"°o.O.o.(( الله - جل جلاله ، وتقدست أسماؤه - )).o.O.o°"
هذا الاسم هو ( لفظ الجلالة ) وهو علمُُ على الرب تبارك وتعالى بذاته وأسمائه وصفاته دون سواه من المعبودات الباطلة...
لم يتسم به غيره سبحانه وتعالى ، وهو يختص بخواص لم توجد فى غيره .
فقد ورد في القرآن الكريم حوالي ألفين وسبعمائة مرة لم يرد خلالها هذا اللفظ إلا للدلالة على ذات الحق جل وعلا ...
ولم يستخدم للدلالة على أي معبود آخر من المعبودات الباطلة مثل : الشمس أو القمر أو النار أو البقر .
كما أن الله تبارك وتعالى لم يستخدم لفظ الجلالة كوصف من الأوصاف مثل سائر الأسماء ،
وإنما استخدمه ليدل عليه بذاته وأسمائه الأخرى وصفاته دلالة علمية.
فإذا أراد أن يصف نفسه بوصف معين، أو ينسب إلى نفسه فعلاً معيناً، أتى بلفظ الجلالة ( الله ) كعلم عليه،
ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد ...
يقول الحق جل وعلا: **.. والله محيط بالكافرين "19"** (سورة البقرة)
ويقول جل وعلا: **.. والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم "105"** (سورة البقرة)
ويقول عز وجل: **.. فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم "137"** (سورة البقرة)
ويقال أنه الاسم الأعظم الذي ليس له فيه سمي أي : شريك في نفس الاسم ، والذي حوى جميع كمالات صفاته ...
كما قال تعالى : ( هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم *
هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون *
هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما فى السماوات وما فى الأرض وهو العزيز الحكيم ) . [ الحشر : 22 – 24 ) .
فأجرى سبحانه وتعالى الأسماء الباقية كلها صفات لإسمه ( الله )
وقال تعالى : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّامَّا تدعوا فله الأسماء الحسنى ) . [ الإسراء : 110 ] .
فهو اسم لمسماه كلُّ كمالٍ على الإطلاق ... وكل جمالٍ على الإطلاق ... وكل خير وإحسان ...
وكل جود وفضل وبرّ فَلَه ومنه جل جلاله ...
فما ذُكِر هذا الاسم على قليل إلا كثّره ... ولا عند خوفٍ إلا أزاله ... وعند كربٍ إلا نفّسه ...
ولا عند همّ وغمّ إلا فرّجه ... وما ذكر عند ضيق إلا وسّعه ...
ولا تعلق به ضعيفٌ إلا أفاده القوة ... ولا ذليلٌ إلا أناله العزة ...
ولا فقير إلا باسم الله صار غنيا...
ما ذكره مستوحش إلا آنسَه ... ولا مغلوبٌ إلا أيده الله ونصَرَه ...
ما ذكره عبد مضطر إلا كشف الله ضره ... ولا شريدٌ إلا آواه ...
"أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء"
فهو الاسم الذي تكشف به الكربات ... وتُستنزَل البركات ... وتجاب الدعوات ...
وتقال به العثَرات، وتُستدفَع به السيئات، وتستجلب به الحسنات
هو الاسم الذي قامت به الأرض والسموات، وبه أنزلت الكتب، وبه أرسلت الرسل.
به شرعت الشرائع، به قامت الحدود. به شرع الجهاد،
به انقسمت الخليقة إلى السعداء والأشقياء
به حقت الحاقة ووقعت الواقعة، وبه وضعت الموازين القسط، ونصب الصراط، وقام سوق الجنة والنار...
به عُبد رب العالمين وحمد، وبحمده بعثت الرسل،
وعنه السؤال في القبر ويوم البعث والنشور،
به الخصام وإليه المحاكمة، فيه الموالاة والمعاداة
به سعد من عرفه وقام بحقه، وبه شقي من ذهله وترك حقه
فهو سر الخلق والأمر ، به قاما وثبتا، وإليه انتهيا، فالخلقُ به وإليه ولأجله،
فما وُجد خلْقٌ ولا أمر ولا ثواب ولا عقاب إلا مبتدئا منه منتهيا إليه.
ذاك موجبه ومقتضاه "ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"
أحاط علمه بالكائنات، اطلع على النيات،
اطلع على خفيات الأمور، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور،
علم ما في الضمير، لا يغيب عنه الفسيل ولا القطمير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير..
يبدئ ويعيد، وينشئ ويبيد، وهو فعال لما يريد.
لم يخلق الخلق سدى، ولم يتخذ المضلين عضدا، أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ...
نورُ السموات والأرض، الحقُّ ما أنزله، والشرعُ ما فصّله،
والسعيد من وفقه واصطفاه، والشقي من حرمه وقلاه.
الفائز من أحبه الله، والخاسر من في النار كبّه وقلاه
لا يحيطون به علما، ووسع كلَّ شيء رحمة وعلما.
لا يدرك كنهَه الخيال، ولا يعجزه السؤال.
ولا تغلب جنوده ولا تتناقض أحكامه وحدوده.
