إنّ للموت طعمٌ...منْ ذاقه طاب له المرّ بل بات المرّ حلواً...
لا يأتيك الاّ على غفلة...بغتة.. فجأة...كأنّه الساعة الصغرى
إن أتاك لن يترك..لنْ تفرّ منه...لن يلحقك إذ أنت بقبضته
إن أخذك ترك لك أثراً...عبرة...عظة...فالروح هو الجسد
ذا الموت...نفرّ منه اليه!!! و العاقل لا يفرّ من ظلّه!!!
بين يديه نذير الشيب...قد أفلح من اعتبر....
للموت سكرات...
تخيّل أنك ذاك صريع الموت...
أبناؤك...أحفادك...زوجك...لا يملكون غير سيلاً من الدّموع...
أذّن مؤذّن الموت...متَّ و ماتت معك الآمال...
غسّلوك..فكفنوك...حفروا لك حفرة ضيقة مظلمة...
أهالوا عليك التراب...جاءك الملكين بسؤلهما..
منْ ربّك؟؟؟ما دينك؟؟؟من نبيّك؟؟؟
يا ليت شعري...هل تعدل بها...ها!!!
ثمّ يؤتى بك الى يوم العرض...
إذ الاعمال مكشوفة و الجوارح مكسوفة
آدم الى عيسى نفسي نفسي...كلٌ يخاف الله
لم يبق لك الاّ محمدا...أنا لها...أنا لها
ذا الموت...إن أخطأك اليوم فلن يخطئك غداً...
كم مرة مرّ بجانبك ليخطف صنوك...
تحسسته يوماً...فكانت برودة لعابه تعدله!!!
إنه الموت...رحمه الله يوم يُذبح بين الجنة و النّار