موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > المنبر الإسلامي العام

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 12:15 PM   #21
معلومات العضو
***
عضو موقوف

إحصائية العضو






*** غير متواجد حالياً

الجنس: male

اسم الدولة algeria

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي

بارك الله فيك اخت سلمى على هذه المجهودات الطيبة لاعانة اخوانك

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 12:31 PM   #22
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/140)

هل على المرتد قضاء ؟
س67: سائل يقول : هل على المرتد قضاء للصلاة والصيام إذا عاد إلى الإسلام وتاب إلى الله ؟
الجواب : ليس عليه القضاء ، من تاب تاب الله عليه ، فإذا ترك الإنسان الصلاة أو أتى بناقض من نواقض الإسلام ثم هداه الله وتاب فإنه لا قضاء عليه ، وهذا هو الصواب من أقوال أهل العلم ، لأن الإسلام يجب ما قبله ، والتوبة تهدم ما كان قبلها .
قال الله سبحانه : ** قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ** (1) [الأنفال : 38] ، فبين الله سبحانه وتعالى أن الكافر إذا أسلم غفر الله له ما قد سلف .
والنبي صلى الله عليه وسلم قال : « التوبة تجب ما قبلها والإسلام يهدم ما كان قبله » (2) والحمد لله .
__________
(1) سورة الأنفال الآية 38
(2) مسند أحمد بن حنبل (4/205).

(1/141)

قوله تعالى : ** إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ** (1)
س68: لقد قال الله تعالى في كتابه العزيز : ** إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ** (2) [ النساء : 145 ] ، ما المقصود بالمنافقين ، والنفاق في هذه الآية الكريمة ؟
الجواب : المراد بالمنافقين هم الذين يتظاهرون بالإسلام وهم على غير الإسلام؛ يدعون أنهم مسلمون وهم في الباطن يكفرون بالله
__________
(1) سورة النساء الآية 145
(2) سورة النساء الآية 145

(1/141)

ويكذبون رسوله عليه الصلاة والسلام ؛ هؤلاء هم المنافقون ؛ سموا منافقين لأنهم أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر . وهم المذكورون في قوله عز وجل : ** ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ** (1) ** يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ** (2) ** في قلوبهم مرض ** (3) [ البقرة : 8 - 10 ] ، يعني شك وريب : ** فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ** (4) [ البقرة : 10 ] ، فهؤلاء هم المنافقون .
وهم المذكورون في قوله جل وعلا : ** إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ** (5) [النساء : 142] ، يعني ليس عندهم إيمان : ** يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ** (6) ** مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ** (7) [النساء : 142 ، 143] .
المعنى : أنهم مترددون بين الكفار والمسلمين ؛ تارة مع الكفار إذا ظهر الكفار وانتصروا ، وتارة مع المؤمنين إذا ظهروا وانتصروا ؛ فليس عندهم ثبات ، ولا دين مستقيم ، ولا إيمان ثابت ؛ بل هم مذبذبون بين الكفر والإيمان ، وبين الكفار والمسلمين .
وهم المذكورون في قوله جل وعلا : ** وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون ** (8) ** فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ** (9) [التوبة : 54 ، 55] ، فهؤلاء هم المنافقون النفاق الأكبر نسأل الله العافية والسلامة ، وهم المتوعدون بالدرك الأسفل من النار لعظم
__________
(1) سورة البقرة الآية 8
(2) سورة البقرة الآية 9
(3) سورة البقرة الآية 10
(4) سورة البقرة الآية 10
(5) سورة النساء الآية 142
(6) سورة النساء الآية 142
(7) سورة النساء الآية 143
(8) سورة التوبة الآية 54
(9) سورة التوبة الآية 55

(1/142)

كفرهم وعظم شرهم وتلبيسهم على الناس .

(1/143)

اعتقاد النفع والضر من الأولياء
س69: يقول الأخ السائل : بعض المسلمين يعتقدون أن للأولياء تصرفات تضر وتنفع وتجلب المنافع وتدفع البلاء ، بينما هم ينتمون إلى الإسلام ، ويؤدون شعائر الإسلام كالصلاة وغيرها ، فهل تصح الصلاة خلف إمامهم ؟ وهل يجوز الاستغفار لهم بعد موتهم ؟ أفيدونا مشكورين ؟
الجواب : هذا قول من أقبح الأقوال ، وهذا من الكفر والشرك بالله عز وجل ؛ لأن الأولياء لا ينفعون ولا يضرون ، ولا يجلبون منافع ولا يدفعون مضار إذا كانوا أمواتا ، إذا صح أن يسموا أولياء لأنهم معروفون بالعبادة والصلاح ، فإنهم لا ينفعون ولا يضرون ، بل النافع الضار هو الله وحده ، فهو الذي يجلب النفع للعباد وهو الذي يدفع عنهم الضر ، كما قال الله جل وعلا للنبي صلى الله عليه وسلم : ** قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ** (1) [الأعراف : 188] ، فهو النافع الضار سبحانه وتعالى .
قال سبحانه وتعالى في المشركين : ** ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ** (2) [يونس : 18] ، فالله جل وعلا هو النافع الضار ، وجميع الخلق لا ينفعون ولا يضرون .
أما الأموات فظاهر ؛ لأنه قد انقطعت حركاتهم وذهبت حياتهم ، فلا ينفعون أنفسهم ولا غيرهم ، ولا يضرون لأنهم فقدوا الحياة وفقدوا القدرة على التصرف ، وهكذا في الحياة لا ينفعون ولا يضرون إلا بإذن الله ،
__________
(1) سورة الأعراف الآية 188
(2) سورة يونس الآية 18

(1/143)

ومن زعم أنهم مستقلون بالنفع والضر وهم أحياء كفر أيضا ، بل النافع الضار هو الله وحده سبحانه وتعالى ، ولهذا لا تجوز عبادتهم ، ولا دعاؤهم ، ولا الاستغاثة بهم ، ولا النذر لهم ، ولا طلب المدد منهم .
ومن هذا يعلم كل ذي بصيرة أن ما يفعله الناس عند قبر البدوي ، أو عند قبر الحسين ، أو عند قبر موسى كاظم ، أو عند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني ، أو ما أشبه ذلك ، من طلب المدد والغوث أنه من الكفر بالله ، ومن الشرك بالله سبحانه وتعالى ، فيجب الحذر من ذلك ، والتوبة من ذلك ، والتواصي بترك ذلك . ولا يصلى خلف هؤلاء لأنهم مشركون ، وعملهم هذا شرك أكبر ، فلا يصلى خلفهم ، ولا يصلى على ميتهم ؛ لأنهم عملوا الشرك الأكبر الذي كانت عليه الجاهلية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، كأبي جهل وأشباهه من كفار مكة ، وعليه كفار العرب ؛ وهو دعاء الأموات والاستغاثة بهم أو بالأشجار والأحجار وهذا هو عين الشرك بالله عز وجل ، والله سبحانه يقول : ** ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ** (1) [الأنعام : 88] .
والواجب على أهل العلم أن يبينوا لهم ، وأن يوضحوا لهم الحق ، وأن يرشدوهم إلى الصواب ، وأن يحذروهم من هذا الشرك بالله ، فيجب على العلماء في كل مكان في مصر والشام ، والعراق ، ومكة ، والمدينة ، وسائر البلاد ، أن يرشدوا الناس ، ولاسيما عند وجود الحجاج ، فيجب أن يرشدوا ، وأن يبينوا لهم هذا الأمر العظيم ، والخطر الكبير؛ لأن بعض الناس قد وقع فيه في بلاده ، فيجب أن يبين لهم توحيد الله ، ومعنى لا إله إلا الله ، وأن معناها لا معبود حق إلا الله ، فهي تنفي
__________
(1) سورة الأنعام الآية 88

(1/144)

الشرك وتنفي العبادة لغير الله ، وتوجب العبادة لله وحده ، وهذا معنى قوله سبحانه : ** وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ** (1) [الإسراء : 23] ، وقوله سبحانه : ** وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ** (2) [البينة : 5] ، ومعنى قوله جل وعلا : ** فاعبد الله مخلصا له الدين ** (3) ** ألا لله الدين الخالص ** (4) [الزمر : 2 ، 3] ، وقوله سبحانه : ** فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ** (5) [غافر : 14] .
فالواجب توجيه العباد إلى الخير ، وإرشادهم إلى توحيد الله ، وأن الواجب على كل إنسان أن يعبد الله وحده ، ويخصه بالعبادة ؛ من دعاء ، ورجاء ، وتوكل وطلب الغوث ، وصلاة ، وصيام ، إلى غير ذلك ، كله لله وحده ، ولا يجوز أبدا فعل شيء من ذلك لغير الله سبحانه وتعالى ، سواء كان نبيا أو وليا أو غير ذلك .
فالنبي لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرا ولا نفعا إلا بإذن الله ، ولكن يجب أن يتبع ويطاع في الحق ويحب المحبة الصادقة ، ونبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء وأشرفهم ومع ذلك لا يدعى من دون الله ، ولا يستغاث به ، ولا يسجد له ، ولا يصلى له ، ولا يطلب منه المدد ، ولكن يتبع ، ويصلى ويسلم عليه ، ويجب أن يكون أحب إلينا من أنفسنا ، وأموالنا وآبائنا وأولادنا ، وغيرهم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين » (6) .
لكن هذه المحبة لا توجب أن نشرك به ، ولا تسوغ لنا أن ندعوه من دون الله ، أو نستغيث به ، أو نسأله المدد ، أو الشفاء . ولكن نحبه المحبة الصادقة لأنه رسول الله إلينا ، ولأنه أفضل
__________
(1) سورة الإسراء الآية 23
(2) سورة البينة الآية 5
(3) سورة الزمر الآية 2
(4) سورة الزمر الآية 3
(5) سورة غافر الآية 14
(6) صحيح البخاري الإيمان (15),صحيح مسلم الإيمان (44),سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5013),سنن ابن ماجه المقدمة (67),مسند أحمد بن حنبل (3/278),سنن الدارمي الرقاق (2741).

(1/145)

الخلق ، ولأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، نحبه في الله محبة صادقة فوق محبة الناس والمال والولد ، ولكن لا نعبده مع الله . وهكذا الأولياء نحبهم في الله ، ونترحم عليهم من العلماء والعباد ، ولكن لا ندعوهم مع الله ، ولا نستغيث بهم ، ولا نطوف بقبورهم ، ولا نطلب منهم المدد ، كل هذا شرك بالله ولا يجوز .
والطواف بالكعبة لله وحده ، فالطواف بالقبر من أجل طلب الفائدة من الميت ، وطلب المدد ، وطلب الشفاء وطلب النصر على الأعداء كل هذا من الشرك بالله عز وجل . فالواجب الحذر منه غاية الحذر .
ومن وسائل الشرك بهم البناء على قبورهم ، واتخاذ المساجد والقباب عليها ، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » (1) متفق على صحته ، وثبت في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أنه قال : « نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه » (2) وفي صحيح مسلم أيضا عن جندب بن عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك » (3) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
__________
(1) صحيح البخاري الجنائز (1324),صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531),سنن النسائي المساجد (703),مسند أحمد بن حنبل (6/121),سنن الدارمي الصلاة (1403).
(2) صحيح مسلم الجنائز (970),سنن الترمذي الجنائز (1052),سنن النسائي الجنائز (2027),سنن أبو داود الجنائز (3225),سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1563),مسند أحمد بن حنبل (3/339).
(3) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (532).

