ان أول شبهة وقعت في الخليقة كانت هي شبهة ابليس لعنه الله ومصدرها استبداده بالرأي في مقابل النص الصريح واستكباره بالمادة التي خلق منها وهي النار علي مادة آدم عليه السلام وهي الطين وانشعبت من هذه الشبهة سبع شبهات وسارت في الخليقة وفي أذهان الناس حتي صارت مذاهب بدعة وضلال وتلك الشبهات مسطورة في شرح الأناجيل الأربعة ومذكورة في التوراة علي شكل مناظرة بينه وبين الملائكة بعد الأمر بالسجود والأمتناع عنه .
قال لعنه الله كما نقل عنه :
*اني سلمت أن الله البارئ تعالي الهي واله الخلق عالم قادر ولا يسأل عن قدرته ومشيئته فانه مهما أراد شيئا" قال له كن فيكون وهو حكيم الا انه يتوجه علي مساق حكمته أسئلة.
*فقالت الملائكة ماهي وكم هي ؟؟
*قال لعنه الله : سبع:
الأول منها : انه علم قبل خلقي أي شئ يصدر عني ويحصل مني فلم خلقني أولا" وماالحكمة في خلقه اياي.
والثاني : اذا خلقني علي مقتضي ارادته ومشيئته فلم كلفني بمعرفته وطاعته وما الحكمة في التكليف بعد أن لا ينتفع بطاعة ولا يتضرر بمعصية.
والثالث: اذا خلقني وكلفني فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة فعرفت وأطعت فلم كلفني بطاعة آدم والسجود له وما الحكمة في هذا التكليف علي الخصوص بعد أن لا يزيد ذلك في معرفتي وطاعتي.
والرابع: اذا خلقني وكلفني علي الأطلاق وكلفني بهذا التكليف علي الخصوص فاذا لم أسجد فلم لعنني وأخرجني من الجنة ومالحكمة في ذلك بعد أن لم أرتكب قبيحا الا قولي لاأسجد الا لك.
والخامس : اذا خلقني وكلفني مطلقا" وخصوصا" فلم أطع فلعنني وطردني فلم طرقني الي آدم حتي دخلت الجنة ثانية وغررته بوسوستي فأكل من الشجرة المنهي عنها وأخرجه من الجنة معي وما الحكمة في ذلك بعد ان لو منعني من دخول الجنة لاستراح مني آدم وبقي خالدا" فيها .
والسادس: اذا خلقني وكلفني عموما" وخصوصا" ولعنني ثم طرقني الي الجنة وكانت الخصومة بيني وبين آدم فلم سلطني علي أولاده حتي أراهم من حيث لا يرونني وتؤثر فيهم وسوستي ولايؤثر في حولهم وقوتهم وقدرتهم واستطاعتهم ومالحكمة في ذلك بعد ان لو خلقهم علي الفطرة دون من يحتالهم منها فيعيشوا طاهرين سامعين مطيعين كان أحري بهم وأليق بالحكمة.
والسابع :سلمت هذا كله خلقني وكلفني مطلقا" ومقيدا" واذا لم أطيع لعنني وطردني وذا أردت دخول الجنة مكنني وطرقني واذا عملت عملي أخرجني ثم سلطني علي بني آدم فلم اذا استمهلته أمهلني فقلت أنظرني الي يوم يبعثون قال انك من المنظرين الي يوم الوقت المعلوم فما الحكمة في ذلك بعد ان لو أهلكني في الحال استراح آدم والخلق مني ومابقي شر في العالم أليس بقاء العالم علي نظام الخير متبرأ من امتزاجه بالشر.
قال ابليس (لعنه الله) فهذه حجتي علي ماادعيته في كل مسئلة.
قال شارح الأناجيل فأوحي الله تعالي الي الملائكة فقالوا له :
انك في تسليمك الأول أني الهك واله الخلق غير صادق ولا مخلص اذ لو صدقت أني اله العالمين مااحتكمت علي بلم فأنا الله الذي لا اله الا أنا لا أسأل عما أفعل والخلق مسئولون .