،،،،،،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
يتساء ل البعض عن حكم الاغتسال بالماء المقروء عليه وإهراقه في أماكن الخلاء حيث يؤتى بماء في إناء ونحوه ثم يقرأ عليه بالرقية المشروعة وينفث أو يتفل فيه ، أو أن يقرأ بالرقية الشرعية ثم ينفث أو يتفل بالماء ، ويمسح منه أو يغتسل به ، ودليل مشروعية ذلك :
* عن علي - رضي الله عنه - قال :
( لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي فلما فرغ قال :" لعن الله العقرب لا تدع مصليا ولا غيره " ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ [ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ] و [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ] و [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ] )
( السلسلة الصحيحة 548 )
* عن محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس – قال أحمد : وهو مريض – فقال :
( اكشف الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس ، ثم أخذ ترابا من بطحان - أحد أودية المدينة الثلاثة ، العقيق ، وبطحان - فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه )
( السلسلة الصحيحة 1526 )
قلت : وقد تكلم أهل العلم في الحديث آنف الذكر ، وعلى أية حال فإن هناك شواهد أخرى تؤكد استخدام الماء بالكيفية السابقة والله تعالى أعلم 0
قال محمد بن مفلح : ( نقل عبدالله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ، ويصب على نفسه منه ) ( الآداب الشرعية – 2 / 441 ) 0
وفي رسالة عن حكم السحر والكهانة وما يتعلق بهما يقول سماحة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - بعد أن ساق طريقة العلاج المتبعة في علاج السحر وهي استخدام سبع ورقات من السدر الأخضر وقراءة بعض الآيات :
( وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء ) ( أنظر مقالة للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - جريدة المسلمون - العدد - 9 - ص 16 - بتاريخ 6 / 4 / 1985 ، وكذلك تفسير ابن كثير - الجزء الأول - تفسير الآية رقم ( 103 ) من سورة البقرة - 1 / 141 ) 0
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - في حكم القراءة على الماء والاستحمام فيه : ( وثبت عن السلف القراءة في ماء ونحوه ثم شربه ، أو الاغتسال به مما يخفف الألم أو يزيله ، لأن كلام الله تعالى شفاء كما في قوله تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) " سوؤة فصلت – الآية 44 " ) ( الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 40 ) 0
* والسؤال الذي قد يطرح نفسه تحت هذا العنوان هو : هل يجوز الاغتسال في أماكن الخلاء بالماء المقروء عليه أم لا ؟؟؟
وللإجابة على هذا السؤال أقول : الاغتسال بالماء المقروء في أماكن الخلاء هو خلاف الأولى ، وكما هم معلوم فإن خلاف الأولى من أقسام الجواز ، وأذيل كلامي هذا بأقوال أهل العلم الأجلاء والمتخصصين وما يترجح لي في هذه المسألة الفقهية 0
قال محمد بن مفلح : ( قال الخلال : إنما كره الغسل به ، لأن العادة أن ماء الغسل يجري في البلاليع والحشوش ، فوجب أن ينزه ماء القرآن من ذلك ، ولا يكره شربه لما فيه من الاستشفاء ) ( الآداب الشرعية – 2 / 441 ) 0
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز السؤال التالي : هل يجوز الاغتسال بالماء المقروء في أماكن الخلاء ؟؟؟
فأجاب – رحمه الله – : ( نعم ، الاغتسال بالماء المقروء في الحمام ليس فيه بأس ) ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم الاستحمام بالماء المقروء عليه في أماكن الخلاء ؟؟؟
فأجاب – حفظه الله - : ( نرى احترام هذا الماء الذي قد قرأ فيه أحد الناصحين ونفث فيه بآيات من كتاب الله تعالى ، كآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة وآخر سورة الحشر والفاتحة والمعوذتين وسورتي الإخلاص ونحوها ، فهذا الماء اكتسب شرفا وأثرا حسنا ، فمن احترام كلام الله تعالى أن لا يهراق مع النجاسات والاقذار ، وأن يستعمل في داخل الكنف والمراحيض كما يدخل الكنيف بشيء فيه ذكر الله من أوراق وخاتم أو نحوها فعلى هذا إذا أراد أن يغتسل به فإن عليه أن يستعمله في مكان نظيف كغرفة أو خدر أو سطح أو نحوها ) ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) 0
قال الأستاذ عبدالعزيز القحطاني : ( لذلك فلا يجوز التعدي من باب " من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل " ولا أن نأمر الممسوس بالغسل في أماكن الحشوش والكنيف بماء رقية حرصاً على عدم مخالطة كلام الرب بالنجاسات ) ( طريق الهداية في درء مخاطر الجن والشياطين – ص 97 ) 0
قلت : وكما تبين آنفا فالمسألة خلافية بين أهل العلم ، فالبعض قد بين بأن حكم الماء المقروء عليه والمهرق في دورات المياه لا يعتبر من الناحية الشرعية كحكم الدخول بالمصحف إلى تلك الأماكن ، كما أشار لذلك المفهوم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - ، والبعض الآخر يرى بكراهة ذلك الفعل كما بين الخلال وفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ، وأميل في رأيي لقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - لما في ذلك من تيسير وعدم حصول مشقة على المسلمين والله تعالى أعلم 0
هذا ما تيسر لي إخوتي الأفاضل ، بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0