(1/146)

دعاء الشيخ الميت ، والنذر له
س70: يقول في مدينة الموصل مزار يسمى مزار الشيخ فتحي أبو عبد الله ، وهذا الشيخ له أثر كبير عند أهالي الموصل وخاصة النساء ،

(1/146)

بحيث إذا مرضن أو أصبن بأذى فإنهن يذهبن لزيارة الشيخ فتحي فيحصل لهن الشفاء العاجل كما يدعين ، ولأجل شفائهن من المرض ينذرن النذور للشيخ فتحي ، ويكون ذلك بعبارات يقلنها مثل : النذر لوجه الله ، والثاني لأبي عبد الله ، أو نذر لله والشيخ فتحي ، أو لله وثوابها لأبي عبد الله .
وسؤالي : هل هذا حلال أم حرام أفيدونا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟
الجواب : هذا القبر الذي ذكره السائل لا نعرف صاحبه ، ولكن بكل حال فلا يجوز إتيان القبور لدعائها والاستغاثة بأهلها والنذر لهم ، سواء كان هذا القبر أو غيره ، لا قبر فتحي ولا غيره ، فلا يجوز للمسلمين ذكورا كانوا أو إناثا أن يأتوا القبور لدعائها ، والاستغاثة بأهلها ، أو النذر لهم أو التمسح بقبورهم ، أو ما أشبه ذلك ؛ فهذا منكر ولا يجوز ومن الشرك الأكبر ؛ لأن دعاء الميت والاستغاثة به من الشرك الأكبر ، فعلى أهل العلم أن يوضحوا للنساء وغير النساء أن هذا لا يجوز ، وأن عليهن أن يسألن الله جل وعلا ، إذا نزل بهن بأس من مرض أو غيره أن يسألن الله ، ويضرعن إليه في سجودهن ، وفي آخر الصلاة وفي آخر الليل ، وبين الأذان والإقامة وفي غير ذلك من الأوقات يسألن الله جل وعلا الشفاء والعافية .
ومن ذلك الاستشفاء بالرقية ، فيرقي بعضهن بعضا بالرقية الشرعية : اللهم رب الناس أذهب الباس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما وبقراءة ** قل هو الله أحد ** (1) والمعوذتين ، والفاتحة وآية الكرسي ، وغير ذلك من الآيات القرآنية .
__________
(1) سورة الإخلاص الآية 1

(1/147)

فالمقصود أن إتيان القبور لسؤال أهلها الشفاء أو النصر أو ما أشبه ذلك ، منكر ومن الشرك الأكبر ، وهذا من عمل الجاهلية ، وإنما تزار القبور للسلام على أهلها والدعاء لهم ، والترحم عليهم ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : « السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين » (1) ويدعو لهم : اللهم اغفر لهم ، اللهم ارحمهم ، ونحو هذا ، فهذه هي الزيارة الشرعية .
« وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قبور البقيع فيقول : السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر . » (2)
هذه هي الزيارة الشرعية ، أما الزيارة لدعاء الميت ، أو الاستغاثة بالميت فهذا من الشرك الأكبر ، وهكذا الطواف بقبره يرجو شفاعته أو يرجو عائدته أو يرجو أن يشفي مرضه ، فكل هذا من الشرك الأكبر ، وهكذا التمسح بتراب القبر والاستشفاء بتراب القبر ، فهذا من عمل الجاهلية ومن الشرك الذي حرمه الله عز وجل .
فالواجب على أهل العلم أن ينبهوا العامة ، وأن يوضحوا لهم أن هذا لا يجوز ، وأن الله هو الذي يسأل سبحانه وتعالى ويرجى لشفاء المرض والنصر على الأعداء ونحو ذلك سبحانه وتعالى . وهو القائل جل وعلا : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (3) [الجن : 18] ، والقائل : ** وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ** (4) [غافر : 60] ، وقال سبحانه وتعالى : ** ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ** (5) [يونس : 106] .
__________
(1) صحيح مسلم الجنائز (975),سنن النسائي الجنائز (2040),سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1547),مسند أحمد بن حنبل (5/353).
(2) سنن الترمذي الجنائز (1053).
(3) سورة الجن الآية 18
(4) سورة غافر الآية 60
(5) سورة يونس الآية 106

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 07:32 PM   #23
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/148)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « الدعاء هو العبادة » (1) فلا يجوز أن يدعى غير الله ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، بل الدعوة لله وحده وهو الذي يرجى ويدعى سبحانه وتعالى .
ولا يجوز أن يقال : يا رسول الله ، اشف مريضي ، انصرني ، أو يا شيخ فتحي أبو عبد الله انصرني ، أو يا شيخ عبد القادر الجيلاني انصرني أو اشف مريضي ، أو يا سيدي البدوي ، أو يا سيدي الحسين ، أو ما أشبه ذلك؛ فكل هذا منكر ، وكله من الشرك الأكبر ، فالواجب التنبه لهذا الأمر من الإخوان في العراق وغيرها .
والواجب على أهل العلم وفقهم الله أن يوضحوا للناس حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك ، وأن ينكروا على العامة ما يقعون فيه من الشرك بالله عند قبور من يسمونهم بالأولياء .
فالحاصل أن هذه أمور عظيمة يجب على أهل العلم أن يهتموا بها وأن يعتنوا بها حتى ينقذوا العامة من الشرك ، وحتى يوجهوهم إلى توحيد الله والإخلاص له ، ودعائه سبحانه ، ورفع الأيدي له جل وعلا ، فهو الذي يشفي ويكفي سبحانه وتعالى ، فهو الشافي لعباده سبحانه وهو المالك لكل شيء ، وهو القادر على كل شيء سبحانه وتعالى .
وأما ما قد يقع لبعض الناس من كونه يدعو الميت ويشفى فهذا قد يقع استدراجا وابتلاء وامتحانا ، والله هو الشافي سبحانه وتعالى ، وقد يكون المرض من أسباب الشياطين ؛ يسببون المرض للإنسان حتى إذا دعا الميت كفوا عنه ما قد فعلوا به .
فالحاصل أن هذا ليس بحجة ، فكون المريض يأتي إلى الميت
__________
(1) سنن الترمذي تفسير القرآن (2969),سنن ابن ماجه الدعاء (3828).

(1/149)

ويدعوه ، ويستغيث فيشفى سريعا ، هذا قد يكون استدراجا وابتلاء وامتحانا ، حتى يمتحن صبره وإيمانه ، فلا يغتر بهذا . وقد يصادف القدر الذي قدره الله بالشفاء ، فيظن أنه من أسباب الميت ، وقد يكون شيء من أسباب الشيطان ، فقد يفعل الشيطان بالإنسان شيئا ، يعني يعمل له عملا يؤذيه ويضره ويمرض منه ، فإذا ذهب إلى الميت ودعاه وسأله كف عنه هذا الشيطان ، حتى يغريه بالشرك ، وحتى يوقعه بالشرك ، وحتى يظن هذا الجاهل أن هذا من عمل الولي ، وأنه هو الشافي ، وهذا من أقبح الغلط والمنكر . فالله هو الذي يشفي ويعافي سبحانه وتعالى .
والولي وغير الولي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ، فهو مملوك لله سبحانه وتعالى ، وهو النافع الضار عز وجل ، فينبغي التنبه لهذا الأمر .

(1/150)

من يعتقد في بعض الرجال أنهم أولياء لله ،
ويدعونهم ، ويحلفون بهم
س71: يقول السائل : إن هناك من الناس من يعتقد في بعض الرجال أنهم أولياء الله الصالحين ، ولذلك يدعونهم ، ويسألونهم ، ويحلفون بهم ، ويدعون أنهم يعلمون الغيب ، ويقصدونهم من دون الله في كل صغيرة وكبيرة ، والشيء الذي يحدث أيضا أنه عندما يقابل الواحد شيخه يخلع عمامته ونعليه ويجلس ويضع ركبتيه على الأرض ، ويقبل يد هذا الرجل ظنا منه أن هذا احترام لأولياء الله الصالحين المقربين الذين

(1/150)

يعلمون ما في نفس المريد المحب لهم ويقضون حوائجه ، ثم يسرد أمورا منكرة مثل هذه ، وفوق ذلك أننا نجد أن بعض العلماء يقرونهم على هذه الأفعال . فما هو حكم هؤلاء وحكم صلاتهم وصيامهم ؟
الجواب : هذه أمور منكرة عظيمة خطيرة ، ولا يجوز مثل هذا العمل ، وأولياء الله هم أهل الإيمان ، وليس أولياء الله أناسا خاصين غير أهل الإيمان ، فأولياء الله هم المؤمنون وهم المسلمون كما قال الله عز وجل : ** ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ** (1) ** الذين آمنوا وكانوا يتقون ** (2) [ يونس : 62 ، 63 ] ، وقال جل وعلا : ** وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ** (3) [ الأنفال : 34 ] .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : « إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي المؤمنون » (4) فأولياء الله وأولياء رسوله صلى الله عليه وسلم وأولياء المؤمنين هم المؤمنون ، وهم المتقون لله عز وجل ، من جميع الناس ؛ من العرب والعجم ، من الذكور والإناث ، من العلماء وغير العلماء ، هؤلاء هم أولياء الله .
فاعتقاد أن المؤمنين أو بعض من يسمون بأولياء الله أنهم يعلمون الغيب ، أو أنهم يدعون مع الله ، أو يستغاث بهم ، وينذر لهم ، ويذبح لهم ، ويتقرب إليهم بالذبائح ، هذا شرك أكبر ، وهذا شرك الجاهلية ، وشرك المشركين الأولين ، سواء كانوا أحياء أو أمواتا .
فإن اعتقد في هذا الشيخ أنه يعلم الغيب ، أو يشفي المرضى ، أو يتصرف في الكون ، فهذا شرك أكبر والعياذ بالله ، وهكذا لو قصد قبره إذا كان ميتا ، يدعوه مع الله ، ويستغيث به ، وينذر له ، ويطلب منه المدد ،
__________
(1) سورة يونس الآية 62
(2) سورة يونس الآية 63
(3) سورة الأنفال الآية 34
(4) صحيح البخاري الأدب (5644),صحيح مسلم الإيمان (215),مسند أحمد بن حنبل (4/203).

(1/151)

كما يفعل مع البدوي ، أو مع الحسين ، أو مع ابن عربي ، أو مع غيرهم من الناس ، فهذا شرك أكبر ، أو مع الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوه ويستغيث به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، كل هذا شرك أكبر ، فيجب الانتباه لهذا الأمر ، والحذر منه ، وتحذير الناس ، ومن أقر الناس على هذا ممن ينسب للعلم ، فهذا جاهل وليس بعالم . أما العلماء العارفون بالله وبدينه فإنهم لا يقرون هذا ، بل ينهون عن هذا ، ويعلمون أن هذا شرك أكبر
أما التقرب للشيخ بطرح العمامة أو خلع النعلين ، فكل هذا جهل لا أصل له ، وباطل ، وكان الصحابة يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فلا يطرحون عمائمهم ، ولا يخلعون نعالهم ، وهم القدوة رضي الله عنهم .
فالواجب على أهل العلم البصيرين بالله وبدينه أن يوجهوا الناس ، وأن يرشدوهم إلى الحق ، وأن يعلموهم دين الله ، فالعبادة حق الله كما قال سبحانه : ** وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ** (1) [ الإسراء : 23 ] ، وقال عز وجل : ** إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ** (2) ** ألا لله الدين الخالص ** (3) [ الزمر : 2 ، 3 ] ، وقال سجانه : ** إياك نعبد وإياك نستعين ** (4) [ الفاتحة : 5 ] ، وقال عز وجل : ** وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ** (5) [البينة : 5] .
والصلاة عبادة ، والسجود عبادة ، والذبح عبادة ، والنذر عبادة ، والدعاء عبادة ، والاستغاثة عبادة ، فعلى المؤمن والمؤمنة الانتباه لهذا الأمر ، وأن يخصوا العبادة بالله وحده ، أما المؤمنون والعلماء فعليهم أن يحبوهم في الله ، ويطيعوهم في الخير إذا دعوهم إلى الخير ، وينصحوا
__________
(1) سورة الإسراء الآية 23
(2) سورة الزمر الآية 2
(3) سورة الزمر الآية 3
(4) سورة الفاتحة الآية 5
(5) سورة البينة الآية 5

(1/152)

لهم ، ويحسنوا إليهم إذا كانوا فقراء ، أما أن يعبدوهم من دون الله فهذا منكر عظيم ، وكفر شنيع ، فيجب الحذر من ذلك ، ويجب الانتباه إلى هذا الأمر ، ويجب تحذير الناس منه ، ويجب على العلماء أينما كانوا أن يحذروا الناس من هذا الشرك ، ويبينوا لهم أن هذا خلاف شرع الله ، والواجب على العلماء أن يكونوا قدوة في الخير لا قدوة في الشر ، نسأل الله السلامة .

