أخطاء المصلين "العلامة ابن باز رحمه الله "
فتاوى
من الأشياء التي يلاحظها على بعض المصلين أمور، ذكر منها مثلاً: مجافاة المرفقين بشدة، الامتداد الفاحش حال السجود، الجلسة الخفيفة قبل القيام للركعة الثانية، وهل هي لازمة، أيضاً يلاحظ أن هناك من يبالغ في الالتفات إلى الوراء عند التسليم، والتورك للمأموم في الصف المزدحم، والتماوت - كما يقول - في الصلاة، ووضع الكف على الكف لا على الرسغ في القيام، يرجو التوجيه حول هذه الأمور سماحة الشيخ؟
الشيخ ابن باز :
السنة للمؤمن أن يلاحظ عدم الأذى، فلا يؤذي جيرانه بمرافقه ، بل يتضام بعض الشيء حتى لا يؤذي أحدا ، وإن كان مشروع له المجافاة بين عضديه وجنبيه ، ولكن لا يضايق إخوانه ، إذا كان الصف فيه ضيق حال السجود ، فيفرج حسب الطاقة من غير أذى، كل واحد يلاحظ عدم الأذى، يفرج مهما أمكن من غير حاجةٍ إلى الإيذاء، وإذا لم يستطيع فلا يؤذي جيرانه، ولو ضم عضديه إلى جنبيه إذا لم يستطع فإنه لا يؤذيهم ، ولا يشق عليهم ، بل يرفق بهم: (المؤمن أخو المؤمن). والله يقول - سبحانه وتعالى -: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا [(58) سورة الأحزاب]. فالمسلم لا يؤذي أخاه ، ولا يضره. وهكذا الامتداد في حال السجود غير مشروع، السنة أن يعتدل في السجود ، ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، أن يكون معتدل، ويرفع ذراعيه من الأرض، ويعتمد على كفيه في السجود، ويكون معتدل اعتدالاً تاماً لا شبه المنبطح، يمد نفسه كالمنبطح، يعتدل ويقيم ظهره وبدنه بإقامةٍ تامة حتى يكون معتدلاً على كفيه رافعاً بطنه عن فخذيه، وفخذه عن ساقيه حال السجود، هكذا ينبغي للمؤمن ، ولا يكون متماوتاً في الصلاة ، بل يكون عنده العناية التامة بالصلاة، ، والخضوع فيها، والإقبال على الله - عز وجل - حتى تكون صلاته صلاة خشوع وإقبال على الله وطمأنينة كفعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه - رضي الله عنهم وأرضاهم -. وكذلك لا يبالغ المبالغة الزائدة، السنة كان النبي إذا التفت في السلام يلتفت حتى يرى بياض خده - عليه الصلاة والسلام - يميناً وشمالاً، فلا يلتفت أكثر من هذا، يلتفت هكذا وهكذا، حتى يُرى خده لا بأس، يراه من وراءه لا حرج؛ كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم-، فالإمام يلتفت إلى المأمومين، والمأموم يلتفت عن يمينه وعن شماله إلى من عن يمينه وعن شماله حتى يرى من يمينه ومن شماله خده إذا التفت. المقدم.
ماذا عن الجلسة الخفيفة قبل القيام؟
الشيخ ابن باز :
أما الجلسة فهذه سنة مستحبة ، ويقال لها جلسة الاستراحة، وهي ليست واجبة، من فعلها فقد أحسن ومن لا فلا حرج، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يفعلها في صلاته – صلى الله عليه وسلم- ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنها غير مستحبة، وأن فعل النبي - صلى الله عليه وسلم- محمول على أنه كان بعدما كبرت سنه ، وثقل ، والصواب أنها مستحبة مطلقاً، هذا هو الصواب ؛ لأنها ثبتت النبي- صلى الله عليه وسلم- عن جماعةٍ من الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - فدل ذلك على استحبابها بعد الأولى والثالثة في الرباعية، بعد الأولى في جميع الصلوات ، وبعد الثالثة في الرباعية، جلسة خفيفة مثل الجلوس بين السجدتين. وهكذا السنة أن يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد إذا كان واقفاً، يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى ، وعلى الرسغ والساعد تكون اليد بعض الكف على الكف ، وبعضه على الرسغ وبعض الأصابع على الساعد ؛ كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم-، كما ثبت هذا في حديث وائل بن حجر - رضي الله عنه -. المقدم.
ماذا عن التورك للمأموم في الصف المزدحم؟
الشيخ ابن باز :
إذا دعت الحاجة إلى التضام وعدم التورك لا يتورك، التورك سنة مستحب في التشهد الأخير ، فإذا كان يؤذي به إخوانه فلا يتورك، يجلس على رجله اليسرى كجلوسه بين السجدتين وفي التشهد الأول ؛ لأن إيذاء إخوانه محرم، فلا يستبيح المحرم بالمستحب، يترك المستحب حتى يتوقى المحرم، فإيذاء إخوانه والتعدي عليهم أمر لا يجوز، فإذا كانت مضايقة في الصف فإنه لا يتورك، بل يجلس على رجله اليسرى كحاله بين السجدتين إذا استطاع ذلك ، أما إذا كان مريض أو عاجز لا يستطيع فيعمل ما يستطيع، ويتوقى الإيذاء مهما استطاع. المقدم: يقول إن بعضهم يتماوت في الصلاة؟ الشيخ: تقدم الكلام في التماوت، تقدم أنه ينبغي له أن لا يتماوت، المشروع أنه يقبل على صلاته ، ويقبل عليها بقلبه، مع الإقبال عليها ، والخضوع فيها لله - عز وجل - ، لا يتماوت كالنائم ، بل يقبل على صلاته إقبال الحي، حاضر القلب، المنتبه لصلاته، المعظم لحرمات الله - عز وجل -. المقدم.
ثم يقول إنه يلاحظ على البعض التقصير الفاحش للثياب؟
الشيخ ابن باز :
السنة النصف، نصف الساق إلى الكعب، هذا السنة أزرة المؤمن إلى نصف والساق، وإن نزل إلى الكعب فلا باس.
من موقع الشيخ يرحمه الله