البرمجة السلبية والإيجابية للذات
إن معظم الناس تبرمج منذ الصغر على ان يتصرفوا أو يتكلموا أو يعتقدوا بطريقة معينة سلبية .. وتكبر معهم حتى يصبحوا سجناء ما يسمى "بالبرمجة السلبية "
التي تحد من حصولهم على أشياء كثيرة في هذه الحياة ..
فنجد ان كثيرا منهم يقول أنا ضعيف الشخصية ..
أنا لا أستطيع الامتناع عن التدخين ..
أنا ضعيف في الإملاء .. أنا ......
ونجد انهم اكتسبوا هذه السلبية إما من الأسرة أو من المدرسة أو من الأصحاب أو من هؤلاء جميعاً..
ولكن هل يمكن تغيير هذه البرمجة السلبية وتحويلها إلى برمجة إيجابية ..
الإجابة نـــعم وألف نعم .. ولكن لماذا نحتاج ذلك .؟؟؟؟ ...
نحتاج أن نبرمج أنفسنا إيجابياً لكي نكون سعداء ناجحين..
نحيا حياة طبية..
نحقق فيها أحلامنا وأهدافنا .. وخاصة وأننا مسلمون ولدينا وظيفة وغاية لا بدأن نصل اليها لنحقق العبادة لله سبحانه وتعالى ونحقق الخلافةالتي استخلفنا بها الله في الأرض ..
قبل ان نبدأ في برنامج تغيير البرمجة السلبية لا بد أن نتفق على أمور وهي :
لابد أن تقرر في قرارة نفسك أنك تريد التغيير.. فقرارك هذا هو الذي سوف يُنير لك الطريق إلى التحول من السلبية إلى الإيجابية .
تكرار الأفعال والأقوال التي سوف تتعرف عليها ..
وتجعلها جزءاَ من حياتك ..
الآن أول طريقة للبرمجة الايجابية هي:
التحدث إلى الذات :
هل شاهدت شخصا يتحدث مع نفسه بصوت مرتفع وهو يسير ويحرك يديه ويتمتم.. وقد يسب ويلعن .. عفوا نحن لا نريد أن نفعل مثله ..
أو هل حصل وان دار جدال عنيف بينك وبين شخص ما وبعد أن ذهب عنك الشخص ..
دار شريط الجدال في ذهنك مرة أخرى فأخذت تتصور الجدال مرة أخرى وأخذت تبدل الكلمات والمفردات مكان الأخرى وتقول لنفسك لماذا لم اقل كذا أو كذا ...
وهل حصل.. وأنت تحضر محاضرة أو خطبة تحدثت إلى نفسك وقلت ..
أنا لا أستطيع أن اخطب مثل هذا .. أو كيف أقف أمام كل هؤلاء الناس .. أو تقول أنا مستحيل أقف أمام الناس لأخطب أو أحاضر ..
ان كل تلك الأحاديث والخطابات مع النفس والذات تكسب الإنسان برمجة سلبية قد تؤدي في النهاية إلى أفعال وخيمه .
ولحسن الحظ فأنت وأنا وأي شخص في استطاعتنا التصرف تجاه التحدث مع الذات وفي استطاعتنا تغيير أي برمجة سلبية لإحلال برمجة أخرى جديدة تزودنا بالقوة ..
ويقول أحد علماء الهندسة النفسية :
"في استطاعتنا في كل لحظة تغيير ماضينا ومستقبلنا وذلك ..
بإعادة برمجة حاضرنا .. "
اذا من هذه اللحظة لابد ان نراقب وننتبه إلى النداءات الداخلية التي تحدث بها نفسك ..
وقد قيل :
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالا ..
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات ..
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعا ..
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك ..
وأريد ان أوضح بعض الحقائق العلمية نحو عقل الإنسان ونركز خاصة على العقل الباطن .. أولها
ان العقل الباطن لا يعقل الأشياء مثل العقل الواعي .. فهو ببساطة يخزن المعلومات ويقوم بتكرارها فيما بعد كلما تم استدعاؤها من مكان تخزينها ..
فلو حدث أن رسالة تبرمجت في هذا العقل لمدة طويله ولمرات عديدة مثل أن تقول دائما في كل موقف … أنا خجول أنا خجول … أنا عصبي المزاج ..
أو أنا لا أستطيع مزاولة الرياضة.. أنا لااستطيع ترك التدخين وهكذا .. فان مثل هذه الرسائل سترسخ وتستقر في مستوى عميق في العقل الباطن
ولا يمكن تغييرها ..
ولكن يمكن استبدالها ببرمجة أخرى سليمة وايجابية .
وحقيقة أخرى
هي أن للعقل الباطن تصرفات غريبة لابد أن ننتبه لها ..
فمثلا لو قلت لك هذه الجملة :
"لا تفكر في حصان اسود " ,, هل يمكنك ان تقوم بذلك وتمنع عقلك من التفكير .. بالطبع لا فأنت غالبا قد قمت بالتفكير في شكل حصان اسود لماذا ؟ ؟ .
إن عقلك قد قام بإلغاء كلمة لا واحتفظ بباقي العبارة وهي :
فكر في حصان اسود ..
اذا هل ممكن ان نستغل مثل هذه التصرفات الغريبة للعقل ..؟؟
منقوووووووووووووول