(1/153)

حكم دعاء الأولياء سواء أمواتا أو أحياء والذبح والنذر لهم
س72: يقول السائل : نريد إيضاح الأدلة عما يوجد في بلادنا : بلدة الجاح باليمن ، حيث يوجد أناس كثيرون يذبحون للأولياء سواء كانوا أمواتا أو أحياء ، ويدعونهم ويطلبون منهم جلب المنافع ودفع المضار ، ووصل الأمر بهم عندما نصحناهم أنهم قالوا لنا : أنتم مشركون ، فماذا يجب علينا نحوهم ؟ أفيدونا أفادكم الله .
الجواب : قد أحسنتم بإنكاركم عليهم ، وبيان أن عملهم هذا منكر ، وأما إنكارهم عليكم وزعمهم أنكم مشركون فهذا من أغلاطهم وجهلهم ، كما قيل : رمتني بدائها وانسلت .
هم المشركون بعملهم هذا ، إذا كانوا يسألون الموتى ، ويتقربون إليهم بالذبائح ، وينذرون لهم ، ويدعونهم من دون الله ، ويستغيثون بهم ، وهذا هو الشرك الأكبر إذا فعلوا ذلك مع من يسمونهم بالأولياء ، سواء كانوا أحياء أو أمواتا يعتقدون فيهم أنهم ينفعونهم ويضرونهم ، وأنهم يجيبون دعوتهم ، وأنهم يشفون مريضهم ، وأن لهم فيهم سرا يدعون من أجله ويستغاث

(1/153)

بهم . وهذا شرك أكبر والعياذ بالله ، وهذا عمل المشركين مع اللات والعزى ومناة ، ومع أصنامهم وآلهتهم الأخرى .
فالواجب على ولاة الأمر في اليمن أن ينكروا هذا الأمر وأن يعلموا الناس ما يجب عليهم من شرع الله ، وأن يمنعوا هذا الشرك ، ويحولوا بين العامة وبينه ، وأن يهدموا القباب التي على القبور ويزيلوها لأنها فتنة ، ولأنها من أسباب الشرك ، ولأنها محرمة فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبور ، ولعن من اتخذ المساجد عليها ، فلا يجوز أن يبنى عليها لا مسجد ولا غيره ، بل يجب أن تكون بارزة ضاحية ليس عليها بناء ، كما كانت قبور المسلمين في المدينة المنورة ، وفي كل بلد إسلامي لم يتأثر بالبدع والأهواء ودعاء الأموات والاستغاثة بالأموات ، أو بالأشجار والأحجار ، أو بالجن ، أو بالملائكة ، وعبادتهم من دون الله بطلب المدد منهم ، أو الغوث ، أو شفاء المرضى ، أو رد الغياب أو دخول الجنة أو النجاة من النار ؛ كل هذا من الشرك الأكبر .
وهكذا الذبح لغير الله ، قال الله سبحانه : ** قل إن صلاتي ونسكي ** (1) يعني ذبحي ** ومحياي ومماتي لله رب العالمين ** (2) ** لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ** (3) [ الأنعام : 162 ، 163 ] ، وقال تعالى : ** إنا أعطيناك الكوثر ** (4) ** فصل لربك وانحر ** (5) [ الكوثر : 1 ، 2 ] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لعن الله من ذبح لغير الله » (6) فالذبح لغير الله من الكواكب والجن والملائكة والأولياء وغيرهم شرك أكبر والعياذ بالله ؛ لأن الذبح عبادة يجب أن يكون لله وحده .
__________
(1) سورة الأنعام الآية 162
(2) سورة الأنعام الآية 162
(3) سورة الأنعام الآية 163
(4) سورة الكوثر الآية 1
(5) سورة الكوثر الآية 2
(6) صحيح مسلم الأضاحي (1978),سنن النسائي الضحايا (4422),مسند أحمد بن حنبل (1/118).

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 07:35 PM   #24
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/154)

وهكذا النذر عبادة ، فإذا نذر للأولياء ذبيحة أو طعاما أو نقودا صار شركا أكبر والعياذ بالله ، وهكذا الاستعاذة بهم والاستغاثة بهم ، ودعاؤهم لتفريج الكروب ، وقضاء الحاجات ونحو ذلك ، كل هذا من الشرك الأكبر .
وهكذا طلب المدد ؛ بقولهم : المدد يا فلان ، المدد يا فلان ، فعلى العلماء أن ينكروا هذا ، ويعلموا هؤلاء الجهال ويرشدوهم ، وعلى ولاة الأمور أن ينفذوا حكم الله فيهم ، وأن يزجروهم عن هذا الأمر ، وأن يحولوا بينهم وبينه ، وأن يؤدبوا من لم يرتدع ، ، وأن يستتيبوهم من هذا الشرك الوخيم ، هذا هو الواجب على العلماء ، وعلى الحكام والأمراء ، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق .
ومن عرف هذا منهم ولم يستجب لداعي الحق يجب أن يهجر وينكر عليه هذا العمل السيئ ، حتى يتوبوا إلى الله منه ، وحتى يستقيموا على الطريق السوي . وعلى الدولة الإسلامية في اليمن وغيرها أن تستتيب هؤلاء وأمثالهم ، فإن تابوا وإلا وجب قتلهم لكونهم بهذا العمل يعتبرون مرتدين عن الإسلام . ولو قالوا إنهم لا يعتقدون فيهم النفع والضر وإنما يرجون شفاعتهم وتقريبهم إلى الله ، لأن هذا هو دين المشركين الأولين من أهل مكة وغيرهم ، كما قال الله سبحانه عنهم وأمثالهم : ** ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ** (1) فرد عليهم سبحانه بقوله : ** قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ** (2) وبقوله سبحانه في سورة الزمر : ** فاعبد الله مخلصا له الدين ** (3) ** ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ** (4) [ الزمر 2 : 3 ] .
__________
(1) سورة يونس الآية 18
(2) سورة يونس الآية 18
(3) سورة الزمر الآية 2
(4) سورة الزمر الآية 3

(1/155)

فسماهم سبحانه كذبة كفرة بقولهم : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، فالواجب على جميع المكلفين الحذر من هذا الشرك والتواصي بتركه ، والواجب على جميع الحكومات الإسلامية وعلى علماء المسلمين إنكاره والتحذير منه ، وعلى ولاة الأمر عقوبة من لم يتب من ذلك بقتله لكونه بذلك يعتبر مرتدا عن الإسلام ، يجب قتله إذا لم يتب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من بدل دينه فاقتلوه » (1) رواه البخاري في صحيحه ، وفي الصحيحين : « عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال في يهودي أسلم ثم ارتد وأبى أن يسلم : يقتل ، هذا قضاء الله ورسوله » (2) .
__________
(1) صحيح البخاري الجهاد والسير (2854),سنن الترمذي الحدود (1458),سنن النسائي تحريم الدم (4060),سنن أبو داود الحدود (4351),سنن ابن ماجه الحدود (2535),مسند أحمد بن حنبل (1/282).
(2) صحيح البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (6525),سنن أبو داود الحدود (4354),مسند أحمد بن حنبل (4/409).

(1/156)

النذر لأحد الأئمة
س73: تسأل سائلة وتقول : منذ مدة صادفتني مشكلة فنذرت نذرا لأحد الأئمة إن انحلت هذه المشكلة ، وقد علمت أنه لا يجوز النذر لغير الله علما بأن المكان الذي فيه الإمام بعيد عني ، فهل يجوز أن أدفع هذا النذر للفقراء أو أكفر عنه ؟ أفيدوني حفظكم الله .
الجواب : هذا النذر باطل ؛ لأنه عبادة لغير الله ، وعليك التوبة إلى الله من ذلك والرجوع إليه والإنابة والاستغفار والندم ، فالنذر عبادة ، قال الله تعالى : ** وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه ** (1) [البقرة : 270] ، يعني فيجازيكم عليه ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه » (2) .
__________
(1) سورة البقرة الآية 270
(2) صحيح البخاري الأيمان والنذور (6318),سنن الترمذي النذور والأيمان (1526),سنن النسائي الأيمان والنذور (3807),سنن أبو داود الأيمان والنذور (3289),سنن ابن ماجه الكفارات (2126),مسند أحمد بن حنبل (6/36),موطأ مالك النذور والأيمان (1031),سنن الدارمي النذور والأيمان (2338).

(1/156)

فهذا النذر نذر باطل وشرك بالله عز وجل ، هذا النذر الذي نذرتيه لأحد الأئمة الأموات ، لعلي ، أو للحسين ، أو الشيخ عبد القادر أو غيرهم نذر باطل وشرك بالله ، وهكذا النذور لغير هؤلاء : للسيد البدوي أو للسيدة زينب أو للسيدة نفيسة ، أو غير ذلك كله باطل ، وهكذا النذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم باطل أيضا فالنذر لا يجوز إلا لله وحده لأنه عبادة ، فالصلاة والذبح والنذر والصيام والدعاء كلها لله وحده سبحانه وتعالى : كما قال سبحانه وتعالى : ** إياك نعبد وإياك نستعين ** (1) وقال سبحانه : ** وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ** (2) [ الإسراء : 23 ] ، يعني أمر ألا تعبدوا إلا إياه ، وقال سبحانه : ** فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ** (3) [غافر : 14] ، وقال عز وجل : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (4) [الجن : 18] .
فالعبادة حق الله ، والنذر عبادة ، والصوم عبادة ، والصلاة عبادة ، والدعاء عبادة ، والذبح عبادة ، فيجب إخلاصها لله وحده ، فهذا النذر باطل وليس عليك شيء لا للفقراء ولا لغيرهم ، بل عليك التوبة ، وليس عليك الوفاء بهذا النذر؛ لكونه باطلا وشركا ، وعليك بالتوبة الصادقة والعمل الصالح ، وفقك الله وهداك لما فيه رضاه ومن عليك بالتوبة النصوح .
__________
(1) سورة الفاتحة الآية 5
(2) سورة الإسراء الآية 23
(3) سورة غافر الآية 14
(4) سورة الجن الآية 18

(1/157)

النذر لقبر النبي يونس
س74: سائل يقول : قبل ثلاث سنوات نذرت لوجه الله تعالى نذرا ؛ فقلت : علي نذر أن أضع دينارا عراقيا كل شهر في قبر النبي يونس عليه السلام ،

(1/157)

مع العلم أن المبالغ التي توضع في القبر تؤخذ . فهل هذا النذر صحيح وجائز وأستمر على تنفيذه أم أتوقف أم أعطيه للفقراء كل شهر ؟ وما الحكم إذا توقفت عن وضعه وعدم إعطائه للفقراء ؛ وما هي كفارة ذلك ؟ أفيدوني أثابكم الله .
الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه . أما بعد . . .
فقد أجمع أهل العلم على أن النذر لا يجوز لغير الله كائنا من كان ؛ لأنه عبادة وقربة إلى الله سبحانه وتعالى ، والناذر يعظم المنذور له بهذا النذر ، والنذر للأموات من الأنبياء وغير الأنبياء شرك أكبر ، فإذا نذر أن يقدم دراهم أو دنانير أو أطعمة أو زيتا أو غير ذلك للقبور أو للأصنام أو غيرها من المعبودات من دون الله ، فإنه يكون نذرا باطلا ، ويكون شركا أكبر .
فالواجب عليك في هذا أن تدع هذا العمل ؛ لأن نذرك باطل ، وعليك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى ، فإن تقديم النذر إلى قبر النبي يونس عليه الصلاة والسلام مقصوده القربى ، أي التقرب إليه بهذا النذر ، وطلب الزلفى لديه ، أو الشفاعة منه إلى الله في شفاء المرضى ، أو كذا أو كذا ، وهذا كله باطل ، ولا يجوز النذر إلا لله وحده سبحانه وتعالى .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : « من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه » (1) خرجه البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها ، والله يقول سبحانه : ** وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار ** (2) [ البقرة : 270 ] .
__________
(1) صحيح البخاري الأيمان والنذور (6318),سنن الترمذي النذور والأيمان (1526),سنن النسائي الأيمان والنذور (3807),سنن أبو داود الأيمان والنذور (3289),سنن ابن ماجه الكفارات (2126),مسند أحمد بن حنبل (6/36),موطأ مالك النذور والأيمان (1031),سنن الدارمي النذور والأيمان (2338).
(2) سورة البقرة الآية 270

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 08:03 PM   #25
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/165)

