بسم الله الرحمن الرحيم 
 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين 
 
يفتح الستار عن زعيم لعصابة سرقة ... يدخل أحد أفراد العصابة دافعا أمامه شابا ، ويقترب من زعيمه قائلا ً : 
 
اللص : سيدي ... أثناء تفتيش القافلة عثرنا على هذا الشاب الذي أخذ يسخر منا 
 
الزعيم : ( غاضبا ) ، وهل يجرؤ أحد على أن يسخر منا .. ؟ ماذا فعل ؟؟
 
اللص : سألته ما معك ؟ فقال : أربعون دينارا .
 
الزعيم : كيف تهزأ برجالي ؟ أما تدري أننا أسياد هذه البادية ؟ نقتل من نشاء ونسلب مال من نشاء ؟ كيف تسخر من رجالي ، أيها الطائش ، صغير السن ؟ وكيف تكذب على رجالي وتستهزئ بهم .
 
الشاب : ( ينظر إليهما ) . أنا لم أكذب على أحد ، ولم أستهزئ بأحد .
 
الزعيم : وكيف ذلك ؟ ألم تقل أنك تملك أربعين ديناراً .
 
الشاب : نعم قلت ذلك .
 
الزعيم : إذاً هاتها ، أين هي ؟ 
 
الشاب : ها هي ( يخرج من جيبه كيس نقود ويقدمه للزعيم ) 
 
الزعيم : ( يأخذ الكيس ويفتحه ، ويضع ما به من نقود بيده ، ويظهر عليه الاستغراب الشديد ) . ياللعجب ...... نقود والله ..... إذاً أنت لا تسخر من القوم .
 
الشاب : لا أبدا أبداً ... أنا لا أسخر من أحد .
 
الزعيم : وأنت صادق إذاً 
 
الشاب : جعلني الله من الصادقين وجمعني مع الصادقين في الدنيا والآخرة إن شاء الله 
 
الزعيم : ما حملك يا فتى على الصدق ... قد كان بإمكانك إخفاء المال والاحتفاظ به 
 
الشاب : نشأت على الصدق منذ نعومة أظفاري ، وعندما أردت الخروج لطلب العلم ، أعطتنب أمي أربعين ديناراً أستعين بها ، وعاهدتني على الصدق وقالت لي : 
يا بني اصدق القول ولا تكذب أبداً ، فالله يحفظك وينجيك بالصدق دائما وأبداً. فأنا أخاف أن أخون عهدي مع أمي .... وأخاف أن أغضب ربي 
 
الزعيم : ( يذهل ....... ثم يصيح ....... ) 
أنت تخاف أن تخون عهد أمك ، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله ؟! أنت تخاف أن تغضب ربك ... وأنا أسرق وأقتل وأنهب ....
كيف أقف أمام ربي ؟! ( يرجع إليه المال ويقول وهو يبكي وقد أقبل على الفتى متوسلا ) ...
أنا تـــــائب إلى الله على يديك .
 
اللص : وأنا تائب معك أيها الزعيم ، فأنت كبيرنا في قطع الطريق ، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة 
 
الشاب : ( يبكي .... ويصيح ... ) 
الله أكبر .... الله أكبر ..... ما أسرع ثمرات الصدق 
 
الزعيم : وهل يقبلني الله عز وجل بعدما فعلت كل ما فعلت ؟ 
 
الشاب : نعم وكيف لا يقبلك وهو القائل : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) 
وهو القائل : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) 
 
الزعيم : يا فتى ... من أين لك هذا العلم وهذه التربية ؟ 
 
الشاب : رباني والدي على ذلك مذ كنت صغيراً ، ثم دفع بي إلى مجالس العلماء والصالحين فأخذت عنهم هذا العلم وهذه الأخلاق الحسنة . 
 
الزعيم : بارك الله في والديك اللذين اهتما بجسدك ونفسك وتربيتك ، وأرشداك إلى من يعلمك ما ينقصك في دينك ودنياك ، وبارك الله في أولئك العلماء والصالحين الذين انتفعت بهم .
 
( يلتفت إلى اللص قائلا ً : بلغ جميع أفراد العصابة بما حدث ، وأمرهم أن يردوا كل ما أخذوه إلى أصحابه ... وقل لهم إن الزعيم تاب إلى الله وسيذهب مع هذا الفتى لطلب العلم ، فمن كنت زعيمه فليأت معنا ، عسى أن يقبلنا الله ويعفو عنا ببركة صدق هذا الفتى ) ...
 
 
******** يــســـدل الـــســــتــــــار ********