بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .
أما بعد :
رأيت من الضروري تعريف الناس بما يختص بما يسمى بالتنويم المغناطيسي من مرجع مهم عندي كنت قد صففته على الوورد
من كتاب السحر والسحرة من منظار القرآن والسنة
للدكتور ابراهيم كمال أدهم .
----------------------------------------
التنويم المغناطيسي و رفع الأجسام في الهواء_التنويم المغناطيسي
1_التنويم المغناطيسي:
من المعلوم أن الكلب يؤثر بنظراته و حركاته و سكناته على الذئب, الذي هو أقوى منه جسديا" فيشل حركته و يفتك به. و كذلك الحية تنوم العصفور قبل أن تصل إليه لالتهامه, و الأم تنوم طفلها حين تريد, وذلك عن طريق الغناء و الهدهدة و الاحتضان و النظر إليه, دون إدراك منها أنها تنومه تنويما" مغناطيسيا".
فالتنويم المغناطسي قديم قدم هذه الكائنات الحية و أول ذكر للتنويم أو شيء قريب منه, جاء عند الفراعنة و بالتحديد عند أبي الطب المصري القديم "أمحوتب"و ذلك سنة 2850قبل الميلاد.
يقول في ذلك الدكتور محمد المخزنجي:
"ففي عام 2850قبل الميلاد كان "أمحتوب"أبو الطب المصري القديم, في مدرسته الطبية و مستشفاة بمدينة"منف" يستخدم طريقة تشبه الإيحاء للوصول إلى هذا المخزن السري أي العقل الباطني _بأن يترك مرضاه ينامون, سواء كان نوما"طبيعيا", أو في أعقاب تناول النباتات المخدرة,ثم يجعل الكهان يرددون على أسماع هؤلاء المرضى النائمين عبارات إيحائية لتتسلل إلى أحلامهم و تلعب دورا" إيحائيا" في حفزهم على التعافي من أمراضهم التي يعانون منها.و كانت نباهة مبكرة من "أمحوتب" أن يلجأ في إيصال إيحاءاته الشافية إلى العقل الباطن خلال النوم"
وتقول يمنى زهار في كتابها:
"و في اليونان اشتهرت بعض المؤسسات المتصلة بمعبد اسكولاب “Esculap”
إله الطب بمعالجة المرضى بواسطة الرقاد. و كان يتم ذلك بواسطة وضع المريض اصطناعيا" بحالة نعاس كلي, فيصبح شديد التأثر بالإيحاء مما يساعد على الشفاء". لكن بعد هذه الطفرة العلمية المذهلة تعهد هذا العلم مشعوذون و دجالون, و انحرفوا به عن جادة الصواب و تحولوا به من علاج إيحائي لشفاءالمرضى إلى إمراضي عبر خرافات السحر و السحرة و خرافات الرقى و التعاويذ.
و التنويم الذي أطلق عليه اسم التنويم المغناطيسي ليس له أي صلة بالمغناطيس إطلاقا", و سبب تسميته, هو فرانز مسمير"1734_1815" مكتشف "المغنطة" الحيوانيةالتي أدت إلى الدراسة الحديثة للتنويم المغناطيسي. و أساس الأمر يكمن في أن مسمير توهم بأن للكواكب السيارة تأثيرا" على صحة الناس, و ذلك من خلال القوى المغناطيسية فاستخدم أدوات ممغنطة محاولا" بواسطتها تقليد أثر الكواكب على البشر, و أخذ يوزع إيحاءه على الناس من خلال هذه الأدوات الممغنطة, و كان بعض الناس يقعون من تأثير إيحاءاته مغشيا" عليهم. من هنا انطلقت تسمية هذا النوع من الإيحاء بالتنويم المغناطيسي.
ورد في كتاب الحاسة السادسة ما يلي:
"اعتقد مسمير أن الكواكب السيارة تؤثر على صحة الناس بطريقة تشبه المغناطيسية, فابتدأ يعالج المرضى بواسطة أدوات ممغنطة يمررها فوق أجسادهم.و لم يطل به الوقت حتى قرر أن هذه القوى الشافية تأتي عبره هو,لا عبر المغناطيس, وابتدأ يوزع الشفاء بأن يمرر يديه على المريض أو يرسل إليه بأدوات شحنها هو بواسطة اللمس و عندما طار صيته و اشتهر,كثرت عليه الطلبات فاضطر إلى اللجوء إلى الشفاء الجماعي فصنع وعاء كبيرا"ملأه بالماء و برادة الحديد, و وضع فيه عددا"من القضبان الحديدية و كان المرضى يجلسون حول هذا الوعاء, واضعين هذه القضبان على الأجزاء العليلة من أجسادهم, بينما يتجول مسمير بينهم لابسا" ثيابا" فضفاضة, ممررا" عليهم يديه بين الحين و آخر لتجديد شحنات المغناطيس فيهم و كثيرا" ما كان المرضى ينطرحون أرضا" أو ينهارون أمام تلك الدفعات من القوى الممغنطة...و لم يلبث نشاط مسمير أن أصبح محط الانتقاد و التشهير. غير أنه كان الأساس الذي أدى إلى استعمال التنويم المغناطيسي في الإيحاء النفسي في هذا العصر".
و قد استخدم التنويم المغناطيسي في العمليات الجراحية و ذلك لعدم توفر مواد التخدير و مع ذلك لم يعترف به رسميا" في ذلك الوقت.
يقول كتاب عالم غير منظور:"
و قد أجرى بعض الأطباء عمليات جراحية كبتر الساق و استئصال الأورام لأشخاص عديدين دون أن يشعروا بأي ألم و ذلك بطريقة التنويم المغناطيسي ومع ذلك بقيت هذه الطريقة غير معترف بها وساعد على ذلك اكتشاف خواص الكلوروفورم”Chloroform” التخديرية في سنة 1848 فشاع استعماله مما ساعد على صرف النظر عن التفتيش عن وسائل أخرى للتخدير".
و الآن ما هو التنويم المغناطيسي,
يقول الدكتور محمد المخزنجي في مقال بعنوان رحلة استكشافية بمجلة العربي:
"التنويم حالة يتم استحداثها لدى المرء صناعيا",و تشبه النوم,لكنها تختلف عنه, من حيث قابلية الوسيط "المنوم" المفرطة لاستقبال الإيحاء و التأثير النفسي و العقلي من النوم, إلى درجة تتعدى طور الطبيعة, و فيها يتم تضييق مجال انتباه المريض و يقظته, و حصرها في قصد المنوم الذي ينقل إليه عبر الكلام". و بتحليل أعمق و في نفس المقال ينقل لنا الدكتور المخزنجيما يلي:
"ويعتبر بعض العلماء من مدرسة علم النفس المرضي الفرنسي, أن التنويم ما هو إلا حال "تفكيك" نفسي محدثة أي تعطيل وظيفي للترابطات التي تتم داخل العقل أو لحاء المخ, مما يفقد الشخص قدرته على التواصل العادي, و يفقده سيطرته الشخصية الواعية التي يمارسها في العادة على مختلف عملياته الحركية. و يفسره آخرون من مدرسة الفسيولوجي"بافلوف" بأنه نوم جزئي, يحدث فيه تثبيط انتقائي و سطحي لنشاط قشرة المخ العليا بينما النوم تثبيط عام عميق لهذه القشرة, يبقي على بؤرة غير مثبطة أسماها "بافلوف" النقطة, أو البؤرة الحاسة وهي المنطقة الخاصة بتحليل المسموعات, مما يفسر استمرار استقبال صوت المنوم و إيحاءاته دون غيره, فهي بمثابة نقطة الاتصال و قد بينت التسجيلات الحديثة لنشاط المخ الكهربائي “Electroencephalogram” أن التنويم لا يشبه النوم المعتاد , لكنه أقرب إلى حالة الاستيقاظ منه".
