للفشل مرارة يذوق طعمها من وقع فيه وقد يصاحب ذلك نوع من الألم والأسى. وكثير من أهل الفشل ينهزمون ويصابون بالإحباط والتخلي والقعود عن العمل خاصة إذا أخفقوا مرة بعد مرة ويظنون أن الأمر انتهى وليس لهم مكان في مسرح التفوق. وقد يساهم في هذه الحالة ضعف الشخصية ورواسب التربية والرسائل السلبية من المنتقدين والتأثر بقصص الفاشلين. وربما تطور ذلك في نفوسهم فأصابهم الاكتئاب ونظرة التشاؤم لكل مشروع ولوم الآخرين في كل شيء. أما الإنسان الطموح فشعوره بالفشل وتجرعه لمرارته يبعث فيه هاجس التحدي وتكرار المحاولة وبذل الجهد المضاعف حتى يصل إلى النجاح ويرقى إلى المعالي فيتعامل مع الفشل تعاملا إيجابيا ويكون متفائلا في نظرته للمستقبل. ومن سلك هذا لا بد أن يصل يوما ما ولو كان متأخرا المهم أن يصل ويحس براحة الضمير. وما من عظيم حقق نجاحات إلا وسبق ذلك محاولات فشل كثيرة. ومن تخلى عنه المجتمع وخذله أقرب الناس إليه ولد في نفسه سلوك التحدي وتفجرت ينابيع الحكمة والطموح في نفسه. ومن فشل في مجال فليحاول في مجال آخر. وليس الفشل عيبا وقصورا إنما العيب أن ترضى بالفشل وتركن إليه. والحر الكريم لا يرضى بحياة الفشل والمهانة.
خالد بن سعود البليهد
8/2/1432
خاطرة: (مرارة الفشل)