ثانيًا: حديث ابن عباس رواه عبد الرزاق 2/ 533 عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر أربعين ليلة يقصر الصلاة، قلت: إسناده واهٍ لأن الحسن بن عمارة بن المضرب البجلي مولاهم الكوفي متروك.
قال الطيالسي: قال شعبة: ائت جرير بن حازم فقل له: لا يحل لك أن تروي عن الحسن بن عمارة فإنه يكذب. وقال أبو داود: فقلت لشعبة: ما علامة ذلك؟ قال: روى عن الحكم أشياء، فلم نجد لها أصلًا ... قال الحسن بن عمارة: حدثني الحكم عن يحيى بن الجزار عن عليٍّ سبعة أحاديث، فسألت الحكم عنها. فقال: ما سمعت منها شيئًا. اهـ.
وقال ابن المبارك: جَرَّحه عندي شعبة وسفيان فبقولهما تركت حديثه. اهـ.
وقال المَرُّوذي: قال أحمد: متروك الحديث. اهـ.
ونقله أبو طالب عنه وزاد. قلت له: كان له هوى؟ قال: لا، ولكن كان منكر الحديث وأحاديثه موضوعة لا يكتب حديثه. اهـ.
وقال ابن معين: لا يكتب حديثه. اهـ.
وقال مرة: ضعيف. اهـ.
وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 735 - 736: حديث ضعيف. اهـ.
وفي الحديث علة أخرى وهي أن الحكم بن عتيبة سمع من مقسم خمسة أحاديث كما قال الإمام أحمد ليس هذا منها (1). فالحديث أيضًا إسناده منقطع.
والعلة الأولى تكفي في إعلاله؛ لهذا قال البيهقي 3/ 152: تفرد به الحسن بن عمارة وهو غير محتج به. اهـ.
__________
(1) راجع بحث هذه المسألة في باب: الحجامة للصائم.
الكتاب: التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام
المؤلف: خالد بن ضيف الله الشلاحي