ولا على جواز طلب الحاجات من الأموات والغائبين والجن وغيرهم .
وأما التوسل بهم ، أي بجاههم ، وبمحبتهم فهذا فيه تفصيل ؛ أما الجاه فلا يجوز التوسل به ، فلا يقال : أسألك يا الله بجاه فلان أو بحق فلان ، هذا غير مشروع بل بدعة .
أما التوسل بحبهم ، أي بحب أهل الإيمان ، فهذا طاعة لله ، فحبهم حق ، فإذا قال المؤمن أو المؤمنة : اللهم إني أسألك بحبي لأوليائك ولرسلك وإيماني بهم ، فهذا لا بأس به .
وأما دعاؤهم فلا يجوز ، فلو قالت : يا سيدي يا رسول الله أغثني ، أو يا أبا بكر أغثني ، أو يا عمر أغثني ، أو اشفني ، فصادف أنه شفي من مرضه ، فليس هذا من أجل هذا الدعاء ، بل هذا وافق القدر الذي قدره الله أن يشفى ، فقد يظن هذا المريض -أو هذه المريضة- أنه بأسباب دعائه ، وهذا ليس بسبب ذلك ، لكن صادف القدر وكان ابتلاء وامتحانا .
فالواجب الانتباه ، وأن ينتبه المؤمن والمسلم لهذا الأمر ، ولا يظن أن الولي هو الذي شفاه ، بل الله الذي يشفيه سبحانه وتعالى ، كما قال عن الخليل إبراهيم : ** وإذا مرضت فهو يشفين ** (1) [الشعراء : 80] ، فهو الذي يشفي جل وعلا ، وهو الذي يقضي الحاجات للعباد ، بأن يكتب لهم الشفاء ، ويهب لهم العلم ، إلى غير ذلك .
أما المخلوق الحي الحاضر القادر إذا طلبت منه حاجة يقدر عليها فهذا لا بأس به ، وليس من الشرك . كأن تقول لأخيك أو لصديقك : أعني على كذا بكذا وكذا ، أو أقرضني كذا وكذا ، أو ساعدني على تعمير بيتي ، أو إصلاح سيارتي ، فهذا لا بأس به؛ لأن الله سبحانه ذكر عن كليمه
__________
(1) سورة الشعراء الآية 80

(1/166)

موسى عليه الصلاة والسلام في سورة القصص ما يدل على ذلك حيث قال سبحانه : ** فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه ** (1) [ القصص : 15 ] لأن موسى حي حاضر يستطيع إغاثة من استغاث به في مثل هذا الأمر ، ولقول الله سبحانه : ** وتعاونوا على البر والتقوى ** (2) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : « والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه » (3) أخرجه مسلم في صحيحه ، وهذا أمر مجمع عليه بين أهل العلم ، وهو جواز استعانة الإنسان بغيره من الأحياء القادرين الحاضرين ، أو الغائبين بالمكاتبة والمكالمة الهاتفية . أما دعاء الأموات ، والاستغاثة بهم ، والنذر لهم ، أو للأصنام ، أو للكواكب أو ما أشبه هذا ، فهذا هو الشرك الأكبر ، فالأولياء يحبون في الله ، لكن لا يدعون مع الله .
وهذا هو الواجب على أهل الإسلام ، أن يحبوهم في الله ، ويعرفوا لهم قدرهم ، لكن لا يدعونهم مع الله ، ولا يستغيثون بهم ، ولا ينذرون لهم ، ولا يتقربون لهم بالذبائح ، فهذا هو الشرك الأكبر ؛ سواء مع الأولياء من الرسل ، أو من المؤمنين ، أو مع غيرهم من الطواغيت ؛ فلا يدعون مع الله ولا يستغاث بهم .
فالواجب التنبه لهذا الأمر ، وأن تحذري هذا الشرك ، وأن تعبدي الله وحده بدعائك ، واستغاثتك ، ونذرك ، وغير هذا . والواجب أن تجعلي ذلك كله لله سبحانه وتعالى .
__________
(1) سورة القصص الآية 15
(2) سورة المائدة الآية 2
(3) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2699),سنن الترمذي القراءات (2945),سنن أبو داود الأدب (4946),سنن ابن ماجه المقدمة (225),مسند أحمد بن حنبل (2/252),سنن الدارمي المقدمة (344).

(1/167)

حلم بعض النساء بالذبح للخضر وغيره
س78: كثيرا ما تحلم بعض النساء أنه جاءها رجل وقال لها : اذبحوا لله وللخضر ذبائح ، وإلا يقبل عليكم مرض ، ويقولون أيضا : إن الذي لا يذبح تنقص عائلته بالموت . أفيدونا عن هذا أفادكم الله .
الجواب : هذا الحلم وما أشبهه من الشيطان ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : « الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاث مرات وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات ثم ينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحدا » (1) فهذه الرؤيا من الشيطان .
فإذا رأت المرأة أو الرجل مثل هذا الحلم ، كأن يرى أنه يضرب ، أو يهدد بقتل ، أو في محل مخوف ، فكل هذا من الشيطان ، فعليه أن ينفث عن يساره ؛ بأن يتفل عن يساره ثلاث مرات بريق خفيف ، ويقول : أعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأيت ؛ ثلاث مرات ، ثم ينقلب على جنبه الآخر ، فإنها لا تضره ، ولا يخبر بها أحدا .
والذبح لله عبادة في أي وقت ، فإذا ذبح لله وتصدق بها فلا بأس . أما الذبح للخضر أو لغيره من الأموات والغائبين للتقرب إليهم وطلب شفاعتهم أو نحو ذلك فهذا من الشرك الأكبر وهو من عمل كفار قريش وأشباههم كما قال الله سبحانه : ** ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ** (2) الآية [يونس : 18] ، فالذبح لغير الله لا يجوز ، بل هو من الشرك كما قال الله سبحانه : ** قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ** (3) ** لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ** (4) [الأنعام : 162 ، 163]
__________
(1) صحيح البخاري بدء الخلق (3118),صحيح مسلم الرؤيا (2261),سنن الترمذي الرؤيا (2277),سنن أبو داود الأدب (5021),سنن ابن ماجه تعبير الرؤيا (3909),مسند أحمد بن حنبل (5/303),موطأ مالك الجامع (1784),سنن الدارمي الرؤيا (2142).
(2) سورة يونس الآية 18
(3) سورة الأنعام الآية 162
(4) سورة الأنعام الآية 163

(1/168)

ونسكي : يعني ذبحي ، ويقول الله سبحانه : ** إنا أعطيناك الكوثر ** (1) ** فصل لربك وانحر ** (2) [الكوثر : 1 ، 2] ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : « لعن الله من ذبح لغير الله » (3) خرجه مسلم في صحيحه من حديث علي رضي الله عنه .
فلا يجوز الذبح للخضر ، ولا للبدوي ، ولا للحسين ، ولا لغيرهم من الناس ، ولا للأصنام ، ولا للجن ، بل الذبح يكون لله وحده ، والتقرب بالذبح يكون لله وحده سبحانه ، كالضحايا والهدايا . أما الخضر ، أو البدوي ، أو الحسين ، أو المرسي ، أو ابن عربي ، أو الشيخ عبد القادر ، أو فلان ، فكل هؤلاء لا يجوز الذبح لهم أصلا . والتقرب إليهم بالذبائح ليشفعوا لك ، أو ليشفوا ولدك . . كل هذا من الشرك الأكبر والعياذ بالله ، مثل الذبح للأصنام والجن والكواكب فكله شرك أكبر . فيجب الحذر من هذا وأشباهه ، ويجب التواصي بترك ذلك ، والتناصح ؛ فالذبح يكون لله وحده سبحانه وتعالى . وهكذا الدعاء والاستغاثة ؛ لا يستغاث بالخضر ، ولا بالبدوي ، ولا بالحسين ، ولا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا بغيرهم ، بل الاستغاثة بالله وحده .
ولا يستغاث بالأموات ، ولا بالجن ، ولا بالملائكة ، ولا بالأصنام ، ولا بالكواكب ، إنما يدعى الله وحده ، ويستغاث به وحده سبحانه . ولا يطلب المدد من الأموات كالبدوي وغيره ، ولا من الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا من غيرهم ، بل المدد يطلب من الله عز وجل ؛ لأنه هو الذي يملك كل شيء سبحانه ، ولا بأس به من الحي القادر . تقول : يا أخي
__________
(1) سورة الكوثر الآية 1
(2) سورة الكوثر الآية 2
(3) صحيح مسلم الأضاحي (1978),سنن النسائي الضحايا (4422),مسند أحمد بن حنبل (1/118).

(1/169)

ساعدني على كذا وهو يسمعك ، أو بالكتابة ، أو بالبرقية ، أو بالهاتف ، فتقول له : ساعدني على كذا وهو قادر ، أقرضني كذا ، فهذا لا بأس به ، وهذه أمور عادية ، وأسباب حسية لا حرج فيها . لكن كونك تأتي الميت وتقول : يا سيدي البدوي اشف مريضي ، أو رد غائبي ، أو مدد المدد ، أو يا سيدي الحسين ، أو يا سيدي يا رسول الله ، أو يا سيدي ابن عربي ، أو يا شيخ عبد القادر ، أو ما أشبه ذلك ، فهذا من الشرك الأكبر . ويجب على كل مسلم أن يتنبه لهذا الأمر ، ويجب على العلماء - وفقهم الله - أن ينصحوا الناس ، وأن يعلموهم ، يقول الله سبحانه : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (1) [الجن : 18] ، ويقول عز وجل : ** ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ** (2) ** إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ** (3) [فاطر : 13 ، 14] ، سبحانه وتعالى ، فسمى دعاءهم شركا .
وهكذا يقول سبحانه : ** ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ** (4) [المؤمنون : 117] ، فسمى دعاء غير الله كفرا وشركا ، فيجب التنبه لهذا الأمر الذي وقع فيه كثير من العامة والجهلة ، ويجب على أهل العلم وعلى طلبة العلم أن ينصحوا لله ولعباده ، ويعلموا هؤلاء الجهال حتى لا يستهينوا بدعوة القبور وأهلها ، وحتى يدعوا الله وحده ، ويستغيثوا به في حاجاتهم .
أما الحي الحاضر القادر فلا بأس ، كأن يكون أخاك أو قريبك
__________
(1) سورة الجن الآية 18
(2) سورة فاطر الآية 13
(3) سورة فاطر الآية 14
(4) سورة المؤمنون الآية 117

(1/170)

أو صديقك فتقول له : أقرضني كذا ، أو عاوني بكذا فلا بأس ؛ فهو حي يسمع كلامك ، أو بالهاتف ( التليفون) ، أو بالبرقية ، أو بالتلكس ، أو بالمكاتبة ، فتطلب منه شيئا وهو قادر فلا بأس ، فهذا ليس من العبادات ، بل هذه أمور عادية حسية .
وكان الصحابة يطلبون من النبي في حياته صلى الله عليه وسلم ؛ يطلبون منه أن يشفع لهم أو يعينهم على كذا ، فلا بأس بهذا في حياته صلى الله عليه وسلم ، لكن بعد الوفاة لا يسأل هو ولا غيره بعد الوفاة .
وهكذا يوم القيامة حين يبعثه الله يسأله الناس يوم القيامة ليشفع لهم ، فلا بأس لأنه حي حاضر بين أيديهم ، أما بعدما توفاه الله وقبل يوم القيامة فإنه لا يدعى ، ولا يستغاث به ، ولا يذبح له ، ولا ينذر له ، بل هذا من الشرك .
وهكذا غيره كالخضر ، أو نوح ، أو موسى ، أو عيسى ، لا يدعون مع الله ، ولا يستغاث بهم ، ولا ينذر لهم ، ولا يذبح لهم ، وهكذا البدوي ، وهكذا الحسين ، وهكذا زينب ، ونفيسة ، وغيرهم ممن يعبدهم الجهلة ، وهكذا الشيخ عبد القادر ، وهكذا أبو حنيفة ، وهكذا غيرهم كل هؤلاء وغيرهم ليس لأحد أن يدعوهم من دون الله ، وليس له أن يستغيث بهم ، كما أنه لا يجوز أن تدعى الأصنام التي يعبدها الجهلة ، أو الجن ، أو الكواكب ، أو الأشجار ، أو الأحجار ، فكل هذا لا يجوز .
فالعبادة حق الله وحده ، يقول سبحانه : ** وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ** (1) [الإسراء : 23] ، ويقول سبحانه : ** إياك نعبد وإياك نستعين ** (2) [الفاتحة : 5] ، وقال تعالى : ** وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ** (3) [الجن : 18] ،
__________
(1) سورة الإسراء الآية 23
(2) سورة الفاتحة الآية 5
(3) سورة الجن الآية 18

