الأعشاب الطبية وكيفية علاجها للأمراض
كثير من الاستفسارات التي تمر في مخيلة القارئ الكريم عن الأعشاب الطبية وما يقال عنها حيث يرى ويسمع في التلفاز المقابلات الكثيرة عن طب الاعشاب التي كثر عنها القيل والقال في هذه الأيام والتي أصبح الإقبال عليها أكثر من ذي قبل بعد أن اكتوت البشرية بنار الأدوية الكيماوية وتأثيراتها الجانبية ، كما يجول بخاطر القارئ كيف تعمل هذه الأعشاب من الناحية العلاجية ؟ فلا بد من الخوض في هذا المجال لنجيب القارئ على هذه الاستفسارات عليها ونريح باله ونعيد الثقة لهذا العلم الطيب فنقول:
قبل أن تطأ قدمي بني آدم الارض خلق الله سبحانه وتعالى السموات والارض واودع فيها ما يعين هذا الانسان على حياته ومن هذه النعم الأعشاب والنباتات الطبية لتُغذّّيه وتعالجه.
أن جميع ما يصنع في هذه الأيام في مصانع الأدوية الكيماوية هي تحاكي صنعة الله الذي ابدع صنعه حيث يعملون على تحليل المواد الفعالة في النبات وتركيبها الكيميائي ويعملون نسخه طبق الأصل عنها كيميائيا والفرق بينها وبين المركبات النباتية الطبيعية حيث تدخل المركبات الكيميائية مراكز الخلية وتعالجها وتعيد تشغيلها ولا تتركها ومن هنا تبدأ الاثارالجانبية ، بينما المركب النباتي يدخل الخلية ويعيد تشغيلها ويتركها تعمل.
في هذه النباتات يكمن سر العلاج بعد الله سبحانه وتعالى إلى المواد الفعالة الموجودة في النبات أو الثمر وهي المسؤولة عن العلاج ومن حسن ابداع الخالق في كثير من النباتات وثمارها توجد اغلبية المواد الفعالة التي سنتكلم عنها بنسب مختلفه ومنها:
1.الزيوت الطيارة:هي احدى المكونات الموجودة في النباتات مثل زيت اليانسون ، زيت الثوم ، زيت البابونج ، زيت القرفه وتكون في النباتات بنسب مختلفة تتراوح من 1-5% وغالبا ما تستخرج بالتقطير وهي غالية الثمن تدخل في عدة صناعات ومنها الصناعات العطرية ، أما النواحي العلاجية فتستعمل في التدليك والمساجات وداخليا لعلاج المغص كما في زيت البابونج .
2.الزيوت الثابتة: وتكون كبيرة في كثير من الثمار ومنها على سبيل المثال الزيتون من 30-40% والذي يستخرج منه زيت الزيتون والذي يعتبر أكبر مضادت الكوليسترول ، ومقوي لصبغة الميلانين التي تعطي الجلد الصبغة الطبيعية له وتحميه من نقصها والذي يسمى مرض البهاق ، بذر الكتان 30-40 والذي يستخرج منها ما يسمى زيت الكتان أو الزيت الحار والذي يستعمل في مصر بكثره والذي يقي الجهاز الهضمي من السرطانات، وبذور السمسم 30-40% والذي يستخرج منها زيت السمسم أو ما يسمى السيرج ، واللوز والذي يستخرج من ثمره زيت اللوز الحلو والمر وتدخل هذه الزيوت في كثير من العلاجات التي لا تخفى على أحد.
3.الفلافونيات: وهذا المركب الذي يعطي النبات رائحته المميزه أولاً وهي المسؤولة عن علاج الالتهابات في الانسان وهذا واضح لنا كما في نبات النعنع ، الليمون ، الريحان .
4.الصابونيات: وهي المادة الرغوية التي تتكون عند سكب المستحلب أو العصير للنبات كما في الحلبة ، عرق السوس ، وهي تعتر من المقشعات الصدرية كما نعرف يستعمل خلاصة عرق السوس في أكثر أدوية الكحة ويعتبر طارد للبلغم.
5.الأحماض: وهي المادة الحامضية في النبات أو الثمار والتي تعطيه الطعم اللذع الحمضي كما في الليمون ، تمر هندي ،كركديه ،فيستعمل كمنكهات في الطعام والمشروبات المستخلصة منها ، وعلاجياً تعتبر علاجا فتاكاً في قتل الجراثيم والبكتيريا .
6.المكونات المرة: وهي التي تعطي طعم النبات المر أولاً وعلاجياً تعمل على فتح الشهية ، لاحظ عندما تأكل أي ثمر مر دائما تجد زيادة في كمية اللعاب في الفم لذا يعتبر الطعم المر فاتح للشهية حيث يعمل على تهيأة المعدة لاستقبال الطعام ، ناهيك عن أنه يحسّن من عملية الهضم منها اللوز المر ، الافسنيتن ، الحلبة ، الصبر .
7.الفينولات: وهي مجموعة حمضية منها حمض السلسليك الذي يعتبر السلف الطبيعي لمادة الاسبرين ويوجد في نبات الصفصاف الذي أول من اكتشفه المسلمين ، وتوجد في نبات الزعتر عامة وخاصة البري منه أو الذي يسمى الفارسي والذي يعمل على تخفيض الالتهابات.
8.الفيتامينات: تحتوي جميع النباتات على الفيتامينات المختلفة بنسب متفاوته ولا يخفىعلى أحد بالنسبة لاستعمال الفيتامينات حيث تساعد في الجسم على استكمال عمليات الايض(الاستقلاب) منها فيتامين e على سبيل المثال الذي يوجد في القمح وبالتحديد في زيت جنين القمح ، c في جميع أنواع الحمضيات.
9.المعادن: جميع النباتات تحتوي على المعادن وبنسب مختلفه من فسفور ، كالسيوم ، حديد ، منغنيز ، بوتاسيوم ، زنك ، والذي تدخل في بناء جسم الانسان وبالذات الهيكل العظمي حيث يشكل الفسفور والكالسيوم البنود الرئيسية في تشكيل هذا الهيكل والتي تتواجد بكثرة في الحبوب ومنها بالذات الشعير والقمح ، دعني أعطيك هذه التركيبة والتي تعتبر جيده لهشاشة العظام والتي اُبتلي بها كثير من الناس وتتكون من 50 غرام شعير ، 30 غرام قمح ، 20 غرام فول صويا تقلي ثلثين قليه(تحمص) ثم تطحن وتخلط مع كيلو عسل جبلي مضافا اليها 5 غرام من غذاء الملكات ويؤخذ منها مقدار ملعقة شاي صغيره ثلاث مرات يوميا حيث تعمل على تغذية المادة العظمية.
10.الانثروكينونات: هذه المواد بالتحديد لا تتواجد في جميع النباتات والثمار بل هي خاصة في بعضها مثل السنامكي ، الصبر ، الحنظل ، الرواند وهي مواد مسهله حيث تمنع الأمعاء من امتصاص الماء فتكثر نسبة المائية في الأمعاء فيحصل الاسهال لذا دائماً في حالات الاسهال أول عمل اسعافي يُعطى المحلول الملحي.
وهناك الكثير الكثير من المواد الفعالة في النباتات لا يتسع المجال لسردها فهذه بعض منها وذات الأهمية ونكون بذلك أعطينا القارئ الكريم نوعاً ما فكرة عن كيفية عمل المواد الفعالة في الأعشاب والنباتات الطبية.
هذه المقالة احدى مقالاتي التي نشرتها مجلة الصحة والطب التابعة لجريدة الخليج الاماراتية جزاهم الله كل خيروالتي تصدر في الشارقة عاصمة العرب الثقافية في العدد رقم399 يوم السبت بتاريخ15/7/2006 ، فحواها تتحدث عن كيف تعالج الأعشاب الطبية الأمراض وما تحتوية من مكونات فعالة حتى تعم الفائدة للجميع ، لا تنسونا من خالص دعائكم