بسم الله الرحمن الرحيم
ما فات مات، وعفا الله عمّا سلف.
مقولة معروفة ومتداولة عند الكثير من الناس، يرددونها ولا يعملون بها كثيراً، خاصة حين يكونون في موقع القوة أو بأيديهم السلطة، وقد نلاحظها بشكل أكبر في من لهم علاقة مباشرة بنا كالرئيس في العمل والزوج في المنزل.
ولو أخذنا بعض المسؤولين - على سبيل المثال - لوجدنا أن بعضهم - وربما يكون مديرك أحدهم - من تلك النوعية التي لا يمكن أن تغفل أو تنسى الماضي خاصة الجانب السلبي منه.
فهو يريد العودة للماضي في كل شيء، فحين يحصل أتفه خلاف يعود للماضي ليذكرك بما فعلت وبما ارتكبته وكيف عفا وتجاوز عنك، وفي مناسبة أخرى يعود ليذكرك بأفضاله عليك حين منحك الإذن لتنصرف قبل نهاية العمل بساعة مثلاً، أو استعجل في الموافقة على طلب منحك إجازة طارئة لمدة يومين.
وفي مناسبة ثالثة تجده يحن للماضي ويتحسر على تلك الأيام التي أمضاها مع الموظف الذي كان يشغل منصبك، ويقوم بأداء عملك، وكيف كان مطيعاً فاهماً مخلصاً، يفعل ذلك من أجل الإساءة إليك وانتزاع الثقة منك فقط.
ولو سألت ذلك الموظف الذي سبقك لأخبرك أنه كان يسمع نفس تلك الأسطوانة المملة التي لا ينفك معها من تذكر الماضي، ولا تعجب حين تترك عملك بصورة نهائية لأي سبب كان، أن يسألك الموظف الخلَف عن فعلك معه؛ فهو لا ينفك أبداً ولا ينقطع عن الثناء عليك وتذكر أيامك والترحم عليها.
فلا تفرح كثيراً بذلك؛ فالمقصود هو استخدام اسمك ليغيظ زميلك الجديد، أي ذكر السلف بقصد إغاظة الخلف، مثلما يفعل بعض الأزواج حين يثني على الأولى ليس حباً فيها ولكن من باب إغاظة الثانية..!
كتبه / فهد الغفيلي