وعذرا إن كان فيها ألفاظ عامية ويكفي نبرة الصدق فيها عذرا ،
كتبت تقول :
" إن الوالد شيء عظيم ، يفوق الوصف ، خاصة في حياة البنت .
.
لكلمة " يُبا, ابي, بابا" عذوبة لا أجد لها مثيلا بين شفتي ..
كلماته الحانية كنوز خالدة في الذاكرة إلى آخر العمر ..
انشغاله بنا عنّا يُشجي بقدر ما ينقش حبه في القلب ..
حكاياته ... ابتساماته .. عبراته ..
غالية جد غالية ..
والدي الحبيب أفتقدك كثيرا ..
فأين أنت ؟
كم كنت أحب الحديث عنك ..
كم كنت أحب التأمل في قسمات وجهك وأشتاق لعودتك
ورؤيتك بعد غيابك عنا ساعات قليلة أخالها دهرا..
والدي الحبيب .. كم أحتاج إليك ..
كم أخاف عليك .. وكم أرجو لك الجنة .. ""
وبعد ، كل هذه المشاعر الودودة ألا تستحق منك لفتة ،
فكيف إذا عرفت فضل تربية البنات والصبر عليهن ؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخلت علي امرأة
ومعها ابنتان لها تسأل ، فلم تجد عندي شيئا غير
تمرة فأعطيتها إياها ، فقسمتها بين ابنتيها
ولم تأكل منها شيئا ثم قامت فخرجت وابنتاها ، فدخل
النبي صلى الله عليه وسلم علينا ، فأخبرته فقال
" من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار "
متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم
" من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو "
وضم أصابعه ،أخرجه مسلم
فأفيضوا عليهن من الإحسان لتنالوا الإحسان ،
وأكرموهن وربوهن على الإسلام يكن قرة عين لكم في الدنيا والآخرة
وإنه لمن الجميل أن يعبر الوالد لابنته عن حبه لها
واعتزازه بها وخوفه وحرصه عليها ،
وهاك أبيات رقيقة بعث بها والد لابنته في يوم
عيد يعايدها وهو في غربته بعيد فكان مما كتب يقارن
بين غاليته السمراء وبين الأخريات :
لسـتن مثل ابنتي خَلقا ولا خُلقـا *** ولا اكتفاءً ولا ثغـرا ولا جـيـدا
لا الشهد أحلى ولا أغلى ولا سمعت *** ممالك النحل كالسمراء تغريدا
ومن لا يملك التعبير
فيكفي كلمة صادقة ،
ولمسة حانية ،
ونصائح غالية منك لابنتك تحفظها لك وتحفظ بها نفسها
إن راودتها وساوس السوء ،
والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .