يهرب البعض من مواجهة الاحداث احيانا ، لما تسببه له من ألم او احراج او خوف ،
الا ان العقل الباطن لا ييأس ابدا ، ويستمر في عرض رسائل المزاج السيء باستمرار
المزاج السيء ، هو رسالة من عقلك الباطن اليك ان هناك مشكلة او خطأ ما ، يحتاج منك الى موقف
لا يهم ان توصّلت الى الحل ام لا ، الا ان اتخاذ موقف مناسب هو ما ينقصك وما يسبب لك هذه المشاعر السلبية المتمثلة بمزاج سيء في صوره المختلفة ،،،
لماذا يصحو البعض بمزاج سيء ؟
*من الضروري ان نعرف ان العقل بعد الاستيقاظ من النوم يبدأ في مراجعة قائمتين محددتين :
اولا : المشاكل السابقة التي لم يوضع لها حلول ، سوء تفاهم مع احد الاصدقاء في الايام الماضية ، سماع انتقاد معين ،....
ثانيا : المخاوف المستقبلية المحتملة ، مقابلة عمل ، مشروع ما ، نتيجة امتحان
وأي خطأ يتواجد في احدى القائمتين ، يتولد عنه مباشرة ..المزاج السيء صباحا .
ومن أسباب المزاج السيء صباحا ايضا ...
*الاستيقاظ من النوم متأخرا ..لن ألحق الحافلة ، لن ألحق الدوام ...
*أو الاحلام السيئة التي ننساها فور الاستيقاظ من النوم ، قليلون من يعلمون ان الاحلام تؤثر على نفسية الشخص كالحقيقة تماما
ولكن ، لماذا يشعر البعض انه في مزاج سيء..دون سبب ؟
يدل ذلك على بعض الامور :
* ان هناك بعض المشاكل القديمة التي حُفظت في درج خلفي من ادراج الذاكرة دون حلّ ، وبعيدا عن التذكّر المباشر
لذلك يشعر الشخص ان مزاجه سيء بدون سبب ! والحقيقة انه لا يستطيع تحديد اي من تلك المشاكل القديمة هي السبب الرئيسي في تغير المزاج ، ونتج عن ذلك الشعور المبهم بالانقباض .
*أو ان يكون هذا بسبب الحساسية المفرطة ، قد يكتشف الانسان لاحقا ان سبب شعوره بانقباض المزاج هو ان شخصا آخر لا يجد حلا لمشكلته ، او ان صديق له يتعرض للحزن .
*نقص في هرمون السيروتونين الذي يتحكم بالمزاج
*الكسل او التقاعس عن اتخاذ الاجراء المناسب لمسألة ما ، او عدم معرفتنا ما هو الاجراء المناسب .
*عقدة تأنيب الضمير
* بعض التغييرات التي تحدث قبل النوم ، مثل الاكل مباشرة ان لم تكن معتادا على ذلك ،
قد يحدث الم بسيط في المعدة ، يفسّرها العقل على انها تعكّر في المزاج
وقد يشكو البعض الآخر، مشكلتي ان مزاجي يتغير فجأة ولا أفهم لماذا ؟
وهذا ما يسمى ، ارجوحة المزاج
*ان ملاحظة حدث ما امامنا ان كان له علاقة ببعض ما حدث لنا وآلمنا مما لا نتذكره ، لأننا اهملناه مع الأيام ، ولكن ما لا ننساه هو تأثير هذا الحدث والذي سيبقى يرافقنا عند الاحداث المماثلة او التي تحمل بعض العلاقات المختزنة بعقولنا
*قد يحدث هذا لا شعوريا ، احيانا تقود سيارتك وانت تركز على الطريق ، بينما يسترسل عقلك في البحث واستعراض بعض المشاكل ، فتشعر بأن مزاجك سيئا
تحدث هذه الامور داخل العقل بالسرعة التي لا نلاحظ فيها كيف انقلب المزاج ، وكل ما نشعر به اننا فجأة تغيّر شعورنا الى السلبية .
وهناك..مزاج سيء طول النهار ..او لفترات طويلة
من الضروري الاشارة الى ان هذه الحالة هي مؤشر وبذرة للاكتئاب
السبب الرئيسي فيها ، هو الاهمال المتعمد لبعض المشاكل والاحداث العالقة
البعض من يواجهون المشاكل في وقتها ويفكرون فيها ويفندونها ، والبعض من يهملونها ويهملون التفكير فيها والتفاعل معها
ان اي حدث يصيب نفسياتنا بحاجة الى التفاعل والتأثر واخذ وقت مناسب ، ولن يؤدي بنا الاهمال الا الى الاكتئاب في المراحل اللاحقة
كيف اوجه اضطراب مزاجي بأي صورة من الصور أعلاه .....؟
اولا – حاول تنظيم مشاكلك و تفنيد الافكار واحدة بواحدة لتصل الى السبب الرئيسي لمزاجك السيء ، عادة ما تكون هناك مشكلة اساسية او اثنتين ، وكافة المضايقات الاخرى هي تابعة ومنبثقة عنها ، فاكتشف الجذور .
ثانيا – راقب افكارك ، وطريقة تشابكها معا والقواسم المشتركة بين الاحداث ، لتصل الى المسبب الأساسي لهذه الخليّة.
ثالثا – واجه هذه المشاكل ، وحاول ان تتخذ الموقف المناسب لأي منها ان امكن ، وان لم يمكن ، فالقبول بها هو اللازم
بعض المشاكل والاحداث لا تحتاج منك الى حلول ، وانما الى اتخاذ فعل بشأنها ، والتفاعل معها ، كان ما كان هذا التفاعل .
رابعا – حاول ان تقوم ببعض النشاطات الرياضية لتنظيم هرمون السيروتونين والتعرض لأشعة الشمس بشكل منتظم
وكذلك الاعتناء بالغذاء ، شرب الماء ايضا من شأنه ان ينظم عمل هذا الهرمون المختص بالمزاج .
خامسا – بعض الاغذية تحسن المزاج مثل الكربوهيدرات ، الفراولة والموز ، الحليب والشيكولاتة
صحيح ان البعض قد يشعر بالسعادة عند تناول وجبة غذاء كبيرة محتوية على بعض هذه العناصر الضرورية لتحسين المزاج ، وانما هذا قد يدفعه الى ادمان التخلص من المزاج السيء بالأكل المستمر دون داع
ولذلك ، فعلى المدى الطويل سيكتشف انه لا زال يشعر بالمزاج بالسيء ، وذلك لأن مشكلته الاساسية لم تتم مواجهتها بل الهروب منها
ومنع الانسان لنفسه من تناول الطعام لن يفيد شيئا ، فقد يعتاد الادمان على امور أخرى ، طالما المشكلة الحقيقية المسببة للمزاج السيء لم تُواجه .
عندما تُقبل على الطعام ، إسأل نفسك اولا :
هل انت فعلا بحاجة الى كل هذا ، ام انك تحاول الهرب من مزاجك السيء او شعورك بالملل ، فالملل ايضا رسالة أخرى من رسائل العقل الباطن تحفزك على القيام بفعل ما وتغيير الوضع الخطأ .
هذا هو السؤال ، الذي تستطيع من خلال الاجابة الصادقة عليه مع نفسك ، ان تحصل على الريجيم اللازم ، للقوام المناسب ، دون ان تحرم نفسك من الأكل ، فالحرمان دون سبب مقنع ودون حل للمشكلة الاساسية التي تدفعك الى تناول المزيد والمزيد حتى بعد وصولك الى حالة الشبع ، سيجعلك تستعيد وزنك الذي جاهدت لتخسره ..برمشة عين !