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 08:24 PM   #26
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/171)

ويقول عز وجل : ** ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ** (1) [يونس : 106] ، يعني المشركين . والآيات في هذا المعنى كثيرة .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار » (2) رواه البخاري في صحيحه . والند الشبيه والمثيل ، يعني يدعو ميتا أو صنما أو شجرا أو حجرا مع الله ، يقول : أغثني أو المدد المدد ، أو اشف مريضي ، أو رد غائبي ، أو نحو ذلك من الأدعية ، فكل هذا من الشرك الأكبر ، وكله مما نهى الله عنه ورسوله وكله من اتخاذ الأنداد المنهي عنه .
فيجب على أهل العلم وعلى طلبة العلم ، وعلى كل من عنده بصيرة أن يعلم الناس وأن يحذرهم من هذا الشرك ، في كل مصر ، وفي كل مكان ، وفي كل زمان ، وهذا واجب المسلمين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم » (3) أخرجه مسلم في صحيحه .
وهكذا يقول الرب عز وجل : ** ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ** (4) [النحل : 125] ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من دل على خير فله مثل أجر فاعله » (5) ولما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى خيبر ليدعو اليهود إلى الدخول في الإسلام ، قال له عليه الصلاة والسلام : « فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم » (6) متفق على صحته ، يقسم صلى الله عليه وسلم ويحلف وهو الصادق وإن لم يحلف ، أن هداية واحد على يد الداعية إلى الله خير من حمر
__________
(1) سورة يونس الآية 106
(2) صحيح البخاري تفسير القرآن (4227),صحيح مسلم الإيمان (92),مسند أحمد بن حنبل (1/443).
(3) صحيح مسلم الإيمان (55),سنن النسائي البيعة (4197),سنن أبو داود الأدب (4944),مسند أحمد بن حنبل (4/102).
(4) سورة النحل الآية 125
(5) صحيح مسلم الإمارة (1893),سنن الترمذي العلم (2671),سنن أبو داود الأدب (5129),مسند أحمد بن حنبل (4/120).
(6) صحيح البخاري المناقب (3498),صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406),سنن أبو داود العلم (3661),مسند أحمد بن حنبل (5/333).

(1/172)

النعم ، أي خير من جميع النوق الحمر ، والمعنى : خير من الدنيا وما عليها .
فدل ذلك على وجوب التناصح ، والدعوة إلى الله ، وبيان حق الله على عباده ، وتحذيرهم من الشرك ، حتى يكون الناس على بينة وعلى بصيرة نسأل الله للجميع التوفيق والهداية .

(1/173)

حكم من يصلي ويصوم ويؤدي الفرائض وهو يستعين ويحلف بغير الله
س79: ما رأيكم فيمن يكفر من يصلي ويصوم ويؤدي الفرائض ويحج ولكنه يدعو غير الله أو يستعين بغير الله أو يحلف بغير الله ؟
الجواب : الإسلام أصله توحيد الله ، وتخصيصه بالعبادة ، وهذا هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله ، وهذا أصل الدين وأساس الملة ، وهذا هو الركن الأول من أركان الإسلام مع شهادة أن محمدا رسول الله قبل الصلاة والصيام والزكاة ، كما في حديث جبرائيل عليه السلام ، لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال له صلى الله عليه وسلم : « الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت » (1) أخرجه مسلم في صحيحه .
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت » (2) فالركن الأول شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ،
__________
(1) صحيح مسلم الإيمان (8),سنن الترمذي الإيمان (2610),سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4990),سنن أبو داود السنة (4695),سنن ابن ماجه المقدمة (63),مسند أحمد بن حنبل (1/52).
(2) صحيح البخاري الإيمان (8),صحيح مسلم الإيمان (16),سنن الترمذي الإيمان (2609),سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5001),مسند أحمد بن حنبل (2/93).

(1/173)

عن علم ، وعن عمل ، وعن صدق ، وعن إخلاص ، وعن محبة ، وعن قبول للحق ، فإذا كان يعبد الله وحده وشهد أن محمدا رسول الله ويؤمن به وبما جاء به صحت صلاته وصيامه وحجه وزكاته ، وإذا كان يدعو الأموات ويستغيث بهم بطلت أعماله ، وصار مشركا نعوذ بالله من ذلك ، لقول الله سبحانه يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة الزمر : ** ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ** (1) ** بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ** (2) [الزمر : 65 ، 66] وقال سبحانه في حق المشركين : ** ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ** (3) [الأنعام : 88] .
فإذا كان يدعو الأموات ، ويستغيث بهم ، وينذر لهم ، ويقول المدد المدد يا سيدي فلان ، أو يا سيدي فلان ، أو يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته أو من المرغني ، أو من الحسين ، أو من البدوي ، أو من الشيخ عبد القادر ، أو من غيرهم ، فإن هذا يكون شركا أكبر ؛ لأن الله سبحانه يقول : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (4) الجن : 18 ، ويقول سبحانه وتعالى : ** ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ** (5) [يونس : 106] ، يعني المشركين ، ويقول سبحانه وتعالى : ** ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ** (6) ** إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ** (7) [فاطر : 13 ، 14] ، سمى دعاءهم إياهم شركا بالله سبحانه وتعالى ، وقال سبحانه : ** ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ** (8) [المؤمنون : 117] .
__________
(1) سورة الزمر الآية 65
(2) سورة الزمر الآية 66
(3) سورة الأنعام الآية 88
(4) سورة الجن الآية 18
(5) سورة يونس الآية 106
(6) سورة فاطر الآية 13
(7) سورة فاطر الآية 14
(8) سورة المؤمنون الآية 117

(1/174)

فسماهم كفرة بالدعاء ، والمدعو من دون الله يسمى إلها ، ويسمى ندا ، فمن يدعو مع الله صنما أو وليا أو نبيا أو قمرا أو كوكبا أو غير ذلك أو جنيا يكون قد اتخذه ندا لله وجعله إلها مع الله ، فهذا العمل شرك أكبر تبطل معه الصلاة والصوم والزكاة والحج وغير ذلك ، لما سبق من قول الله سبحانه في كتابه العظيم : ** ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ** (1) [الزمر : 65] ، يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم وهو معصوم من هذا ، لكن لتعلم الأمة أن هذا الأمر عظيم وأن من فعله صار مشركا وحبط عمله ، وقال جل وعلا : ** ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ** (2) [الأنعام : 88] ، وقال سبحانه : ** إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ** (3) [النساء : 116] . فالشرك لا يغفر لمن مات عليه .
فالواجب الحذر من دعاء الأموات والاستغاثة بهم أو بالأصنام ، أو بالأشجار ، أو بالأحجار أو الجن وطلبه المدد منهم ، فكل ذلك شرك بالله يبطل الأعمال .
والواجب على كل من فعله البدار بالتوبة من هذا الأمر ، والحذر منه ، والعزم الصادق ألا يعود فيه من فعله ، وبهذا يصح إسلامه ، أما ما دام يعبد الأموات والقبور ويستغيث بهم وينذر لهم فقد أبطل أصل الإسلام ، وقد أبطل الشهادة ، مثل الذي يتوضأ ثم يحدث ، إذا توضأ الإنسان ثم خرج منه البول أو الريح بطل وضوءه ، فهكذا الذي يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، ثم يدعو الأموات أو يستغيث بالأموات أو الجن أو ينذر لهم أو يسب الله ورسوله أو يأتي بأي ناقض من نواقض الإسلام ؛ فإنه بذلك يبطل
__________
(1) سورة الزمر الآية 65
(2) سورة الأنعام الآية 88
(3) سورة النساء الآية 116

(1/175)

إسلامه مثلما أبطل طهارته بالريح أو بالبول ونحوهما من الأحداث الناقضة للوضوء .
وهكذا لو قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ثم قال بعد ذلك : إن مسيلمة الكذاب نبي ، أو قال : إن الأسود العنسي نبي ، أو قال : إن طليحة الأسدي نبي ، أو قال : إن فلانا وفلانا ممن ادعى النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ؛ فإنه يكون كافرا ولو قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، ولو قال : أشهد أن محمدا رسول الله ؛ لأنه كذب الله في قوله في محمد صلى الله عليه وسلم : ** ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ** (1) [الأحزاب : 40] .
وهكذا لو قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ثم قال : الصلاة غير واجبة كفر . ولو قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، أو ترك الصلاة عمدا على القول الصحيح كفر أيضا ، أو قال : إن الزكاة ليست بواجبة أو صوم رمضان ليس بواجب ولو صام ، أو قال : الحج ليس بواجب مع الاستطاعة كفر ، ولو حج لأنه كذب الله ورسوله .
وهكذا لو أن إنسانا يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويصلي ويصوم ويتصدق ، ولكن يسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو يسب الله ، أو يسب الإسلام ، كفر بهذا السب ، ولم تنفعه هذه الشهادة ، وهذا الصوم ، وهذه الصلاة ؛ لأنه أتى بناقض من نواقض الإسلام . فلابد في حق المسلم وبقاء الإسلام عنده أن يبتعد عن نواقض الإسلام وعن أسباب الردة .
وهكذا لو أن إنسانا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويصلي ، ويصوم ، ويزكي ، ويحج ، ولكنه يستهين
__________
(1) سورة الأحزاب الآية 40

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 08:26 PM   #27
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/176)

بالمصحف ، يطؤه برجله ، أو يجلس عليه إهانة له ، أو يلطخه بالنجاسة ؛ كفر إجماعا بعمله مع المصحف ؛ لأن هذا يدل على استخفافه بكلام الله ، وسبه لله بإهانة كلامه ؛ فيكون كافرا عند جميع العلماء ، ولو قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ولو صلى ، ولو زكى ، ولو صام ، ولو حج .
فينبغي للمسلم التنبه لهذه الأمور ، وأن الإسلام إنما يبقى مع السلامة من نواقض الإسلام ، ومع البعد عما ينقض الإسلام ، نسأل الله للجميع الهداية والعافية .

(1/177)

الإحسان إلى من مات وهو يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم
ليس ببشر ويعلم الغيب وغير ذلك
س80: يقول السائل في رسالته : إذا مات الشخص وهو يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس ببشر ، وأنه يعلم الغيب ، وأن التوسل بالأولياء الأموات والأحياء قربة إلى الله عز وجل فهل يدخل النار أو يعتبر مشركا ؟ وإذا كان لا يعلم غير هذا الاعتقاد ، وأنه عاش في منطقة علماؤها وأهلها كلهم يقرون بذلك . فما حكمه ؟ وما حكم التصدق عنه والإحسان إليه بعد موته ؟
الجواب : من مات على هذا الاعتقاد ، وهو أن يعتقد أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس ببشر ، وليس من بني آدم ، أو يعتقد أنه يعلم الغيب ، فهذا اعتقاد كفري ، فيعتبر كافرا ، وهكذا إذا كان يتوسل به بمعنى يدعوه ، ويستغيث به ، وينذر له ؛ لأن التوسل فيه تفصيل ، فبعض الناس يطلق التوسل على

(1/177)