طرق التنويم:
تختلف طرق التنويم بحسب الغاية التي من أجلها ينوم الإنسان أو الوسيط. فقد يكون المنوم مشعوذا" أو طبيبا" أو باحثا" أو هاويا", فيكون الهدف أحيانا" هو خداع الناس أو تسليتهم, أو يكون طبيا" بحيث يستخدم التنويم لعلاج بعض الحالات النفسية, و قد يكون الهدف إجراء بعض التجارب و البحوث, أو يكون مجرد هواية لمحاولة استشفاف الغيب. و مهما يكن الهدف من التنويم,فإن كل الطرق تشترك فيما بينها ببعض الخصائص, منها: أن التنويم يجب أن يتم في مكان هادىء و نور خافت, بعيدا" عن اللون الأحمر و الألوان الزاهية البراقة, كما يجب أن يستلقي الوسيط على مقعد وثير بطريقة مريحة, وأن يحل ربطة العنق و الأحزمة الضاغطة و ينزع الأحذية الضيقة,ثم يجب أن يعرف الوسيط بالهدف من النوم, وأن لا خطر من التنويم المغناطيسي على النائم, كما يطلب منه عدم المقاومة وأن يكون إيجابيا" خلال مراحل النوم, ثم يبدأ المنوم بالإيحاء النفسي, معتمدا"الحيلة و الكذب و استغلال بعض الأشياء التي تحدث طبيعيا" في جسد الإنسان و نوضح ذلك على الشكل التالي:
في البداية الأمر يطلب المنوم من الوسيط أن يجلس ويداه مفتوحتان على ركبتيه بحيث يكون باطن الكف إلى أعلى, فيوهمه بأن أصابعه سوف تنقبض بتأثير قوة التيار المغناطيسي الذي يوجهه المنوم, وبعد لحظات يشعر الوسيط بأن أصابعه فعلا"تبدأ بالانقباض, وهذا الشعور طبيعي لأن أي إنسان إذا ما أرخى عضلات يده فإنه سوف يجد أن أصابعه تنقبض تلقائيا", فإذا أحس الوسيط أن أصابعه قد بدأت تنقبض, توهم أن هذا الإنقباض نتج فعلا" بتأثير من المنوم,ثم بعد ذلك يوهمه المنوم بأن يديه كما انقبضت بفعل التأثير المغناطيسي سوف تنقلب تلقائيا"بحيث يصبح باطن اليد إلى أسفل بعد أن كان إلى أعلى, و فعلا"بعد أن تنقبض الأصابع تدور اليد كما أشار المنوم, وهذا أيضا" أمر طبيعي, و يمكن لأي إنسان أن يجرب ذلك بنفسه, فإذا شعر هذا الوسيط و الذي غالبا" ما يكون إنسانا" بسيطا" أو مثقفا"طيب القلب يصدق كل ما يقال له, فإنه ينقاد انقيادا" أعمى إلى المنوم فتزداد ثقته به وبكلامه وبطاقته المغناطيسية, وبعدها يتحول المنوم بالإيحاء إلى عيون الوسيط بعد أن يضع أمامه كرة صغيرة لامعة ويطلب إليه أن يحدق إليها ولا يلتفت لسواها, فيوحي إليه بأن أجفانه سوف تصبح ثقيلة ثقيلة و تأخذ بالانغلاق رويدا" رويدا, و أن محاولة فتحها أصبح أمرا" صعبا", وأن عليه الإستسلام و إغلاقها كي لا يتعب, والحيلة الكامنة هنا هو أن المنوم يضع الكرة اللامعة على مسافة قريبة جدا" من عيني الوسيط و فوق مستوى النظر, وهذه الوضعية يتوخاها المنوم لهدفين, الهدف الاول:هو جعل عضلات عدسة الشعرية”Ciliary Bodies” تعمل بكامل طاقتها وقدرتها لتركيز الصورة على شبكية العين “Retina” وهذا يؤدي لشعور العين بالتعب, كما أن و ضع الكرة اللامعة فوق مستوى العين يجبر عضلات الجفن الأعلى على الإنقباض بصورة أشد من الحالة العادية وهذا ما يجعلها تتعب, أما الهدف الثاني: فيكمن في بريق الكرة إذ أن التحديق في جسم لامع يخفف من نشاط و حيوية الإنسان ويعزله عما يدور حوله من أمور. فإذا تعبت العين, و قل نشاطه وحيويته, و أخذ يشعر بلحظات انسلاخ من المحيط الموجود فيه,ازدادت ثقته و قناعته بكلام المنوم إلى حد كبير بحيث لا يعود يشك في أي كلمة يسمعهامنه. فإذا وصل المنوم إل هذا الحد,أوحى إليه بأن الأصوات حوله بدأت تخف وأن لا صوت يسمع سوى صوت المنوم وبأن شعورا" جارفا" بالنوم بدأ ينتابه, وأن لا فائدة من مقاومته وأن عليهم الاستسلام, لأن النوم فيه راحة له, ثم يقول له بعدها بأن أنفاسه قد أصبحت طويلة وبأن جسده أصبح خفيفا" جدا" و هكذا يستمر المنوم بالإيحاء عن طريق استغلال أشياء حقيقية تحصل في جسد النائم حتى تحصل الحالة التي نسميها النوم المغناطيسي .
