السؤال الأول :
أنا أستخدم لاقطا لاسلكيا لموجات الإنترنت المبثوثة في الهواء, فأحصل على عدد كبير من تلك الموجات منها ما هو مغلق بكلمة مرور ومنها ما هو مفتوح, فأستخدم تلك الموجات المفتوحة لتصفح الإنترنت ولا أعرف مصدرها، فهي موجات مرسلة في الأثير، فهل هذا حرام؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فموجات الإنترنت منافع مملوكة لأصحابها المشتركين في هذه الخدمة فلا يجوز الانتفاع بها إلا بإذن من مالكيها لعموم الأدلة على حرمة الانتفاع بملك الغير إلا بإذن منه، وأما قول السائل: إنه لا يعرف مصدر هذه الموجات فليس شرطاً في المنع، فإن المعروف أن خدمة الإنترنت مملوكة وليست خدمة مباحة لكل من يملك لاقطاً لاسلكيا.
على أنه يوجد في بعض الدول أماكن تباح فيها هذه الخدمة للجميع ولكن هذا يكون معروفاً وفي أماكن محصورة كالحدائق العامة وبعض الأماكن التي تخصصها الدول لهذا الغرض، ففي مثل هذه الأماكن يجوز الانتفاع بخدمة الإنترنت المجانية، وأما ما عدا ذلك فالأصل أنها مملوكة للغير
*****
السؤال الثاني :
جهاز الكمبيوتر المحمول يتضمن كرت شبكة ما يسمى بالواي فاي يعني شبكة لا سلكية تمكن صاحبه من الدخول إلى الإنترنت بدون مقابل وفي بعض الأحيان أعمل بحثا مثلاً في الشارع أو في أي مكان وأجد هذه الشبكات فيقوم جهازي بعمل اتصال معها ويمكنني التصفح من هذه الشبكات مع العلم بأني لا أعلم مصدرها من أين وبالطبع هي ليست مشفرة وللمعلومية إن هذا الاتصال لا يؤثر على الشبكات حيث إنه تصفح فقط بدون تحميل أي شيء من الشبكة فما حكم فعلي هذا، هل يجوز أو لا، وهل إذا دخلت فلم أجد أحدا من المستخدمين عليها يمكن أن أستخدمها لتنزيل كمية كبيرة من المعلومات، مع العلم بأن هذا لا يضر أصحابها في شيء البتة؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن خطوط وشبكات الإنترنت سلكية كانت أو لاسلكية، من الحقوق التي لا يجوز الانتفاع بها إلا بإذن حقيقي أو عُرفي من قبل من يملك هذه الخطوط والشبكات، والإذن الحقيقي ظاهر، أما العرفي أو الضمني فمثل شبكات الإنترنت التي تزود بها الدولة بعض الحدائق العامة أو بعض الأماكن فهذه لا مانع من الانتفاع بها لوجود الإذن العرفي، وينتفع بها على الوجه الذي أذنت به الجهة المانحة.
أما الشبكات التي لم يأذن أصحابها أو لا يعلم هل أذن أصحابها بالانتفاع بها، فلا يجوز ذلك لحديث: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. رواه أحمد.
والأصل في هذه الخطوط أنها خاصة لا عامة، وسواء أثر هذا الانتفاع على الخط أو لم يؤثر، وجد الداخل مستخدمين أم لم يجد، فلا يجوز الدخول على هذه الخطوط إلا بإذن.