دعاء الميت وطلب المدد والاستغاثة به ، وهذا من الكفر بالله ، فإذا مات على ذلك الحال مات على حالة كفرية ، لا يتصدق عنه ، ولا يصلى عليه ، ولا يغسل في هذه الحال ، ولا يدعى له ، ثم بعد ذلك أمره إلى الله في الآخرة ، إن كان عن جهالة وعدم بصيرة وليس عنده من يعلمه فهذا حكمه حكم أهل الفترة يوم القيامة ، يمتحنون ويؤمرون ، فإن أجابوا وأطاعوا نجوا ودخلوا الجنة ، وإن عصوا دخلوا النار .
أما إن كان يعلم ، ولكنه تساهل ، ولم يبال ، فهذا حكمه حكم الكفرة ؛ لأنه مكذب لله عز وجل ، والله عز وجل بين أن محمدا صلى الله عليه وسلم بشر ، وبين أنه لا يعلم الغيب إلا الله ، وأنه مستحق للعبادة ، فالذي يعتقد أن محمدا ليس ببشر ، وأنه يعلم الغيب ، فقد كذب الله عز وجل ، ويكون كافرا ،نسأل الله العافية .
أما إذا كان جاهلا فأمره إلى الله في الآخرة ، أما في الدنيا فحكمه حكم الكفرة ؛ لا يصلى عليه ، ولا يدعى له . . . . إلى آخره .
أما التوسل بمعنى التوسل بجاه فلان ، يعني أن يقول : أسأل الله بجاه فلان ، أسألك يا الله بجاه محمد صلى الله عليه وسلم ، أو بجاه الأنبياء ، أو بحق الأنبياء ؛ فهذا فيه خلاف بين العلماء ، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه وليس بشرك ، من أجازه رأى أنه وسيلة لا بأس بها ، ومن منعه يرى أنه بدعة وليس بشرك ؛ لأن الوسائل لا بد أن يأتي فيها النص ، ولا بد أن تعرف بالنصوص ، ولم يأت في النص ما يدل على أن التوسل بجاه فلان ، أو حق فلان ، أنه جائز وأنه شرعي ، بل جاءت النصوص على أن هذا ليس بجائز وليس بشرعي بل هو بدعة ؛ لأن الله سبحانه وتعالى

(1/178)

يقول : ** ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ** (1) [الأعراف : 180] ؛ هذه وسيلة ، تسأل ربك بأسمائه : يا ربي ، يا رحمن ، يا رحيم ، اهدني ، أنجني من النار ، يا سميع الدعاء ، يا حي يا قيوم ، إلى غير ذلك ، تسأله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى .
وهكذا التوسل بالتوحيد والإيمان تقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت ، بأني أؤمن بك وبأنبيائك ورسلك ، فهذه وسيلة شرعية لا بأس بها ، أو تسأله بأعمالك الصالحة ، تقول : اللهم إني أسألك ببري والدي ، وطاعتي لك ولرسولك أن تغفر لي ، أن تهب لي كذا وكذا ، فلا بأس ، كما ثبت في الحديث الصحيح في قصة أهل الغار وهم ثلاثة ، آواهم المبيت والمطر إلى الغار ، فلما دخلوا فيه انحدرت عليهم صخرة من أعلى الجبل فسدت الغار عليهم ، ولم يستطيعوا الخروج ، ولم يستطيعوا دفعها ، فقالوا فيما بينهم : إنه لن ينجيكم من هذا إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم ، فتوجهوا إلى الله فاسألوه ببعض أعمالهم الطيبة .
فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا ، يعني لا أسقي الغبوق وهو اللبن في الليل قبلهما أهلا ولا مالا ، وإنه نأى بي طلب الشجر ذات ليلة فلم أرح عليهما إلا وقد ناما ، فحلبت لهما غبوقهما وجعلته على يدي ووقفت أنتظرهما حتى طلع الفجر ، واستيقظا فسقيتهما ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة بعض الشيء ولكن لا يستطيعون الخروج .
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180

(1/179)

والثاني : توسل بعفته عن الزنا ، فكان له ابنة عم يحبها كثيرا ، وأرادها عن نفسها فأبت عليه ، ثم إنها ألمت بها حاجة أي شدة فجاءت تطلب منه حاجة فأبى عليها إلا أن تمكنه من نفسها ، فوافقت على هذا من أجل الحاجة ، فأعطاها مائة دينار وعشرين دينارا ، فلما جلس بين رجليها ، قالت له : يا عبد الله ، اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فخاف من الله حينئذ ، وقام عنها وترك لها الذهب خوفا من الله عز وجل ، فقال : اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة أكثر لكن لا يستطيعون الخروج .
ثم قال الثالث : اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيت كل واحد أجره إلا واحدا ترك أجره فنميته له ، حتى اشتريت منه إبلا وبقرا وغنما ورقيقا ، فجاء يطلب أجره ، فقلت له : كل هذا من أجرك ، يعني الإبل والبقر والغنم والرقيق ، فقال : يا عبد الله ، اتق الله ولا تستهزئ بي ، فقلت : إني لا أستهزئ بك إنه كله مالك ، فاستاقه كله ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون .
وهذا يدل على أن التوسل بالأعمال الطيبة الصالحة أمر مشروع ، وأن الله عز وجل يسبب به الفرج .
أما التوسل بجاه فلان ، أو حق فلان ، أو بذات فلان ، فهذا غير مشروع ، وهذا هو الصواب .

(1/180)

من يعيش في قرية تنتشر فيها البدع والخرافات العقدية
س81: يقول السائل : إذا كنت أعيش في منطقة أهلها لا يعرفون التوحيد ، ويحبون البدع والخرافات ، ومن اعتقاداتهم التوسل بالأولياء والعكوف عند الأضرحة ، والذبح عندها ، والنساء يخرجن متبرجات ، وكثير من أهل هذه البلدة على هذه الحال . فهل يجوز لي أن أصلي خلفهم ؟ علما بأنه لا يوجد مسجد آخر غير هذا المسجد الذي هم قائمون عليه . أفيدونا أفادكم الله .
الجواب : ما دام أهل هذه القرية بهذه الصفة فالواجب عليك أن تهاجر منها ، وأن تنتقل إلى قرية صالحة ، يعبد أهلها الله سبحانه وتعالى ، فالهجرة واجبة من البلاد الشركية إلى البلاد الإسلامية ، أما إن كنت تستطيع توجيههم وإرشادهم ، أو عندك من أهل العلم والبصيرة من يرشدهم حتى يتعلموا ، فاستعينوا بالله وأرشدوهم ؛ لأن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات شرك أكبر والعياذ بالله فالعبادة حق الله وحده ، قال سجانه : ** إياك نعبد وإياك نستعين ** (1) وقال تعالى : ** وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ** (2) [البينة : 5] ، وقال سبحانه : ** وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ** (3) [الإسراء : 23] ، والآيات كثيرة في ذلك .
فالواجب إخلاص العبادة لله وحده ، فلا يدعى إلا هو سبحانه وتعالى ، ولا يستغاث إلا به ، ولا يصلى إلا له ، ولا يسجد إلا له ، فمن يطلب من الأموات المدد ويستغيث بهم فقد أشرك بالله سبحانه وتعالى ، وهكذا إذا صلى لهم ، وسجد لهم ، وذبح لهم ، ونذر لهم ، كل هذا عبادة
__________
(1) سورة الفاتحة الآية 5
(2) سورة البينة الآية 5
(3) سورة الإسراء الآية 23

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 08:37 PM   #28
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/158)

فالنذر الشرعي مدح الله الموفين به ، كالنذر بأن تصلي أو تصوم أو تتصدق لله فهذا نذر شرعي ، قال سبحانه وتعالى : ** يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ** (1) [ الإنسان : 7 ] ، مدح المؤمنين بهذا الوفاء . أما النذور التي للقبور والأشجار والأحجار أو للأصنام أو للكواكب أو للجن أو للأنبياء أو للأولياء ، فكلها نذور باطلة ؛ لأنها عبادة ، والعبادة لله وحده ، قال تعالى : ** وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ** (2) [الإسراء : 23] وقال سبحانه : ** وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ** (3) [ البينة : 5 ] وقال عز وجل : ** وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ** (4) [الذاريات : 56] وقال سبحانه : ** إياك نعبد وإياك نستعين ** (5) [ الفاتحة : 5 ]
فبادر بالتوبة إلى الله ، واستغفر الله سبحانه وتعالى ، واحفظ مالك ولا تقدمه إلا في شيء يرضي الله كالصدقة على الفقراء والمساكين ، وصلة الرحم ، وتعمير المساجد ودورات المياه حولها ، ونحو ذلك مما ينفع المسلمين .
أما النذور للقبور أو للجن ، أو للأصنام أو للأشجار والأحجار ، أو للكواكب ، كلها نذور باطلة لا يجوز تنفيذها بالكلية ، وهي قربة لغير الله ، وعبادة لغير الله ، وشرك بالله سبحانه وتعالى ، رزقنا الله وإياك الهداية والبصيرة ، ومن علينا وعليك بالتوبة النصوح ، إنه جل وعلا جواد كريم .
__________
(1) سورة الإنسان الآية 7
(2) سورة الإسراء الآية 23
(3) سورة البينة الآية 5
(4) سورة الذاريات الآية 56
(5) سورة الفاتحة الآية 5

(1/159)

مدى صحة مكان قبر يونس
س75: فضيلة الشيخ ، بالنسبة لصحة مكان قبر يونس عليه السلام . هل هو فعلا في العراق ؟
الجواب : أما نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام فلا يعرف قبره ، وليس لهذا صحة ، بل جميع قبور الأنبياء لا تعرف ما عدا قبر نبينا عليه الصلاة والسلام فإنه معلوم في بيته في المدينة عليه الصلاة والسلام ، وهكذا قبر الخليل إبراهيم معروف في المغارة هناك في الخليل في فلسطين ، وأما سواهما فقد بين أهل العلم أنها لا تعلم قبورهم ، ومن ادعى أن هذا قبر فلان أو قبر فلان فهو كذب لا أصل له ولا صحة له ، ودعوى أن قبر يونس موجود في نينوى أو أنه في المحل المعين لا أصل له ، فينبغي أن يعلم هذا ، ولو علم لم يجز التبرك به ولا دعاؤه ولا النذر له ولا غير ذلك من أنواع العبادة ؛ لأن العبادة حق الله وحده لا يجوز صرف شيء منها لغيره بإجماع المسلمين .

(1/160)

حول المساجد التي بها قبور ، والنذر للأموات والطرق المحدثة
س76: ما هو حكم المساجد التي بها قبور لبعض الصالحين ؟ هل تصح الصلاة فيها أم لا ؟ وهل يصح النذر لهؤلاء المشايخ ؟ أفيدونا أفادكم الله . وما هو حكم الشرع في أصحاب الطرق الموجودة حاليا في

(1/160)

أكثر الدول الإسلامية أمثال : الصوفية والبومية والبهائية والمعتزلة وغيرها من الطرق ؟ وما حكم ما يذكرونه من الصلوات النارية ، والتسبيح بأعداد كبيرة ، وقراءة القرآن بأعداد أيضا ؟ أفيدونا أفادكم الله .
الجواب : أما المساجد التي تبنى على قبور فحكمها الهدم ، لا يجوز بقاؤها ولا أن يصلى فيها ؛ لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت عائشة رضي الله عنها يحذر ما صنعوا » (1) متفق على صحته . وقال عليه الصلاة والسلام : « ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوها مساجد فإني أنهاكم عن ذلك » (2) .
فبين صلى الله عليه وسلم أن الله لعن اليهود والنصارى بسبب اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد ، وبين صلى الله عليه وسلم أن الواجب على المسلمين أن يتجنبوا ذلك ، وألا يتأثروا باليهود والنصارى في هذا الأمر ، فدل ذلك على أنه لا يجوز اتخاذ المساجد على القبور ولا يصلى فيها ؛ لأن هذا يفضي إلى الشرك بها وعبادتها من دون الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ومن هذا ما رواه مسلم في الصحيح عن جابر رضي الله عنه « أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تجصيص القبر وعن القعود عليه وعن البناء عليه » (3) فالقبور لا تجصص ولا يبنى عليها ، لا مساجد ولا غيرها ، وما ذلك إلا لأن اتخاذها مساجد والبناء عليها من أسباب الغلو فيها ، وعبادة أهلها من دون الله ، والنذر لهم ، والذبح لهم ، ونحو ذلك ، فلهذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ المساجد على القبور ، وأخبر أن الله لعن اليهود والنصارى بأسباب ذلك .
__________
(1) صحيح البخاري الجنائز (1324),صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531),سنن النسائي المساجد (703),مسند أحمد بن حنبل (6/121),سنن الدارمي الصلاة (1403).
(2) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (532).
(3) صحيح مسلم الجنائز (970),سنن الترمذي الجنائز (1052),سنن النسائي الجنائز (2027),سنن أبو داود الجنائز (3225),سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1563),مسند أحمد بن حنبل (3/339).

