أربط نفسك بالله و أصلحها كي يوافق الدواء الداء فيبرأ بإذن الله ..
تعلق الكثير من الناس بالرقاة وبشكل كبير و أعتقد البعض أن الراقي أو المعالج بيده الشفاء وصار طلاب العلاج يتنقلون بين راق وآخر بحثاً عن الأكثر شهرة ومن شفيت له حالات كثيرة ومن له صولات وجولات في الحديث مع الجن وإخراجه على المصاب وهكذا حتى أن البعض من خلال البحث الحثيت والمضني عن الراقي الألمعي الذي يشفي من جلسة أو جلستان قد يقع في براثن وحش من وحوش السحر المقنعين ، ولكن إلى أين المطاف وإلى متى هذا اللهاث وراء العلاج وتحقيق الأمنيات ودفع البلاء دون تأني وحرص ومعرفة بكافة الجوانب سواء من ناحية نفسية بين المرء وذاته أو بين المرء
وخالقه أو من ناحية البحث عن معالج تقي نقي يصبر و يتابع معه ..
أنه القلق والعجل (وخلق الإنسان عجولا ) ولكن إلى متى ...؟
و أنت ترى أن الناس أجناس ، صفات وطباع ، مراتب وأبتلاءات .. أصحاء ومرضى ، أذكياء وأغبياء ،أغنياء وفقراء ، عقلاء ومجانين ، أتقياء وعاصين ، متحفضين ومرحين ، رؤساء ومرؤسين ..وقد تجد لنفسكِ من كل صفة نصيب (فلا تمدن عينيك )
لا بأس من طلب العلاج بل يجب أن يطلب العلاج (تداووعباد الله) وقد يكون ضروري وملح وخاصة في حال إنصراف المرء عن عبادته وتقصيره فيها وفي غيرها من الأمور الإجتماعية و النفسية والجسمية
وله أن يصبر إن كان لا يضيره الصبر ..(أدعوا لي أن لا أتكشف)
الناس ينشدون السرعة في كل شيء وفيما يخص كل شخص (أنا ومن بعدي الطوفان )وينسون (ويؤثرون على أنفسهم)
فغالباً ما تجد عند كثيراً من الناس عندما يكون شخصاً ما مسئوولاً عن معاملات الغير يكون متقاعص كسول مسوف وعندما يريد قضاء معاملة له عند غيره فإنه لحوح لجوج فإن أُخر يسب و يشتم ويقرع ويلعن ويتهم ويطعن ، أليس الناس سواء في الحاجات
وكما للناس مصالح لديك فلك مصالح لديهم فكما تريد أن تعامل عامل الناس
فأعلم أنه كما تدين تدان طال الزمان أو قصر
وتأمل سبب وجودك في الدنيا وما لك وما عليك هل أديت واجبك وصنت نفسك بلا هفوات ولا زلات هل أقمت الطاعات وتجنبت النواهي ...؟؟؟
فهنا قائلاً : يارب .. يا رب .. يارب أن لي عندك حاجات وحاجات
أقضها يارب ..عاجلاً يارب.. عاجلاً يارب ..عاجلاً يارب ...
ألا تعلم ياهذا أن لله عندك حاجات وحاجات ...؟؟؟
فهل قضيتها ...؟ هل لزمت بعضها ...؟
أم إن ذكر الله فقط عند وقع النائبات ...!!!
تجد الكثير من طالبي العلاج يهرعون إلى شراء الماء الذي قرأ عليه الرقية بأغلى الأثمان ويعلقون عليه الأماني ويعتقدون أن نفث المعالج ترياق الشفاء فيعاملون الماء بكثير من الإكبار و الإجلال ..
ألا تعلمون أن من سولت له نفسه المتاجرة بنفث في الماء بأغلى الأثمان وأبهضها لا يُعلم ما تسول له نفسه من أغراض دنيئة فالطمع يجر الحيلة والحيلة تجر الكذب و الكذب يجر كذباً
فما أدراك أنه قرأ ..! وماذا قرأ ..؟
وكيف له أن يوفر الطلب على الماء ..؟
وما أدراك أن لا يدفع لك بنفثه جرثوماً معدياً ..؟
أيها المصاب أنت أقرب الناس إلى ذاتكِ وأكثر حرصاً على نفسكِ وأعلم الناس بحاجتك ..