ونأتي إلى سؤال هام هنا, وهو هل حقا" يستطيع من ينام نوما" مغناطيسيا"أن يفعل العجائب؟
كأن يتصل بأرواح الأموات أو يستحضرها, أو أن يرى الأشياء الدفينة تحت الأرض, أو أن يطير في الهواء أو أن يكتسب قوة جسدية خارقة؟
نقول أولا"_فيما يتعلق بتحضير الأرواح أن لا إمكانية لدى الوسيط للاتصال بأرواح الأموات إطلاقا", إذ أنه في عالم وهم في عالم آخر هو عالم البرزخ, وأن كل الأمور التي تحدث أو تقال عن هذا الموضوع لا تخرج عن كونها:
أ_إما خيالات وأوهاما" و صورا" يتخيلها أو يشعر بها الوسيط أثناء النوم, فهي بمثابة الأحلام لدى الإنسان النائم نوما" طبيعيا".
ب_وإما أن تكون أكاذيب القرين من الجن التي رافقت الميت في حياته ممزوجة ببعض الوقائع التي حدثت فعلا" و التي أمكنه الإطلاع عليها.( أو استحضار الجن وتلبسه في الوسيط )
ج_وإما أن تكون أكاذيب الوسيط المزيف غير النائم والمتواطىء مع المنوم, الذي دربه على مثل هذا الأمور.
ثانيا"_أما فيما يتعلق بالأشياء المدفونة تحت الأرض أو المغلفة بحيث لا يراها الإنسان العادي فنقول:
أ_إن النائم مغناطيسيا" لا يستطيع أن يرى أكثر من الإنسان المستيقظ, وقد يرى الإنسان المستيقظ أكثر منه.
ب_إن ما نراه من قدرة على معرفة بعض الأشياء حين يسأل عنها,إنما هي عبارة عن حيل درب عليها الوسيط من قبل المنوم. فغالبا" ما تكون هنالك "شفيرة" مستخدمة بين المنوم والوسيط, كأن يضمن المنوم سؤاله الجواب الذي يريد, فيجعل في أول كل كلمة من سؤاله حرفا" معينا"إذا جمع أحرف بقيةكلمات السؤال كون الجواب الذي يريد! ومن الأشياء التي اكتشفها أثناء تجاربي في التنويم المغناطيسي هوأن الوسيط حين يسأل سؤالا" يحتمل إحدى إجابتين, فإن إجابته تكون دائما" مشتقاة من آخر كلمة في السؤال. مثال ذلك إذا قلنا له ما لون هذا القلم أهو أحمر أم أصفر؟ فإن جوابه سيكون أصفر.وذلك لأن آخر كلمة كانت في السؤال هي كلمة أصفر.وهكذا يتبين لنا أن المنوم المغناطيسي يستطيع أن يدير الجلسة بحيلة,وأن يجعل الوسيط يجيب الإجابة التي يريد من خلال التحكم بصيغ "وشيفرة" السؤال.
ثالثا"_نقول فيما يتعلق ببعض المنومين الذي يجعلون الوسيط يطير في الهواء ما يلي: إن هذا الأمر عار عن الصحة تماما",فإن المنوم مهما أوتي من قوة الإيحاء, فإن الوسيط لا يستطيع الطيران أو الإرتفاع عن الأرض. إذ أن الايحاء لن يتجاوز أن يشعره بأنه يطير أو يشعر الجمهور بذلك.أما إذا استخدمت آلة تصوير و ظهر فيها الوسيط مرتفعا" في الهواء فإن المنوم في هذه الحالة يستخدم آلة ميكانيكية رافعة موضوعة وراء ستار المسرح و هذه الآلة هي التي ترفع الوسيط بطريقة خفية لا تدركها عين الشاهد.
وفي حالات قليلة و نادرة جدا" جدا" يستخدم المنوم الجن الذي يقوم برفع الوسيط, إلا أن كل من صادفتهم يقومون بهذا العمل إنما يستخدمون الحيل ولا يستخدمون الجن.
