إن كتابة أي بحث أو أي موضوع ينبغي أن يكون مبنيا على أسس سليمة وقواعد مستقيمة حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها
فلكل علم قواعده وأصوله ومن لا يحسن التأصيل فسيخطئ أو يزل في التفصيل
فالبناء إذا لم تك قواعده متينة وقوية فستهوي بأصحابها والفن الذي يتكلم فيه صاحبه إذا لم يكن صاحبه منطلقا من أصول وقواعد وضوابط فسيزل .
فأصول الفقه الذي هو القواعد الكلية والأدلة الإجمالية التي يتوصل بها الى استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية " الجزئية " مثلا ظهرت له مدرستان :
المدرسة الأولى : مدرسة الحنفية . وكانت تعتمد على الفروع الفقهية في تقرير أصولها
المدرسة الثانية : مدرسة المتكلمين . وتميزت بتقرير أصولها من الأدلة الشرعية
ثم جاء الإمام الشاطبي بنظرية المقاصد التي لم يسبق أن عالما فصل فيها قبله .
ولم أقصد بهذه المقدمة أن أتحدث عن هذا العلم وإنما الذي قصدته أن من أراد ان يفصل في مسألة من مسائل الدين كالرقية الشرعية مثلا وهو لا يميز مثلا بين الأسباب الحسية والأسباب الشرعية فسيزل ويخطئ وهذا ما نراه في كتابات بعض المتحمسين للرقية الشرعية.
ومثلا آخر : ترى كثيرا من الناس في مجالسهم وفي حياتهم العامة والخاصة يقولون بأن الأمر الفلاني بدعة وهذا سنة , فيعرف بعض جزئيات ويصبح كأنه عالم وربما يقع في باب الإبتداع في أمور أخرى ولا يفقه من الأصول شيئا وإن فقه فالنزر اليسير والشيء القليل
فلو درس أصول هذ الفن مثلا لما وقع في الإبتداع
فالخلل إما أن يكون بسبب الجهل باللغة العربية وأصولها وعلومها
وإما أن يكون جاهلا بعلم الأصول أو بأصول الفن الذي يتحدث فيه
فمن سلك الطريق بغير الأصول زل ومن لم يتمسك بالدليل ضل .
هذا ما أردت بيانه والكلام مختصر جدا ولم أرد التطويل وإنما أردت إيصال فكرة لكل باحث وكاتب في أي مجال من المجالات وأخص بالذكر علوم الشريعة الغراء
وبارك الله فيكم
أخوكم / المشفق