فعليك بنفسك أولاً فأصلح من شأنها مع خالقها وأصلح من شأنها مع نفسها وأصلح من شأنها مع الناس ...
فأهرع للعبادة وقم لها وهذب النفس وأصقلها وخالق الناس بالخلق الحسن
فكلما منحت تمنح وعلى قدر جهدك وعملك تؤجر وتربح ..
فقد تكون إصابتك أحدى أمور ثلاث
إما أبتلاء لمحو السيئات و لرفع الدراجات في الآخرة قد لا تبلغها إلا بالأبتلاء ..
أو لإختبار الإيمان (أيحسب الناس )(ونبلوكم )
أو لغضب ونقمة من معاصي ومنكرات ..
فأدعوا الله أن تكون الأولى وأقبض على دينك كالقابض على الجمر في الثانية وأستعذ بالله من الثالثة ..
وأعلم أن واجب المعالج الحق التقي النقي أن يربطك بالله أولاً ويعلمك كيف تحفظ وتعالج نفسك ثانياً ويساعدك على العلاج ثالثاً ..
فالمعالج أحد أسباب الشفاء ومساعد على العلاج والشافي المعافي المقدر للأسباب والمسببات هو الله وحده لا شريك له ...
فلا تجعل لله شريك ببعض الأسباب ...
أولها أعتقادك أن ماء الرقية يشفي أو الزيت يشفي أو التمر يشفي أو المسك يشفي أو غيرها من العلاجات الحسية ..
ثانيها أعتقادك أن المعالج يشفي بغض النظر عن نسكه وتقاه وورعه ونظرك إلى نفسك بالجهل و التقصير فهذا له وحده فالإعتقاد في ذات المعالج أنه الشافي تدخل في الشرك ...
ثالثها آيات معينة وعدد معين وقت محدد أنها تشفي وإذا أخل بها لا يصلح البرنامج تدخل في الشرك..
وللأسف هناك من يتعلق بهذه الأشياء ويعلق عليها الأحلام و الآمال ...
فهناك من يأتي إلى المعالج ويُقرأ عليه ويأخذ الوصفة و قد يأخذ الوصفة فقط كما في حال المنتديات ...
فيأخذ علاج الراقي كما في وصفة الطبيب يقرأ وينفث يغطس ويغسل يأكل ويشرب وكأنها طقوس أو تمارين يؤديها على إنها الشافية تقع على الداء فتبرؤه...
وينسى الله جل جلاله مسبب الأسباب الشافي لا شفاء إلا شفاؤه ..
فمن عرف الله وأخلص النية وصفت نفسه شفى بأسهل الأسباب ...
ومن عرف الله قنع وصبر وتوكل أتته الدنيا راغمة .. فتذهب عنه الكثير من المنغصات ويصفو تفكيره وتهدأ نفسه وتسمو روحه ..
وإعلم أن الناس يختلفون وإن تشابهوا في بعض الأمور فطبيعة الأجساد مختلفة وتأثير الإصابة عليها مختلف وتقبلها النفسي والجسدي للداء والدواء مختلف
فكثيراً نجد المقارنة بين النعم هذا غني وأنا فقير هذا جميل وأنا قبيح هذا سليم وأنا سقيم هذا شفي سريعاً وأنا لا وهكذا ...
ولا ينظر إلى جوانب أخرى من حياتهم ولا ينظر لحاله فيرى ما ينقصه فيسعى لتحصيله ولا ينظر إلى دينه ما ينقصه فيقوم به ..
أرجع إلى الله وأحسن التوكل على الله و ثق أن البلاء والشفاء بيد الله وأعلم أن أسباب الشفاء كثيرة ويسيرة و لكن أصلح نفسك كي يوافق الدواء الداء فيبرأ بإذن الله ..
كتبته أم سلمى
بتاريخ 1ـ 3ـ 2012 صباحاً