رابعا"_ أما عما يظهره الوسيط من قوة نعتبرها خارقة في بعض الأحيان, فنقول: إن منها ما هو صحيح, ولكنه شيء طبيعي يمكن تفسيره من الناحية الفزيولوجية,وهو أن الإنسان الذي يقع تحت تأثير المنوم تتشنج عضلاته و تشتد لكثرة ما يفرز الكبد من السكر في الدم ولكثرة ما تفرز غدده من هرمونات مثل هرمون الأدرنلين “Adrenaline”و النور أدرنلين “Noradrinaline” في الدم, و هذه الإفرازات من السكر و الهرمونات تعطي الإنسان قدرا" من الطاقة لا يمكن أن تظهر في الحالات العادية ( ولا يستبعد أن يكون للجن دورا فيها).
كما أن هناك بعض الوسطاء المزيفين يستخدمون أساليب و طرقا" توهم أنهم يملكون قوة خارقة نتيجة للتنويم المغناطيسي, نكتفي بشرح طريقة واحدة من طرق حيلهم و خداعهم,
و هي تتمثل في أن الوسيط حين يدعي النوم و يظهر التشنج بوضع طرف رأسه على حافة طاولة وأطراف قدميه على طاولة أخرى, ثم يأتي إنسان آخر فيجلس فوق بطنه دون أن ينحني جسد الوسيط. وشرح ذلك أن النائم أو مدعي النوم لا يضع بالحقيقة طرف رأسه على الطاولة بل يضع رأسه كله بالإضافة إلى الكتفين, وحين يصعد الرجل الذي يقعد فوقه يراعي بأن يكون معظم وزنه في القسم الأعلى من جسد الوسيط أي فوق الصدر, فهذه الوضعية تجعل الضغط يتركز عند الوسيط على الأكتاف التي هي في الأساس مرتكزة على الطاولة فبذلك لا يتأثر جسد الوسيط ولا ينحني تحت ثقل الرجل الجاثم فوقه.
انتهى ............
ولمزيد من الإيضاح أرفق كلام طيب لناقل هذا المقال الجيد .
معالج بالحجامة
إشراقة متجددة
المدينة :
تاريخ التسجيل :
Sep 2003 المشاركات :
1 رقم العضو :
354
الحكم الشرعي للتنويم المغناطيسى
التنويم المغناطيسى
أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في دار الإفتاء السعودية فتوى عن التنويم المغناطيسي الذي هو أحد أنواع تحضير الأرواح هذا نصها : ( التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جني يسلطه المنوم على المنوم فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض الأعمال بسيطرته عليه إن صدق مع المنوم وكان طوعا له مقابل ما يتقرب به المنوم إليه ، ويجعل ذلك الجني المنوم طوع إرادة المنوم يقوم بما يطلبه منه من الأعمال بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم ، وعلى ذلك لكون استغلال التنويم المغناطيسي واتخاذه طريقا أو وسيلة للدلالة على مكان سرقة أو ضالة أو علاج مريض ، أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم غير جائز بل هو شرك لما تقدم ، ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها الله سبحانه إلى المخلوقات وأباحها لهم ) انتهى كلام اللجنة .
وممن كشف حقيقة هذه الدعوى الباطلة الدكتور محمد محمد حسين في كتابه [الروحية الحديثة حقيقتها وأهدافها] وكان ممن خدع بهذه الشعوذة زمنا طويلا ، ثم هداه الله إلى الحق وكشف زيف تلك الدعوى بعد أن توغل فيها ولم يجد فيها سوى الخرافات والدجل ، وقد ذكر أن المشتغلين بتحضير الأرواح يسلكون طرقا مختلفة ، منهم المبتدئون الذين يعتمدون على كوب صغير أو فنجان يتنقل بين حروف قد رسمت فوق منضدة ، وتتكون إجابات الأرواح المستحضرة - حسب زعمهم - من مجموع الحروف بحسب ترتيب تنقله فيها ، ومنهم من يعتمد على طريقة السلة يوضع في طرفها قلم يكتب الإجابات على أسئلة السائلين ، ومنهم من يعتمد على وسيط كوسيط التنويم المغناطيسي .
