لإبتلاءات و الفتن الأمراض و المحن مدارس ندخلها بأقدار الله عز و جل
يستوي طلابها في جلوسهم مجانا على مقاعد متشابهة
تدخل من أحب و من لم يحب من رغب فيها و من رغب عنها
فمنا من طالت أو تطول إقامته فيها و منا من يمر عليها مرورا سريعا و منا من يشتاق إليها بين حين و آخر
و في كل هذا و ذاك نخرج بمكاسب مختلفة
فمنا من يخرج بكم هائل من العلوم و التجارب و الخبرات
التي تسقل مسيرة حياته و تجعلها في عيون قلبه أكثر وضوحا
تمده بالقوة صبر و عزم و يقين ليواصل مسيرته صامد ثابتا
و منا من يخرج من تلك المدارس و قد إستفاد منها بقدر فيخرج بكم من المعلومات تقل عمن سبقه
و منا من يدخل و يعاني ما عاناه الأخرون و يقضي من وقته و جهده ما صرفه غيره
و لكنه يخرج صفر اليدين لم ينل إلا مشقة العناء و التعب ضاع و قت من عمره و لم يجني ما ينفعه
تلك المدارس هي الإبتلاءات بالأمراض و الأسقام
و من يدخلها هم المرضى و قد يراففهم بعض أهليهم و ذويهم
إن كانت المدارس بأقدار الله حقيقة واقعية و الدراسة إجبارية و الدروس قاصية
فاللبيب هو من إستطاع الإستفادة مدة إقامته فيها و من حكمة تلك الدروس
بل و تمكن من تحويل مجرياتها أحداتها تقلباتها ضرباتها لصالحه
كمن يحول الليمونة الحامضة إلى شراب حلو
نريدك أيها المريض أن تخط لنا كرما منك و فضلا
ما تعلمته من تجربة مرضك لنستفيد و نتعلم مما علمك الله
و كذلك أنت يا من تقربه أكنت زوجا أو أخا رفيقا أو صديقا ...
و لن ننساك أيها المعالج
فخبرات المرضى لا شك مرت عليك ملازمة لحالاتهم و تصرفاتهم و ردات أفعالهم
و ما قد أسروه لك بحكم قربك منهم و مكانتك عندهم لم يستطيعوا أن يسروه لغيرك
ماذا تعلمت من تجربة مرضك