السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم ليس كل ما يعرفه المعالج عن الحالة يقال للمريض, ولكن هل كل المرضى ؟
احيانا يكون الافصاح للمريض هو وسيلة للعلاج وسببا للتعايش مع الحالة , فكثير من المرضى بعد ان فهم ما يحدث وما يمكن ان يحدث اطمئن وعرف كيف يتعامل مع حالته وتراه يجيب على كثير من الاستفسارات والغموض التي لم يكن لها تفسيرا في جعبته من قبل, بل اكثر من ذلك فتراه يرد على الوساوس ويعرف ما الذي تحدث به نفسه مما يلقيه الشيطان في قلبه وما الى ذلك من معرفة العلاج المناسب دون الرجوع للمعالج الذي افصح له عن المعاناة واطرافها (بعد الدراسة المتأنية والموضوعية ), فهذا يقول اصبحت اعرف ان التسمية تضعفه فركز على التسمية عند كل شيء حتى جاءه في المنام على هيئة عجوز جائع يستجديه الطعام , ثم ما لبث ان كان ذلك سببا في خروج العارض, وهذه تقول عند اقتراب الدورة تصيبني شهوة عارمة تدفعني لممارسة العادة السرية, فاستعنت بالله وبدأت اقرأ سورة البقرة اثناء الدورة فلم يعد للعارض تأثير وخرج, واخر مستمر بالعلاج لسنوات وما زال مسحورا ويأبى العارض الخروج , وما زال يلقى السعادة والثبات على الدين ولا يجد اي تأثير على حياته بسبب فهم حالته وتمكنه من مسك زمام المبادرة باللجوء الى الله .
حدود الافصاح : ارى بان يفصح المعالج بما يناسب ايمان وتحمل المريض بعد معرفة امور كثيرة تحكم هذا الافصاح اورد بعضها لاحقا.
متى يكون الافصاح للمريض ايجابيا
عند الابتلاء بمعاناة طالت او قد تطول مدتها, وخصوصا عدم القدرة على متابعة الحالة مع المعالجين لعدم وجود الوقت او المحرم ,اوعند تفهم المريض لما يدور حوله من اعراض,
شريطة توفر المواصفات التالية عند المريض :
الخلفية الشرعية
لا بد للمريض اولا فهم طبيعة المعتدي بانه من المغيبات المثبتة ومعرفة حدود الاعتداء كما وردت بالكتاب والسنة وفي اقوال السلف, ومعرفة معنى الرقية الشرعية ومحدودية امكانات المعالج وما هو المعقول وغير المعقول في هذا الباب
الاعتقاد بمذهب اهل السنة والجماعة فيما ذهبوا اليه من فتاوى تخص الحالة
فاثبات التلبس ومشروعية التداوي واحكام العلاج وغيرها من المواضيع ستفتح باب جدل يصعب اغلاقه وقد لايقنع المريض ,مما يستنزف الكثير من وقت المعالج والمرضى الاخرين, ولا يعود بالنفع على احد.
الايمان الكافي بقضاء الله
ليس من الضروري الافصاح للمتسخط ومن لم يدرك حكمة الله من الابتلاء
الرغبة و الاصرار على العلاج
فالمدفوع للعلاج دون طلب منه او رغبة يتخذ من الافصاح وسيلة للنقد والاستهزاء بغير علم وبوساوس من العارض قد لا يؤتي الافصاح اكله.
الخلفية العلمية
ان الطبيب المسلم صاحب العقيدة السليمة وعلم الطب العضوي, يستطيع ان يميز بين الاعراض العضوية و الاعراض الروحية , ومن السهولة ان يتقبل الافصاح وكذا من يتسم بالعلم والثقافة.
الحالة النفسية والطبية
فمن يعاني من مشاكل نفسية او كثرت وساوسه ... قد يربط بين ما يفصح عنه المعالج وما يحدث من الامور في المعاملات والاقوال والاحلام والقضاء والقدر, فتزيد المعاناة
واما طبيا فالحامل ومرضى القلب والضغط.... قد لا يحتمل هذا الافصاح وينصح معه بالتورية كما قدم معلمنا الفاضل ابو البراء بقوله:
"قد يحتاج المعالِج أحيانا لاستخدام أسلوب التورية ( المعاريض ) حفاظا على الحالة النفسية للمريض وسلامته البدنية " ا هـ . مستندا بهذا الطرح لما يلي:
قال شمس الحق العظيم أبادي : ( قال النووي : والتورية والتعريض إطلاق لفظهو ظاهر في معنى ، ويريد معنى آخر يتناوله اللفظ لكنه خلاف ظاهره ، وهو ضربمن التغرير والخداع فإن دعت إليه مصلحة شرعية راجحة على خداع المخاطب أوحاجة لا محيص عنها إلا به فلا بأس وإلا كره ، فإن توصل به إلى أخذ باطل أودفع حق ، حرم عليه 0 انتهى ) ( عون المعبود في شرح سنن أبي داوود – 13 / 213 ، 214 ) 0 0
محذرا حفظه الله مما يلي " ولا بد أن يحذر المعالِج من المغالاة في استخدام هذا الأسلوب لعدم الوقوع في المحاذير الشرعية من جراء ذلك والتعود عليه" ا هـ 0
امل الفائدة من مساهماتكم بنقاش هذا الموضوع