، وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني المؤمل ، وأم عُبيس .
وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم .
و عزيمته واصراره قتال أهل الردة
فأعماله وفضائله رضي الله عنه كثيرة يصعب حصرها في كلام مختصر
فرضي الله عنه وأرضاه وجمعنا به في دار كرامته .
1 سيرة : الصحابي الجليل أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه أول خليفة للمسلمين