انظر إلى البدر كيف دوّره، وإلى الإنسان كيف صوّره؟ وإلى الليل كيف محاه وسوده؟
انظر إلى الجبل كيف أرساه؟ والجدب كيف سقاه؟
أخرج الماء من الصخرة الصماء، قدحَ النار في الأخضر من الأشجار..
دل الطفل على ثدي أمه ... جعل حياة الثعبان في سمه...
صدق في كلامه ... عدَل في أحكامه ...
أبدع في صنعه ... غلب على أمره ...
أحاط علمُه ... نفذ قضاؤه...
كمل دينه ... تمت نعمته..
سبحانه...
عز فحَكَم ... قدَر فحلم ...
اطلع فستر ... رحم فغفر ... أخذ فما أبقى ... وأعطى فأقنى ...
دُعِي فأجاب ... لطيف بالعباد ... الحكيم يوم التناد ...
الباقي فلا يموت ... الغني فلا يفتقر ... القوي فلا يضعف ... العادل فلا يظلم ...
كم آنس من غربة؟ كم كشف من كربة؟
كم شفى من عليل ؟؟ كم هدى من ضليل؟؟
كم أصلح من فاسد ؟؟؟ كم أهلك من مارد ؟؟؟
قَدْرٌ عليّ ... ملك قوي ... لطف خفي ... فضل جلي ...
لا ينفد عطاؤه ... لا تحد نعماؤه ... لا يُعجزه أعداؤه ... لا تحصى آلاؤه ...
كلما سألته أعطاك ... وكلما تقربت منه اجتباك ...
كلما ذكرته ذكَرَك ... وكلما شكرته شكرَك وزادك ...
لا يُنجي من أمره حولٌ ... ولا يغني عن فضله طول ...
ألان الحديد ... وقرب البعيد ... ورزق الوحوش في البيد ... وفعل في خلقه ما يريد ...
كرُم في الزاد ... حسُن في الصفات ... أحسن إلى المخلوقات ... فصّل في الآيات ...
خلق الماء حياةً ... وأهلك به قوم نوح ...
وأوجد النار منفعة ... وأحرق بها أعداءه في القيامة ...
كوّن البحرَ رزقا ... وأغرق فيه فرعون وجنوده ...
وأرسل الرياح لواقح ... ودمّر بها قوم عاد ...
داولَ الليالي والأيام ...
غاير بين القرون والأعوام ... سقى بكأس الموت أرباب النعيم ... أذاق طعم الموت الهرمَ والفطيم ...
أشاب النواصي ... وأخذ الراتعين في المعاصي ...
ملأ الدور حبورا ... والصدرَ سرورا...
ثم أسال أجفانها عبرات ... وأذاقها نكبات...
جل جلاله كلَّ يوم هو في شأن ...
أعطى الحدائق زخرفها ... والبساتين زينتها ...
ثم جعلها هشيما تذروه الرياح ...
أخرج المرعى ... ثم جعله غثاء أحوى ... سبحانه هو الأسمى والأعلى والأقوى ...
لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ...
يا من تريد أن تعرف الله:
انظر في خلقه، اقرأ القدرة في الشمس الساطعة والنجوم اللامعة...
إذا أردت أن تعرف قدرة الله .. عظمة الله ... تجدها في الخمائل والجداول، في الحقول والسنابل...
في الساقية والغدير ...في الماء النمير ...
في الضياء والسناء، في الهواء والظلماء،
في الورقة واليرقة
من الذي أنجى من الكَرب؟
من الذي فرّج الهم؟
من الذي كشف الغم؟
من الذي أجاب المضطر؟
من الذي أنجد المستغيث؟
من الذي أنجى الملهوف؟
من الذي نجى الغريق؟ من الذي هدى الضال؟
من الذي رد الغريب؟ من الذي نصر المظلوم؟
من الذي انطرح على عتبات ربوبيته فقلاه؟ من الذي جثا على قدم الذل بين يديه فأقصاه؟
من الذي أرغم أنفه لعزته فصده؟ من الذي جاء بدمعه بين يديه فأعرض عنه؟
من الذي نكّس رأس المسكنة في حضرته فجفاه؟ من الذي فرع إليه في الملمات فخذله؟
من الذي هرب إليه في الكربات فأهمله؟
من الذي استنجده في الدواهي فما أنجده؟ من الذي اشتكى إليه الحال فما أسعفه؟
من الذي هتف باسمه في الظلمات فما أجابه؟ من الذي نوّه بعظمته فما أثابه؟ من الذي صرخ (يا الله ) فما وجد لطفه؟
من الذي نادى (يا الله) فما أنزل عليه فضله؟ من الذي دعا (يا الله) فحرمه الله ثوابه. من الذي هتف ( يا الله ) فرد إليه سؤاله؟
هو الله .. نتعرف عليه للإخبات والخشية ، للذل والانكسار بين يدي العزيز الجبار.
ترقبوا معنا الموضوع القادم :
"°o.O.o.( الرحمن ... الرحيم - جل جلاله وتقدست أسماؤه - ).o.O.o°"
لتعيشوا ضياء أسماء الله الحسنى وصفاته العلى وتتربوا بذاك الضياء !!!