الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمَّــا بعـــــــــــــــــــــــــدُ :
فإنَّ الجنيَّ الداخلَ في جسد الإنسيِّ بسبب السحر ؛ قد يرهقه كثرة المجاهدة من الإنسي بقراءة القرآن ، والأذكار ،والدعوات .. وغير ذلك من المجاهدة المشروعة ؛ فيضطر الجني إلى إخبار المعالج ، أو أهل المريض ، أو المريض نفسه إلى مكان السحر - تخلصاً من العذاب الواقع عليه - .
إلا أنه في الكثير الغالب :يكون إخبار الجنِّ بمكان السحر من باب الكذب ، والمخادعة للإنس : تضييعاً للأوقات ،وإفساداً بين الإنس بعضهم البعض .
فيجب عند إخبار الجني بمكان السحر : التنبه إلى الكلام المسموع منه ؛ فإن قال : إنَّ السحر - مثلاً- تحت أساس بيت ،أو مكان بعيد يصعبُ الوصول إليه ؛فالجنيُّ يسعى بذلك إلى التعجيز وتيئيس المريض من الشفاء .
وإنْ قال : إنَّ السحر في بيت فلان ؛ فهو في الغالب يريد الفتنة، وإشعال العداوة بين الناس ؟! .
وربما يكون في إخبار الجنِّ نوع من التمويه : كمثل أن تدلك على مكان تجد فيه شيئاً من الشعر ، أو الورق تظنه السِّحرَ ،وما هو بسحرٍ ؛بل هو من وضع الجنِّ لتركن إلى أقوالهم ؛فتخفف عنهم شيئاً من القراءة .
بل ومن مكرهم : أنهم يوقعون كثيراً من المعالجين ممن قلَّ حَظُّهم عن دراية علوم شريعة الإسلام ، وطرق الغواية عند الشياطين :في نوع استدراج بإخبارهم شيئاً من الحقائق ؛ فيظن الراقي : أنَّ ما وصله صواب ، فيركن إلى كثير من أخبارهم ، فعند ذلك يحقق الجنُّ مقاصدَهم ، ومنها :
أ- إبعاد الراقي ، أو المريض عن قراءة القرآن ،والاشتغال بهذه الأخبار المسموعة .
ب- إيقاع المريض ، أو المعالج في نوع كهانة واستعانة بالجنِّ ،وهذا الفعل مخالف لأصل من أصول حقيقة التوحيد ؟! .
ج- السخرية والاستخفاف بالإنس، وإثارة العداوة بينهم .
وعلى كلٍّ لابدَّ من التحقُّقِ عند سماع خبرٍ من الجنِّ مع سحب أقوالهم على ضوابط الشرع ، والله الموفق لا رب سواه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتب / أبوعبد الرحمن اليوسف ..
الاثنين /19ذوالقدة/1429