فائدة للقلب من فوائد كتاب التوحيد
ومن باب مِنَ الشِّرْكِ الاسْتِعَاذّةُ بِغَيْرِ اللهِ
وقوله(من شر ما خلق):أي: من شر الذي خلق؛ لأنَّ الله خلق كلَّ شيْ: الخير والشر, ولكن الشرَّ لا ينسب إليه،لأنَّه خلق الشر لحكمة، فعاد بهذه الحكمة خيرًا، فكان خيرًا.على هذا نقول:الشرّ ليس في فعل الله ،بل في مفعولا ته؛ أي: مخلوقا ته.وعلى هذا تكون (ما)موصولة لا غير، أي :من شر الذي خلق؛لأ نَّك لو أولتها إلى المصدرية وقلت: من شرّ خلقك ؛ لكان الخلق هنا الخلق مصدرًا يجوز أن يراد به الفعل ويجوز ا يضًا المفعول، لكن لو جعلتها اسمًا موصولاً تعيّن أن يكون المراد بها المفعول، وهو المخلوق.
وليس كل ما خلق الله فيه شر، لكن تستعيذ من شره إن كان فيه شر؛لأنَّ مخلوقات الله تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي :
1-شر محض ؛ كالنار وإبليس باعتبار ذاتيهما؛ أما باعتبار الحكمة التى خلقهما الله من أجلها فهي خير.
2-خير محض؛ كالجنة ،والرسل،والملائكة.
3-وفيه شرو خير كا لإنس،والجن والحيوان .وأنت إنما تستعد من شر ما فيه شر.
ص164
القول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى