رمضان -أيها الإخوة- له ميزات في شريعة الله:
أولاً: فرض في السنة الثانية، فهو من أوائل ما فرض.
ثانياً: صام صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات.
ثالثاً: أنزل فيه القرآن.
رابعاً: فيه لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ القدر:3].
خامساً: تفتح في أول ليلة من لياليه جميع أبواب الجنة، فلا يبقى منها باب مغلق، وتغلق أبواب النيران فلا يبقى منها باب مفتوح، وتُغلُّ فيه مردة الشياطين والجن، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل! ويا باغي الشر أقصر! وكتب الله صيامه، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه،
وقال في الصحيحين : (من صام رمضان -وقامه- إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)
تخرج من رمضان وليس عليك من الذنوب ذنب واحد كيوم ولدتك أمك،
تخرج إلى المصلى لصلاة العيد والملائكة على أفواه السكك والطرقات تقول للمسلمين: اخرجوا إلى رب كريم يغفر الذنب العظيم، وتوزع الجوائز والهبات والهدايا على الطرقات، ولا يرجعون من المصلى إلا وقد غفر الله لهم ذنوبهم بإذن الله، يغفر الله في كل ليلة لألف ألف، كلهم قد استوجبوا النار، ويغفر في آخر ليلة لثلاثين ألف ألف، كلهم قد استوجبوا دخول النار؛
هذا شهر رمضان المبارك، ولكن
وما أمر لكن!
لكن وما أشدها!
ماذا فهم المسلمون من رمضان؟!
هل تحققت في قلوبهم هذه المعاني؟!
هل استلهموا هذه الإيحاءات؟!
هل أدركوا هذه الأعطيات من الله؟!
إن الألم ليعصر قلوب المؤمنين، حينما يرون أن الناس -إلا من رحم الله- لم يفهموا من رمضان إلا معاني ضد أهداف رمضان؛ معاني عكسية، فرمضان يريد شيئاً وهم يعملون أعمالاً ضد أهداف رمضان.
الشيخ سعيد بن مسفر