إلى كل إخواني وأخواتي المرضى ولم يقدر لهم الشفاء إلى الآن
شفاكم الله جميعا وعافاكم
أهديكم هذه الكلمات التي أعجبتني جدا فأحببت أن أشاركم بها
قال شيبان الراعي لسفيان الثوري :
يا سفيان عُدّ منع الله عطاءا فإنه لم يمنعك بخلا ولكن منعك لطفا
هل أنت توقن أن الله كريم أم لا ؟! كريم طبعا
طيب لو أراد أن يشفيك بل ويقضي جميع حوائجك من أموال وأولاد
فكم يستغرق ذلك منه ..
فقط كلمة كن فيكون
طيب فلم لم أشفى إلى الآن ؟
إنما منعك لطفا بك
كيف ذلك ؟!
يقول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي
في كتابه المواهب الربانية( ص :147-157)
ومن لطف الله بعبده ان يبتليه ببعض المصائب،
فيوفقه للقيام بوظيفة الصبرفيها فينيله درجات عاليه لا يدركها بعمله
وقد يشدد عليه الابتلاء بذلك كما فعل بأيوب عليه السلام
ويوجد في قلبه حلاوة روح الرجاء وتأميل الرحمة
وكشف الضر فيخف آلمه وتنشط نفسه ، ولهذا من لطف الله
بالمؤمنين أن جعل في قلوبهم احتساب الأجر فخفت مصائبهم
وهان ما يلقون من المشاق في حصول مرضاته .
ومن لطف الله بعبده المؤمن الضعيف ان يعافيه من أسباب الابتلاء
التي تضعف ايمانه وتنقض إيقانه .
كما ان من لطفه بالمؤمن القوى تهيئة أسباب الابتلاء والامتحان
ويعينه عليها ويحملها عنه ويزداد بذلك ايمانه ويعظم اجره فسبحان اللطيف في ابتلائه وعافيه وعطائه ومنعه . أ.هـ
فلو منع عنك نعمة الصحة قليلا فهذا لطفا بك
فكم من مريض عافاه الله فطغى وفجر فلعله لطف من الله بك
قصة مريض
أحد الإخوة أكرمه الله بمرض السكر.
- وقد تستغرب من قولي وتقول:
أكرمه الله بمرض السكر يا عم الشيخ!! مرض السكر بلاء!!
- وأجيبك: نعم أكرمه، فالناس في البلاء ثلاث مراتب
الصبر والرضا والشكر، فإذا ابتلي أحد بمرض السكر أو أي مرض
الواجب عليه الصبر.
1- والصبر: يعني حبس القلب عن التسخط وحبس اللسان عن الشكوى وهو فرض.
2- والدرجة الثانية: الرضا.. أن يكون راضٍ.
3- أما ما هو أعلى منها هو الشكر.. أن يشكر الله على هذا البلاء.
فهذا الأخ حينما ابتُلي بمرض السكر،
قال لي: أن أعظم نعم الله علي هو مرض السكر.
فسألته: لماذا؟
فأجاب: لأنني عندما ابتليت بمرض السكر،
أضطر كل ساعة في الليل أدخل إلى الحمام، ومع كل دخول للحمام
أتوضأ وأصلي ركعتين وأعود مرة أخرى للنوم.
وسألته: هل تستطيع النوم بعد الوضوء والصلاة كل ساعة؟
فأجاب: أكيد فلقد تعودت.
سبحان الله..! أصبح البلاء عنده نعمة، هذه هي..
"عُدَّ منع الله عطاء"، فإنه لم يمنعك بخلاً، ولكنه منعك لطفًا.
قال ابن الجوزي رحمه الله
عبد الله إذا رأيت سربال النعمه يتقلص عنك فحسن ظنك في المنعم فإنما رفعه عنك لكي لا تتعثر ..
معنى كلامه رحمه الله :
"إذا رأيت سربال النعمة يتقلص عنك"..
فمثلاً وجدت ثوب النعم يقصر مرة بعد مرة..
فتسأل نفسك: لماذا الله يأخذ منى النعم؟
والإجابة: لأن الله يخاف عليك أن تتعثر من ثوب النعم
حتى تستطيع أن تمشى مستقيم في الدنيا.. الله كريم..
هذا ظنك بالله.. وحسن الظن بالله.
استشعروا لطف الله بكم .. شفاكم الله وعافاكم
عفوك يارحمن