وذكر أنه يشك في مدعي تحضير الأرواح وأن وراءهم من يدفعهم بدليل الدعاية التي عملت لهم ، فتسابقت إلى تتبع أخبارهم ونشر ادعاءاتهم صحف ومجلات لم تكن من قبل تنشط لشيء يمس الروح أو الحياة الآخرة ، ولم تكن في يوم من الأيام داعية إلى الدين أو الإيمان بالله . وذكر أنهم يهتمون بإحياء الدعوة الفرعونية وغيرها من الدعوات الجاهلية ، كما ذكر أن الذين روجوا لأصل هذه الفكرة هم أناس فقدوا عزيزا عليهم فيعزون أنفسهم بالأوهام ، وأن أشهر من روج لهذه البدعة السيد أوليفر لودج الذي فقد ابنه في الحرب العالمية الأولى ، ومثله مؤسس الروحية في مصر أحمد فهمي أبو الخير الذي مات ابنه عام 1937 م ، وكان رزق به بعد طول انتظار .
وذكر الدكتور محمد محمد حسين أنه مارس هذه البدعة فبدأ بطريقة الفنجان والمنضدة فلم يجد فيها ما يبعث على الاقتناع ، وانتهى إلى مرحلة الوسيط ، وحاول مشاهدة ما يدعونه من تجسيد الروح أو الصوت المباشر ويرونه دليل دعواهم فلم ينجح هو ولا غيره؛ لأنه لا وجود لذلك في حقيقة الأمر ، وإنما هي ألاعيب محكمة تقوم على حيل خفية بارعة ترمي إلى هدم الأديان . وأصبحت الصهيونية العالمية الهدامة ليست بعيدة عنها . ولما لم يقتنع بتلك الأفكار الفاسدة وكشف حقيقتها انسحب منها وعزم على توضيح الحقيقة للناس ويقول : ( إن هؤلاء المنحرفين لا يزالون بالناس حتى يستلوا من صدورهم الإيمان وما استقر في نفوسهم من عقيدة ويسلمونهم إلى خليط مضطرب من الظنون والأوهام . ومدعو تحضير الأرواح لا يثبتون للرسل صلوات الله وسلامه عليهم إلا صفة الوساطة الروحية كما قال زعيمهم أرثر فندلاي في كتابه [على حافة العالم الأثري] عن الأنبياء هم : وسطاء في درجة عالية من درجات الوساطة والمعجزات التي جرت على أيديهم ليست إلا ظواهر روحية كالظواهر التي تحدث في حجرة تحضير الأرواح ) .
ويقول الدكتور حسين : ( إنهم إذا فشلوا في تحضير الأرواح قالوا : الوسيط غير ناجح أو مجهد أو إن شهود الجلسة غير متوافقين ، أو إن بينهم من حضر إلى الاجتماع شاكا أو متحديا ) . ومن بين مزاعمهم الباطلة أنهم زعموا أن جبريل عليه السلام يحضر جلساتهم ويباركها - قبحهم الله - انتهى المقصود من كلام الدكتور محمد محمد حسين .
ومما ذكرناه في أول الجواب وما ذكرته اللجنة والدكتور محمد محمد حسين في التنويم المغناطيسي يتضح بطلان ما يدعيه محادثو الأرواح من كونهم يحضرون أرواح الموتى ويسألونهم عما أرادوه ، ويعلم أن هذه كلها أعمال شيطانية وشعوذة باطلة داخلة فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم من سؤال الكهنة والعرافين وأصحاب التنجيم ونحوهم ، والواجب على المسئولين في الدول الإسلامية منع هذا الباطل والقضاء عليه وعقوبة من يتعاطاه حتى يكف عنه ، كما أن الواجب على رؤساء تحرير الصحف الإسلامية أن لا ينقلوا هذا الباطل وأن لا يدنسوا به صحفهم ، وإذا كان لابد من نقل فليكن نقل الرد والتزييف والإبطال والتحذير من ألاعيب الشياطين من الإنس والجن ومكرهم وخداعهم وتلبيسهم على الناس ، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ، وهو المسئول سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين ، ويمنحهم الفقه في الدين ، ويعيذهم من خداع المجرمين وتلبيس أولياء الشياطين إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
والحمد لله رب العالمين .
عمر السلفيون