الكثير منا قد لف سجادته جانبا بعد أن احتوت غرفة نومه على حاسب آلي ...
فلم يعد يهتم بعدها بقوة الاتصال بينه وبين الله
بقدر ما يقيس قوة اتصال حاسبه بخطوط النت
فإن كانت السجادة ترمز إلى السجود والقرب من الله
فـ ( أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد )
فان اسم الحاسب قد تضمن معاني المحاسبة كلها
فهي بحق الحاسبه عليك أكثر أوقاتك وسكناتك وحركاتك ...
تقضي أمامها أغلى سويعات عمرك وتنفث أمامها ملايين الأنفاس
والماوس ( الفأرة ) تقبض عليها بيمينك ...
لا أدري
تدور بك أم تدور بها حيث الفوز أو الهلاك
فأي هذه الأنفاس سيكون النفس الأخير الذي يخرج ولا يعود
وهل ستراك عند هذا النفس الأخير كما ينبغي ممن يبتغي حسن الختام
هل ستكون في أذنك سماعة تسمع بها مقرئا للقران كالمنشاوي
وعبد الباسط رحمهم الله وهم يتلون كلام الله ويرتلون قوله تعالى :
( لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله)
فيقشعر بدنك وتشعر بأن قلبك أولى بالخشوع من الصخر
الذي يتصدع من خشيته سبحانه ...
فبلاغة المعاني وصوت المقرئ الندي الشجي
يجعلانك في نشوة تشعر معها بأن الجبال حقا خاشعة
متصدعة من خشيته سبحانه ...
فتغمر خدك قطرات الدمع تنساب عليه كأنها حبات الجمان
وأنت في هذا الجو الذي تحفك به الملائكة وتقربك من ربك
فأنت الفائز الرابح عندها
فحاسبتك هي سجادتك
أما حين تمتلئ أذنك بضوضاء الطرب وتلك المعان الزائفة
التي تزني بها جميع جوارحك وهي تنظر تلك الأفلام
القادمة من مواطن الرذيلة ...
فأنت حينها على خطر ونعوذ بالله من سوء الخاتمة
**
فتب إلى الله واستغفره واعزم على أن لا تعود
ودع قطرات ماء الوضوء تنساب على وجهك
كي تغسل تلك الذنوب ..
والآن هل ستلف حاسبتك وتضغط على ماوس سجادتك
أم ستفعل العكس ؟؟؟
في الحالة الأولى :
الحاسبة = سجادة
بإذن الله ... ستهنأ برضا الله ومرافقة الرسول
وقدما عن الصراط لن تزول بإذن الله .
أما في الحالة الثانية
فالحاسبة # سجادة
فاحذر ثم احذر مما أنت فيه ... وقد سبقت نصيحتي إليك ..
وأخيرا :
عهدي بك أنك أكبر من
أن تقودك الفأرة إلى الهلاك
ومعصية مولاك الذي خلقك فسواك
( منقول بتصرف يسير )