(1/161)

فالواجب على المسلمين أن يحذروا هذا ، وألا يبنوا على القبور مساجد ، وألا يبنوا عليها شيئا ، لا قبة ، ولا حجرة ، ولا مسجدا ، ولا تجصص ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك . أما إن كان المسجد قائما من قبل ذلك ثم دفن فيه ميت أو أموات ، فهذا الميت أو الأموات ينبشون وتنقل رفاتهم إلى المقبرة العامة ، كل رفات توضع في حفرة تخصه ، ويسوى ظاهرها كسائر القبور ، حتى يبقى المسجد سليما من القبور ، وهذا هو الواجب وبهذا يصلى فيه ، فإذا نبشت القبور ونقلت من المسجد ؛ فإنه يصلى فيه لأن المسجد هو القديم وهو الأصل . أما إذا كانت القبور هي الأصلية ، ثم حدث المسجد فالواجب هدمه وإزالته ، وأن تبقى القبور كسائر القبور ضاحية ، ليس عليها بناء ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وأصحابه في البقيع وفي غير البقيع . ولا يخفى ما يترتب على بناء المساجد على القبور واتخاذ القباب عليها ، وفرشها وتنويرها وتطييبها من الغلو فيها ، وتعظيم أهلها ، وعبادتهم من دون الله؛ بالنذر لهم ، ودعائهم ، وطلب المدد منهم ، شرك أكبر ، فدعاء الأموات ، والاستغاثة بالأموات من الشرك الأكبر عند جميع أهل العلم المعتبرين ، وهو كدعاء الأصنام ودعاء الأشجار والأحجار والكواكب والاستغاثة بها ، كله شرك بالله عز وجل ، وتعظيمها ببناء المساجد عليها والقباب وسيلة إلى ذلك .
وأما الطرق التي أحدثها الناس كالصوفية والبهائية والقاديانية وغيرها فهي طرق منكرة محدثة يجب أن تعرض على كتاب الله وسنة

(1/162)

الرسول صلى الله عليه وسلم ، فما وافق كتاب الله أو وافق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ، وما خالفهما مما أحدثه الناس فإنه يرد ويطرح لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليست عليه أمرنا فهو رد » (1) رواه مسلم ، يعني مردود ، وقال عليه الصلاة والسلام : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد » (2) متفق على صحته .
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة الجمعة : « أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة » (3) خرجه مسلم في صحيحه .
فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا ما أحدثه الناس من الطرق التي تخالف شرع الله عز وجل ، سواء كانت صوفية أو غير صوفية ، فالواجب عرض ما أحدثه الناس من الطرق على كتاب الله وعلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فما وافقهما أو أحدهما قبل وما خالفهما رد على من أحدثه .
قال الله عز وجل : ** يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ** (4) [النساء : 59] ، فأمر سبحانه برد ما تنازع فيه الناس لله ورسوله . ومعنى " إلى الله " : إلى كتابه العظيم ، ومعنى " إلى الرسول " : يعني إليه في حياته صلى الله عليه وسلم ، وإلى سنته بعد وفاته ، هكذا قال أهل العلم رحمة الله عليهم ، وهكذا قال سبحانه : ** وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ** (5) [ الشورى : 10 ] .
لكن البهائية طائفة كافرة معروف كفرها ، بما لديها من دعوة النبوة للبهاء وربما ادعوا أنه الله ، فالبهائية طائفة كافرة يجب الحذر منها ،
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/256).
(2) صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/146).
(3) صحيح مسلم الجمعة (867),سنن النسائي صلاة العيدين (1578),سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (2954),سنن ابن ماجه المقدمة (45),مسند أحمد بن حنبل (3/371),سنن الدارمي المقدمة (206).
(4) سورة النساء الآية 59
(5) سورة الشورى الآية 10

(1/163)

ويجب على الدول الإسلامية إبعادها والقضاء عليها وعدم إقرارها في البلاد ، وهكذا القاديانية طائفة كافرة ؛ لأنها تثبت النبوة لمرزا غلام أحمد القادياني ، وهذا كفر وضلال ؛ لأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام وليس بعده نبي ، قال الله عز وجل : ** ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ** (1) [ الأحزاب : 40 ] .
وثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتواتر عنه أنه قال : « أنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي » (2) فدعوى القاديانية أن مرزا غلام أحمد نبي ، وأنه يوحى إليه كفر مستقل وردة كبرى عند أهل العلم ، فيجب الحذر منهم ، وعدم إقرارهم حتى يستجيبوا لله والرسول ، ويتوبوا من هذه العقيدة الباطلة .
__________
(1) سورة الأحزاب الآية 40
(2) صحيح البخاري المناقب (3342),صحيح مسلم الفضائل (2286),مسند أحمد بن حنبل (2/312).

(1/164)

التقرب إلى الله بالأولياء والذبح لهم
س77: تقول السائلة : سمعت أن للأولياء منزلة عند الله عز وجل ، فإذا طلب الإنسان حاجة وتقرب إلى الله بهم يستجاب له ، وتأكدت من هذا الأمر بنفسي ؛ وذلك عندما أصبت في يوم من الأيام بموقف حرج وتقربت بأحد منهم إلى الله استجاب الله لي . فهل يجوز لي أن أتقرب بهم إلى الله وأهدي لهم النذور ؟ أفيدونا أفادكم الله . وما جوابكم على ما حصل لي ؟
الجواب : هذا فيه التفصيل ؛ فأولياء الله لهم منزلة عند الله ، ولهم فضل ، ولهم مقام عظيم ، قال تعالى : ** ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ** (1) ** الذين آمنوا وكانوا يتقون ** (2) [ يونس : 62 ، 63 ] . هؤلاء هم أولياء الله ، وهم أهل الإيمان والتقوى ، الذين عبدوا الله
__________
(1) سورة يونس الآية 62
(2) سورة يونس الآية 63

(1/164)

واستقاموا على دينه ، وعظموا أمره ونهيه ، وانقادوا لشريعته ، وهم الرسل وأتباعهم فهؤلاء لهم مقام عند الله عظيم .
أما سؤالهم ، والاستغاثة بهم ، والنذر لهم ؛ فهو منكر ، ومن الشرك الأكبر ، ولا يجوز دعاؤهم ، ولا سؤالهم ، ولا التقرب إليهم بالنذور ، ولا بالذبائح ، بل هذا حق الله ، وهذه عبادة الله ، قال سبحانه : ** وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ** (1) [البينة : 5] ، وقال عز وجل : ** إياك نعبد وإياك نستعين ** (2) [الفاتحة : 5] وقال سبحانه : ** فادعوا الله مخلصين له الدين ** (3) [غافر : 14] ، وقال : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (4) [ الجن : 18 ] .
فالواجب إخلاص العبادة لله وحده ، فلا ينذر إلا له ولا يستغاث إلا به ، ولا يتوكل إلا عليه ، ولا يتقرب بالنذور والذبائح إلا له سبحانه وتعالى ، لا للأموات من الرسل ولا من المؤمنين ولا من غيرهم ، ولا للأصنام ، ولا للأشجار ، ولا للأحجار ولا للجن فالعبادة حق الله وحده .
أما كونك دعوت أحد الأولياء ، أو طلبت منه بعض الحاجة ، أو توسلت إلى الله ببعضهم ، فقضيت حاجتك ، فقد يكون هذا من باب الابتلاء والامتحان صادف القدر بذلك ، وهذا امتحان لك وابتلاء ، فقد تنتبهين للأمر وقد لا تنتبهين . ولا يدل على أن ما فعلت مع بعض الأولياء ليس بشرك لأن عباد القبور وعباد الأصنام قد تقضى حاجتهم ابتلاء وامتحانا ، لأن القدر قد سبق بذلك ، وقد تقضى الحاجة بواسطة الشياطين المعينين على الشرك فلا يدل ذلك على جواز عبادة غير الله
__________
(1) سورة البينة الآية 5
(2) سورة الفاتحة الآية 5
(3) سورة غافر الآية 14
(4) سورة الجن الآية 18

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 08:42 PM   #29
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/181)

لغير الله ، فيجب عليه التوبة من ذلك ، والرجوع إلى الله ، والندم ، ومن تاب تاب الله عليه ، فالعبادة حق الله يجب إخلاصها لله .
أما النساء فلا يجوز لهن التبرج بين الرجال الأجانب وإظهار الزينة ، فهذا من المنكرات ، ومن أسباب الفتن ، وظهور الفواحش ، فالواجب إنكار ذلك .
فالخلاصة أن عليك يا عبد الله أن تنصح أهل هذه القرية ، وأن تطلب لهم العلماء ولو من بلاد أخرى يأتون إليهم ، حتى يرشدوهم ، وحتى يعلموهم ، وحتى ينصحوهم ، ولا يجوز تركهم على هذه الحالة السيئة ، بل يجب أن يوجهوا إلى الخير ، وينصحوا ، وأن يطلب لهم العلماء من الأقطار الأخرى التي بقربهم من أهل التوحيد حتى ينصحوهم ، وحتى يوجهوهم . وإذا كنتم في السودان ، فإن عندكم أنصار السنة اطلبوا منهم من يأتي إليكم ، وينصحكم ، ويوجه هؤلاء إلى الخير ، وهكذا في أي البلاد اطلب الذين يعرفون التوحيد ، ويدعون إلى التوحيد حتى يحضروا إلى هذه القرية وحتى ينصحوهم ، ويرشدوهم ، ويعلموهم ، فالدين النصيحة ، والله يقول عز وجل : ** ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ** (1) [النحل : 125] . « ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر ، قال : ادعهم إلى الإسلام - يعني اليهود - وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله عز وجل فيه » (2) ثم قال : « فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم » (3) أي خير لك من جميع النوق
__________
(1) سورة النحل الآية 125
(2) صحيح البخاري المناقب (3498),صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406),سنن أبو داود العلم (3661),مسند أحمد بن حنبل (5/333).
(3) صحيح البخاري المناقب (3498),صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406),سنن أبو داود العلم (3661),مسند أحمد بن حنبل (5/333).

(1/182)

الحمر ، والمعنى خير لك من الدنيا وما عليها ، فدل ذلك على عظم شأن الدعوة إلى الله وإرشاد الناس ، وأنها قربة عظيمة ، فلا يجوز إهمال القرى الجاهلة التي يقع فيها الشرك والمعاصي الظاهرة ، بل يجب إرشادهم وتوجيههم إلى الخير ، وتعليمهم ما أوجب الله عليهم حتى يزول الشرك ، وحتى تختفي المعاصي . رزق الله الجميع التوفيق والهداية .

(1/183)

الائتمام بمن يستعين بالتيجاني ويسأله ويحمده
س82: يقول السائل : إذا كان هناك إمام يفعل البدع أثناء الليل ؛ فإذا سأل يسأل باسم الشيخ أحمد التيجاني ، وإذا استعاذ يستعيذ به ويحمده . فهل يجوز اتباعه والاقتداء به ؟ أفيدونا أفادكم الله .
الجواب : مثل هذا لا يصلى خلفه إذا كان بهذا الوصف ، فمن كان بهذه المثابة يدعو التيجاني ويستعيذ بالتيجاني ، أو بالحسين ، أو بالبدوي ، أو بغيرهم من الأنبياء ، أو الأموات ؛ فهذا شرك أكبر ، فالذي يقول : يا سيدي أحمد التيجاني أنا في حسبك أو في جوارك ، أو أنا مستجير بك ، أو يا سيدي الحسين ، أو يا سيدي البدوي ، أو يا ست زينب ، أو يا فلان ، أو يا فلان ، فهذا من الشرك الأكبر ، والله يقول سبحانه وتعالى : ** ادعوني أستجب لكم ** (1) [غافر : 60] ، ويقول عز وجل : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (2) [الجن : 18] ، ويقول سبحانه : ** ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ** (3) [يونس : 106] ، يعني المشركين .
__________
(1) سورة غافر الآية 60
(2) سورة الجن الآية 18
(3) سورة يونس الآية 106

(1/183)

فالله أمر عباده أن يدعوه ، كما قال سبحانه : ** ادعوني أستجب لكم ** (1) [غافر : 60] ، وقال سبحانه : ** وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ** (2) [البقرة : 186] ، وقال عز وجل : ** ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ** (3) ** إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ** (4) [فاطر : 13 ، 14] فسمى دعاءهم إياهم شركا .
قال جل وعلا : ** ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ** (5) [المؤمنون : 117] سماهم كفرة لدعوتهم غير الله من الأموات والملائكة والجن ونحو ذلك ، فالعبادة حق الله ، هو الذي يدعى سبحانه وتعالى ، كما قال سبحانه : ** يا أيها الناس اعبدوا ربكم ** (6) [البقرة : 21] وكما قال سبحانه : ** وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ** (7) [الذاريات : 56] ويقول سبحانه : ** ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ** (8) [النحل : 36] وقال سبحانه : ** فاعبد الله مخلصا له الدين ** (9) ** ألا لله الدين الخالص ** (10) [الزمر : 2 ، 3] وقال سبحانه : ** وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ** (11) [البينة : 5] .
ونهى عن عبادة غيره فقال : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (12) [الجن : 18] ، والدعاء هنا يشمل دعاء المسألة ، ويشمل دعاء العبادة ؛ فلا يدعى مع الله أحد ، لا بالصلاة ، ولا بالصوم ، ولا بالضراعة إليه وسؤاله ، ولا بالنذر والذبح ، ولا بالسجود ، ولا بغير هذا ، بل هذا حق الله وحده سبحانه وتعالى .
__________
(1) سورة غافر الآية 60
(2) سورة البقرة الآية 186
(3) سورة فاطر الآية 13
(4) سورة فاطر الآية 14
(5) سورة المؤمنون الآية 117
(6) سورة البقرة الآية 21
(7) سورة الذاريات الآية 56
(8) سورة النحل الآية 36
(9) سورة الزمر الآية 2
(10) سورة الزمر الآية 3
(11) سورة البينة الآية 5
(12) سورة الجن الآية 18

(1/184)

فالذي يدعو التيجاني أو يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم أو يدعو أحد الصحابة كعلي رضي الله عنه ، أو الحسين ، أو الحسن رضي الله عنهم جميعا ، أو يدعو البدوي ، أو المرسي ، أو الشيخ عبد القادر الجيلاني ، أو فلان ، كل هذا شرك أكبر يجب تركه ، والحذر منه ، ولا يتخذ هذا إماما ، ولا يعتمد عليه في فتوى أو في غيرها ؛ لأن الشرك أعظم الذنوب وأكبرها فالواجب تحذيره ونصيحته ودعوته إلى الله عز وجل ، لعله يتوب فيتوب الله عليه .
يقول سبحانه : ** ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ** (1) [الأنعام : 88] ويقوله سبحانه يخاطب نبيه عليه الصلاة والسلام : ** ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ** (2) [الزمر : 65] ويقول سبحانه : ** إن الشرك لظلم عظيم ** (3) [لقمان : 13] ويقول عز وجل : ** إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ** (4) [النساء : 48] فبين سبحانه أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه ، أما ما دونه من المعاصي فتحت مشيئة الله جل وعلا ، من مات على المعاصي كالزنا أو الخمر ، أو نحو ذلك ، فهذا تحت مشيئة الله ولا يكفر إذا لم يستحل ذلك ، لكن هو تحت مشيئة الله إذا مات على ذلك ، إن شاء الله سبحانه غفر له بأعماله الصالحة وتوحيده وإسلامه ، وإن شاء عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها ، ثم منتهاه إلى الجنة بعد التطهير والتمحيص إذا كان مات على التوحيد والإيمان والإسلام .
__________
(1) سورة الأنعام الآية 88
(2) سورة الزمر الآية 65
(3) سورة لقمان الآية 13
(4) سورة النساء الآية 48

(1/185)

الصلاة خلف من يجوز دعاء الأموات
س83: هل تجوز الصلاة خلف من جوز دعاء الأموات ؟ أفيدونا أفادكم الله .
الجواب : الذي يبيح دعاء الأموات يكون مشركا ؛ فالذي يبيح أن يدعى الميت ، وأن يطلب منه المدد يعتبر مشركا ، ولا يصلى خلفه ولا خلف من يعمل عمله ، ولا خلف من يرضى عمله أيضا ، بل هذا من الشرك الأكبر ، ومن عمل الجاهلية ، من مثل عمل أبي جهل وغيره من المشركين ؛ لأن الله يقول : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (1) [الجن : 18] ويقول سجانه : ** ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ** (2) [يونس : 106] يعني من المشركين . ويقول الله عز وجل : ** ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ** (3) ** إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ** (4) [فاطر 13 ، 14] سمى دعاءهم إياهم شركا بالله ، وقال عز وجل : ** ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ** (5) [المؤمنون : 117] وهكذا من يدعو الأصنام أو الأحجار أو الكواكب أو الأشجار أو الجن ، ويستغيث بها ، أو ينذر لها يسمى مشركا ، فلا يصلى عليه ، ولا يصلى خلفه ، ولا يتخذ صاحبا بل يبغض في الله ، ويعادى في الله سبحانه وتعالى ، ولكن ينصح ويوجه ويعلم لعل الله أن يهديه .
__________
(1) سورة الجن الآية 18
(2) سورة يونس الآية 106
(3) سورة فاطر الآية 13
(4) سورة فاطر الآية 14
(5) سورة المؤمنون الآية 117

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 08:49 PM   #30
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/186)

حكم زيارة القبور ودعاء الأموات والصلاة خلف من يفعل ذلك
س84: يوجد إمام مسجد في إحدى القرى ، ممن يزورون القباب ويسألون أصحابها الأموات النفع ، وجلب المصالح ، وكذلك يلبس الحجب ، ويتبرك بالحجارة التي على الأضرحة فهل تجوز الصلاة خلفه ؟ وإذا كانت الإجابة بالنفي ، فماذا نفعل مع العلم بأنه ليس هناك مسجد آخر ؟
الجواب : من شرط الإمامة ، أن يكون الإمام مسلما ، واختلف العلماء ، هل يشترط أن يكون عدلا أم تصح خلف الفاسق ؟ على قولين لأهل العلم .
والصواب : أنها تصح خلف الفاسق إذا كان مسلما ولكن لا ينبغي أن يولى مع وجود غيره ؛ بل ينبغي لولاة الأمور أن يتحروا في الإمام أن يكون مسلما عدلا ، طيب السيرة ، حسن العمل ؛ لأنه يقتدى به .
أما من كان يزور القبور ، ليدعو أهلها من دون الله ويستغيث بهم ، ويتمسح بقبورهم ، ويسألهم شفاء المرضى ، والنصر على الأعداء ، فهذا ليس بمسلم ؛ هذا مشرك ؛ لأن دعاء الأموات والاستغاثة بهم ، والنذر لهم ، من أنواع الكفر الأكبر ؟ فلا يجوز أن يتخذ إماما ، ولا يصلى خلفه .
وإذا لم يجد المسلمون مسجدا آخر ، صلوا قبله أو بعده ، صلوا في المسجد الذي يصلي فيه إذا لم يكن فيه قبر ، لكن قبله أو بعده ، فإن تيسر عزله ، وجب عزله ، وإن لم يتيسر ، فإن المسلمين ينتظرون صلاة هؤلاء ،

(1/187)

ثم يصلون بعدهم ، أو يتقدمونهم إذا دخل الوقت ويصلون قبلهم إن أمكن ذلك ، فإن لم يمكنهم ، صلوا في بيوتهم ، لقول الله سبحانه : ** فاتقوا الله ما استطعتم ** (1) [التغابن : 16]
وينبغي أن يعلم هذا الإمام ، ويرشد إلى الحق ، لأنه في حاجة إلى الدعوة إلى الله . والمسلم ينصح للمسلمين ، وينصح لغيرهم ، ويدعو إلى الله ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر لدعوة اليهود إلى الإسلام : « فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم » (2) وقال صلى الله عليه وسلم : « من دل على خير فله مثل أجر فاعله » (3)
والله يقول سبحانه وتعالى : ** ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ** (4) [فصلت : 33] وقال سبحانه : ** قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ** (5) [يوسف : 108] وقال سبحانه : ** ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ** (6) [النحل : 125]
فهذا الإمام يدعى إلى الله ، ويوجه إلى الخير ، ويعلم أن عمله باطل ، وأنه شرك ، بالأساليب الحسنة ، وبالرفق والحكمة ، لعله يهتدي ويقبل الحق ، فإن لم يتيسر ذلك ، فيتصل بالمسئول عن المسجد ، كالأوقاف وغيرها ، ويبين لهم أن هذا الإمام لا يصلح ، والواجب عزله ، وأن يولى المسجد رجل موحد مؤمن مسلم ، حتى لا يتفرق الناس عن المسجد ، وحتى لا يصلي بهم إنسان كافر .
هذا هو الواجب على المسلمين ، أن يتعاونوا على الخير ، وأن ينصحوا
__________
(1) سورة التغابن الآية 16
(2) صحيح البخاري المناقب (3498),صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406),سنن أبو داود العلم (3661),مسند أحمد بن حنبل (5/333).
(3) صحيح مسلم الإمارة (1893),سنن الترمذي العلم (2671),سنن أبو داود الأدب (5129),مسند أحمد بن حنبل (4/120).
(4) سورة فصلت الآية 33
(5) سورة يوسف الآية 108
(6) سورة النحل الآية 125

(1/188)

لولاة الأمور ، وأن ينصحوا لهذا الإمام الجاهل ، لعله يهتدي .

(1/189)

س85: هناك من الناس الطيبين من تكلم في هذا المسجد حول الشرك ، واستدل بآيات من القرآن وأحاديث من السنة ، فقال الإمام : إن هذه الآيات والأحاديث إنما هي في المشركين الأوائل . فهل آيات الشرك والكفر ، خاصة بالمشركين الأوائل ؟ أم تنطبق على كل من يعمل عملهم ؟
الجواب : ليست خاصة بهم ، بل هي لهم ولمن عمل أعمالهم ، فالقرآن نزل لهم ولغيرهم إلى يوم القيامة ، فهو حجة الله على عباده إلى يوم القيامة ؛ يقول سبحانه وتعالى : ** وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ** (1) [الذاريات : 56] فهذا يعم من كان في زمانه صلى الله عليه وسلم وقبله وبعده إلى يوم القيامة .
وقوله سبحانه : ** فلا تدعوا مع الله أحدا ** (2) [الجن : 18] يعم أهل مكة ، وأهل المدينة ، ويعم جميع الناس ، كلهم منهيون أن يدعوا مع الله أحدا ، في زمانه صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك إلى يوم القيامة . وهكذا قوله تعالى : ** ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ** (3) [المؤمنون : 117] فهذا عام .
وهكذا قوله تعالى : ** قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ** (4) [سبأ : 22] هذا يعم جميع الخلائق ، كما يعم الأصنام ويعم جميع ما يعبد من دون الله .
__________
(1) سورة الذاريات الآية 56
(2) سورة الجن الآية 18
(3) سورة المؤمنون الآية 117
(4) سورة سبأ الآية 22

(1/189)

وهكذا قوله سبحانه : ** قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ** (1) ** أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ** (2) [الإسراء 56 ، 57] وهذا يعم جميع الناس .
وكذلك قوله سبحانه وتعالى : ** والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ** (3) ** إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ** (4) [فاطر : 13 ، 14]
فبين سبحانه أن المدعو من دون الله ، من أصنام أو جن أو ملائكة أو أنبياء أو صالحين ، لا يسمعون دعاء من دعاهم : ** إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ** (5) وأنهم ما يملكون من قطمير ، وهو اللفافة التي على النواة ، فهم لا يملكون ما يطلب منهم ولا يستطيعون أن يسمعوا : ** إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ** (6)
هذا كلام الحق سبحانه وتعالى ، ثم قال : ** ولو سمعوا ما استجابوا لكم ** (7) فلو فرض أنهم سمعوا لم يستجيبوا لعجزهم ، ثم قال : ** ويوم القيامة يكفرون بشرككم ** (8) فسمى دعاءهم إياهم شركا بهم .
فوجب على أهل الإسلام أن يتركوا ذلك ويحذروا الناس منه ، وعلى كل مكلف أن يدع ذلك ، وألا يدعو إلا الله سبحانه وتعالى .
وهذا يعم جميع العصور ، من عصره صلى الله عليه وسلم إلى آخر الدهر .
نسأل الله للجميع الهداية .
__________
(1) سورة الإسراء الآية 56
(2) سورة الإسراء الآية 57
(3) سورة فاطر الآية 13
(4) سورة فاطر الآية 14
(5) سورة فاطر الآية 14
(6) سورة فاطر الآية 14
(7) سورة فاطر الآية 14
(8) سورة فاطر الآية 14

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 01:12 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com