العودة إلى الوراء
تصور.. يقف المتأمل أمامه مطولاً ، لأن له أكثر من مدلول ..
فهو مرتبط بكيفية الحياة التي يعيشها الشخص ..
وسوف أتأملها بهذا المنظار ..
لو عدتُ إلى الوراء ..وأنا إنسانٌ يحقق النجاح تلو الآخر ..
لا شك أن عودتي ستكون مؤلمة مخيبة للآمال ..
لأن مجرد الوقوف هنيهة يوقف نجاحاتي ..فكيف بالرجوع..!!
بل إني سأحث الخطى لمزيد من النجاح ..
وسيكون هم النجاح شغلي الشاغل فلن أنتبه إلي زهرات شبابي تقطف واحدة بعد الأخرى حتى أصطدم بالواقع ..
وقد بلغتُ من الكبر عُتيا ..فتعثرت أطرافي ، وتضاءل أفقي ، وأُجْهدت قواي ..
فلاشك عندها لسان حالي سيردد قول الشاعر ..
ألا ليت الشباب يعود يوماً
فأخبره بما فعل المشيب
أما عودتي إلى الوراء وقد أثقلتني الهموم ومزقت جوانحي الآلام وطوقتني المحن ..لعل عودتي هنا ستكون الملاذ لي ..فمثلاً بُعد الطفولة البريئة عن فهم الواقع العنيف
والعديد من المعاني التي لم يتكون لها بعد مفردات في قاموسهم اللغوي ..
هذا يجعلنا نتمنى الهروب إليها في لحظات الألم المضني ..
أما العودة لأجل إصلاح الذات ..
ستكون العودة إلى الوراء أمنية ..لأقوم بحذف جميع المواضع السيئة في حياتي ، وكل الأجزاء السلبية ..
لتكون حياتي خالية من الأخطاء ..
فكلما نضج الإنسان تضاءلت أخطاءه ، وكان أكثر حرصا في الأقدام على أي خطوة يخطو بها .
كتبته أم سلمى2
بتاريخ 28 ـ جمادى الثانية ـ 1429هـ الموافق 2ـ7ـ 2008ـــ م
11:40:59