لا تقارن طفلك بغيره
من أكبر الأخطاء التي نرتكبها في حق أبنائنا أن نقارنهم بالآخرين, فمن أسرار نجاح ثقة الطفل بنفسه أن يشعر أنه طبيعي ومحبوب كما هو, وأنه يتميز
منأكبر الألخطاء التي نرتكبها في حق أبنائنا أن نقارنهم بالآخرين, فمن أسرارنجاح ثقة الطفل بنفسه أن يشعر أنه طبيعي ومحبوب كما هو, وأنه يتميز عن غيره ببعضالجوانب الإيجابية, وأنه كذلك ليس مطالبا بأن يصبح مثل فلان. المقارنات تكون فيكثير من الأحيان عامل هدم لثقة الطفل بنفسه, فما أفضل السبل للتعامل مع أطفالنا؟
من ضروريات محبة الطفلكما هو ألاّ يشعر أنه مطالب بأن يصبح مثل فلان أو غيره. والمقارنة عمومًا ليستأمرًا محبّبًا لنفوس الكبار, مثل أن تقارن الزوجة ما يفعل زوجها بغيره من الأزواج,فكيف بالصغار الذين لا تزال ثقتهم بأنفسهم بحاجة إلى رعاية واهتمام لتنمو نموًا طبيعيًا,كما أنهم غير قادرين على مقاومة أثر المقارنة السلبي في تقليل إحساسهم بقيمةذواتهم, ومطالبتهم بأن يصبحوا مثل عدة أشخاص متفوقين في آن واحد.
منأسرار نجاح ثقة الطفل بنفسه أن يشعر أنه طبيعي ومحبوب كما هو, وأنه يتميز عن غيرهببعض الجوانب الإيجابية, وأنه كذلك ليس مطالبًا بأن يصبح مثل فلان. المقارنات تكونفي كثير من الأحيان عامل هدم لثقة الطفل بنفسه؛ لأنها تُقدّم بشكل انتقاصي للطفل,بدلاً من عرضها على شكل تجربة إيجابية مماثلة لما لديه من نقاط تميز أخرى.
عندالتعامل مع الأخطاء, تجعل المقارنات الطفل في موقف سلبي يشعره بأنه غير محبوب, وأنأعماله غير مرضي عنها, وأنه سيئ, بينما الطفل الآخر جيد. وعندما تكون المقارناتلرفع مستوى الطفل وتنمية مهاراته فإنها تساهم أيضا في إشعاره -وإن لم يخطئ- بأنهأقل مستوى من غيره, وأن الأطفال الآخرين ناجحون بينما هو فاشل, وأنه عاجز عنالوصول إلى المستوى الذي يتوقّعه والداه منه.
المفترضعندما يخطئ الطفل أن يكون الحديث مع الطفل عن الخطأ نفسه, وألاّ تكون المقارنةوسيلة يعتقد الوالدان من خلالها أنهما قادران على تعديل ذلك الخطأ.
الحديثعن الخطأ يجعل نظرة الطفل للخطأ أكثر من نظرته لنفسه, وعندما يبسّط المطلوب منالطفل بأن والديه يتوقعان منه ألاّ يكرر ما فعل فإن الأمر يبدو بسيطًا مقارنة بمايتوقع لو أنه قورن بغيره, وطُلب منه أن يصبح مثل فلان؛ فتلك مهمة شاقة, ولايستطيعها مهما فعل.
أماعندما يريد الوالدان من طفلهما أن يتحسن في أمر معين فإن المفترض أن يتوجه الحديثنحو قدرات الطفل وإمكاناته دون الحديث عن غيره, وذلك بأن يكون التشجيع للطفل بأنيرفع من مستواه؛ لأنه قادر على ذلك بنفسه, وليس لأن فلانًا استطاع ذلك. نجاح الطفلفي كتابة حرف الألف -مثلاً- يحفزه لتعلم كيفية كتابة بقية الحروف, أكثر مما لو قيلله إن أخاك استطاع كتابتها وهو في مثل عمرك.
المصدر:الإسلام اليوم.