ما بالنا مهمومين وعن متعة العيش الهني منصرفين ؟؟
وراء أحلام اليقظة راكضين ومنساقين
دون تميز منا إلى أين المصير ..!!
مشاكل ... أمراض ... متطلبات و.. و..
زحمة الأفكار ...ضغوط الحياة
ديون ... انهيار الأسهم
واللهث وراء شبح المال
والغوص في دائرة الحلول الوهمية
الكل يبحث عن حل جزري لجميع مشاكله
دون أدنى تفكير ولا تروى
...المهم الحصول على المال ...
لا كن من أين المصدر ؟؟؟
وكيف نحصل عليه ؟؟
لا يهم كثيرا ...!!
والسبب يرجع إلى ضعف الأيمان
و عدم القناعة والرضا بالمقسوم
وهذا يؤدى بالطبع إلى الطمع
والتعلق بهذه الدنيا الفانية
كيف لا ..
وشهواتنا وإتباعنا لآخر الموضات
والموديلات وإرضاء الذات
ونسيان هادم اللذات
فهل سألنا أنفسنا..؟؟
من أين اكتسبناه ..؟؟
حرام هو أم حلال .؟؟
هل أكلنا وشربنا من مال حلال ..؟
هل لباسنا وأثاثنا من مال حلال ..؟
هل نبت لحمنا من مال حلال ..؟
أتدرين ما عاقبة الحرام .؟؟
تأملي هذا الحديث :
كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - يا أيها الناس ، [ ص: (10 ) إن الله طيب ، لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، (فقال : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم [ المؤمنون : 51 ]
وقال : ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم [ البقرة : 172 ] ثم
ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب
، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك ؟ .
نعم سوف تحرمين من استجابة الدعاء
فهل شئ أبشع من هذا .؟؟
كيف نرضى لأنفسنا هذا ..؟؟
كيف نعيش حياة المهانة ..؟؟
فكم من ضيق .. وهم .. وغم .. وكربة .. ومصيبة
تحل علينا فيضيق بها الصدر وتدمع لها العين
ويتقطع بسببها القلب فتنصدم ولا تجد الحل
فترفع يديك إلى السماء تناجى وتتضرع بالدعاء
ياالله ... ياالله
ومطعمك حرام وملبسك حرام وغذيت بالحرام
فأنى يستجاب لك
فتزداد عليك الأزمات وتضيق عليك الدنيا بالكربات
وأنت في غفلة وضياع لا تدرى من أين طريق النجاة
ثم آهات ... وآهات
وأنت لا تعلم أنك ابتعدت عن رب السموات
أتدرى بماذا ..؟؟
بكسبك الحرام والسعي وراء الملذات
لجمع أكبر قدر من المال
أما علمت رعاك الله
أنه أيما لحم نبت من الحرام النار أولى به
واليك الحديث :
: ((لا يدخل الجنةَ لحمٌ نبت من السحت، وكل لحمٍ نبت من السحت كانت النار أولى به))
رواه أحمد
والله أنه لحديث يرتجف له القلب
لقد كانت المرأة في السلف الصالح حريصة أن لا تأكل هي وأبناؤها إلا الحلال خوفًا من هذا الحديث، فكانت الواحدة منهن توصي زوجها وهو ذاهب إلى عمله قائلة: يا أبا فلان، إننا نصبر على ألم الجوع ولا نصبر على ألم عذاب الله، فاتق الله فينا.
:: سبحان الله أين نساؤنا اليوم ::
طلبات تلو الطلبات
والمشي وراء الموضات والتفاخر بين الصديقات
والزوج لا يدرى كيف يلبى كل هذه الطلبات ...!!
فيكون ضحية الديون والسرقة والغش والربا والرشوة
ألا نتقى الله في أزواجنا ولا نكلفهم فوق طاقتهم ..
ونقتصد في هذا المال ولا نسرفه
في كل ما لذ وطاب
لأننا سوف نسأل عن هذا المال
عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله : ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه ما فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟)).
رواه الترمذى
أخيتى ::
لماذا لا نرضى بالقليل ..ونسعى للكسب الحلال المريح ..
ونبتعد عن الحرام ولو كان كثير ..
لنعيش حياة السعداء وننعم بدار البقاء.. ( الجنة )
بالكسب المباح واللجوء إلى العزيز الغفار
وأخيرا :
أوصيك بتقوى الله
وملازمة الاستغفار
لأن مع الاستغفار الرزق المدرار
والبعد عن المعاصي والذنوب
لأنها تحجب عنك الرزق
وعدم إتباع الهوى والشيطان
والقناعة وعدم النظر عما في أيدي الناس
لأن والله العاقبة للتقوى ...
أسأل الله أن يغنينا بحلاله عن حرامه
وبفضله عمن سواه
من أين أكتسبناه ..؟؟؟؟؟
