القلب في نظافته كالثوب الأبيض كلما أَذنب الإنسان نكت فيه نكتة سوداء حتى يصبح أسود كله إلا إذا تعاهده صاحبه بغسله بالتوبة والاستغفار وزيادة أعماله الصالحة مع استمراره بإيمانه وإقامته للصلاة فإنه يعود كما كان بل قد يصبح أنظف مما كان عليه فهذا مثل قلب الإنسان وذنوبه.
ومثل الإنسان بما يحويه من طاقات متنوعة وتعرضه للمصائب والمشاكل الاجتماعية والإصابات الروحية كمثل البالون المطاطي كلما وقع في مشكلة أو تعرض لإصابة روحية أو مصيبة معينة نفخ في هذا البالون نفخة حتى يصل إلى درجة الإشباع فأي نفخة بسيطة بعدها قد تؤدي إلى انفجاره إلا إذا تعاهده صاحبه بإفراغه من الهواء أولاً بأول بصبره واحتسابه الأجر عند الله وسعيه لإصلاح ما أفسد بالطرق المشروعة فإنه يبقى صالحاً نقياً وإن شابه بعض الأكدار.
*أنبياء ورسل من أولي العزم تعرضوا للسحر والحسد وتأثروا بمضارهما فمن باب أولى أن يتأثر بهما أي إنسان آخر مهما بلغت درجة تقواه، واعلم علم اليقين أن القرآن الكريم شفاء لجميع أمراض المؤمنين لقوله تعالى:
" وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً " (82) [ سورة الإسراء]
من خاف الله خافه كل شيء فحصن نفسك بتقوى الله تعالى ففعل الطاعات والالتزام بالكتاب والسنة يقيك من كل ضرر وينجيك في الدنيا والآخرة لقوله تعالى: "من عملَ صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " [سورة النحل، 97]
(فالأصل في التداوي أن يكون بالقرآن الكريم ثم بالأسباب الدوائية حتى في الأمراض العضوية لا كما يزعم البعض من كان مرضه عضوياً فليذهب إلى المستشفيات ومن كان مرضه نفسياً فليذهب إلى العيادات النفسية أما من كان مرضه روحياً فعلاجه بالقرآن !! فمن أين لهم هذا التقسيم ؟ فالقرآن الكريم طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها).