السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إياك أن تدعو .. . وتغفل .. .
هناك حيث تصدق كلماتنا .. . وتتسابق دمعاتنا .. .
وتخنقنا عبراتنا .. . مضت لحظات ولحظات .. .
القلوب حاضرة .. . والدموع جارية .. .
والألسن تلهج بالحمد والثناء .. .
نشكو هما .. . أو ضيقا أطبق وعم .. .
يؤلمنا ضعفنا .. . فنلجأ لقوته .. .
نعترف بخوفنا .. . فنطلب حمايته .. .
نتذكر كم أنعم وأعطى وأكرم .. .
مالك الملك .. . بيده الخلق والأمر
فيزيد رجاؤنا .. . ونلح في سؤالنا .. .
ونعدد عليه آماالنا .. .
نبوح بحااااجاتنا .. . يعلم جهرنا وإسرااارنا .. .
تفيض دموعنا .. . وتخفق قلوبنا .. .
نطلب ونطلب ونأمل ونرجو .. .
وهكذا حالنا أن هدانا لسؤاله وعرفنّا سبل الشكوى له .. .
ثم مـــــــــــــــــاذا .. .
يوم يومان .. . أكثر قليلا .. .
ننتظر الإجابة .. . ونهفوا للاستجابة
ألم ندعوا ونطلب .. .
ألم نبكى ونتعب .. .
إلــــــــــــــــــه الكون .. .
هنا يتجلى ضعفنا وظلمنا وجهلنا .. .
كيف نبذل الأسباب لنبلغ مرادانا ويتحقق طلبنا
دون أن نطلب رضاءه .. . ونسلم بأمره وقضاءه
إنه الشيطان يوسوس لنا ليحزننا .. .
يأتي بثوب الناصح المشفق .. .
سألت يا إنسان .. . وبذلت طلبك بإحسان .. .
فأين الهبات .. . وأين المنح والمكرمات .. .
لما لم يستجب لك ؟ !!
فكم دعوت ودعوت .. .
وكم وقفت وبكيت .. .
وكم تبت وأنبت .. .
ولم تعطى سؤالك .. . أو تقدر أفعالك .. .
وهكذا يوسوس إن لم تستعذ ليخنس .. .
أيها المكروب .. . يا من طرقت الأبواب .. .
ليخف البلاء .. . ويحل الشفااااء .. .
أنتبه من داء وما أعظمه من داء .. .
أنتبه أن تغفل نيتك .. .
وتعجل على إجابة دعوتك وتحقيق أمنيّتك .. .
ولا تشك بكرمه ولا بعظيم نعمه وجزيل مننه .. .
فقط أعطاك أعظم النعم دون أن تطلب أو تتعب
ألم يعطك الإسلام .. . وغيرك في الكفر نشأ وهام . ..
ألم يرزقك الإبصار .. . وغيرك دنياه ظلام .. .
وغيرها من نعمه العظيمه ومننه الجسيمة . ..
أتبذل لتُعطى .. .
ويحك ألا تبذل ليغفر و يرضى .. .
ألا يكفي أن أوقفك على بابه .. .
ومنحك لذة مناجاته .. .
فأمن قلبك بين يديه وزالت وحشتك لما أقبلت عليه .. .
أليس من عظيم النعم أن أبكاك ورقق قلبك وهداك .. .
ألا فرد وسوسة الخبيث .. .
ولا يحزنك طول السؤال والتذلل .. .
وأحمد الله أن اصطفاك .. .
وجعلك ممن يناجي ويدعوا ويامل ويرجوا
.. .
فبهذا قد أحياك .. . ودلك على سرورك وأنجاك .. .
من أن تكون من المبتلين الغافلين .. .
أو المتسخطين القانطين .. .
وأبذل ليرضى ثم يرضى ثم يرضى .. .
ويكفيك سعادة الدعاء و أمن الإلتجاء .. .
وبهجة الدموع من خشيته والبكاء .. .
فإن رضى أعطى وزاد .. .
وإن رضى أمنّك يوم خوف العباد .. .
وإن رضى بلغك برحمته المراد .. .
و ضاعف الحسنات ورفع الدرجات .. .
فلا تكل من الدعاء ولا تمل بين يديه من البكاء .. .
أظهر ضعفك وطهر قلبك .. .
و ثق بربك .. .
وأستعذ من عدوك .. .
وأنتظر يوم ينصرك ويجبر كسرك .. .