SIZE=4]قله من الناس هم الذين يستطيعون اخفاء همومهم ومشكلاتهم والافل هم الذين يستطيعونالصبر على الالم والبلاء ومصائب الدنيا, فما اكثر الذين يشتكون من النسيم اذا مس ّ اثوابهم , وما اكثر الذين لايطيقون اذى ساعه او مرض يوم , وما اكثرالذين يثرثرون في كل وقت لكل من يلقون بمعانتهم وآلامهم ةامراضهم , وقد تزور احد هؤلاء فما ان تجلس اليه حتى يروي لك تاريخ امراضه ,ويستعرض معك ادويته ,ويفتح لك ملفات معانته, فتتركه وانت تشعر بالمرض والاسى , وكنت دخلت عليه سليما معافى !!
والاسوا من هؤلاء جميعا هم هؤلاء الذين يبالغون في وصف الامهم ويسرفون في اظهار احزانهم ويضخمون معانتهم استدرارا لعطف الاخرين عليهم , وكسب مودتهم , وهذا من اوضع الاثمان التي تقدم لكسب العطف والموده .
اصبح الصبر في هذا العصر عمله نادره حين اصبحت التقوى زينه يتجمل بها بعض الناس لاايمانا ينعكس على العمل والسلوك ومن هنا ربط الله سبحانه ةتعالى الصبر بالتقةى, فلا يصبر بحق الا تقي بحق, فالتقوى تعلم الصبر , والصبر ثمره التقوى , فكانذلك عند الله سبحانه وتعالى من عزم الامور كما جاء في الايه (وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور) فتتشكل بهذه الايه تلك المعادله الايمانيه الصعبه في حياه المسلم المعاصر: تقوى +صبر =عزم الامور.
وتندرج تحت هذه المعادله القرانيه عشرات الاحاديث النبويه التي تؤكد حقيقتها ,احاديث لو ادركها المسلمون وعملوا بها لما اشتكى مخلوق من اذى او مصيبه او مشكله , يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يقول الله عز وجل اذا ابتليت عبدي ببلاء فصبر , ولم يشتكي الى عواده ابدلته لحما" خيرا من لحمه , ودما" خيرا من دمه, فاذا ابراته ابراته , واذا توفيته فالى رحمتي )) ( اخرجه ابن الموطا) وقال داود عليه السلام: يارب ماجزاء الحزين الذي يصبر على المصائب ابتغاء مرضاتك ؟ قال: جزاؤه ان البسه لباس للايمان فلا انزعه عنه ابدا وقال تعالى من فوق سبع سماوات ( انا يوفى الصبرون اجرهم بغير حساب ) وقال داود لسليمان عليهما السلام : يستدل على تقوى المؤمن بثلاث: حسن التوكل فيما لم ينل وحسن الرضا فيما قد نال , وحسن الصبر فيما قد فات )
************************************************** *****
وقال نبنا الكريم ( من اجلال الله ومعرفه حقه الا تشكو وجعك ولا تذكر مصيبتك) وجاء في اخبار السلف ان امراه عثرت فا نقطع ظفرها فضحكت فقيل لها : اما تجدين الوجع ؟!
قال احد الصالحين : الصبر الجميل هو الا يعرف صاحب المصيبه من غيره , ولايخرجه عن حد الصابرين توجع القلب ولا فيضان العين بالدمع , اذا يكون من الحاضرين لاجل الموت وساء, ولان البكاء توجع القلب على الميت , فان ذلك مقتضى البشريه, ولا يفارق الانسان الى الموت ,ولذلك لما مات ابلااهيم ولد النبي فاضت عينياه فقيل له: اما نهيتنا عن هذا؟ فقال: ((ان هذه رحمه واما يرحم الله من عباده الرحماء))
واوحى الله الى احد انبيائه ((اذا نزلت بك بليه فلا تشتكي الى خلقي واشك الي كما لااشكوك الى ملائكتي اذا صعدت فضائحك ومساوئك ))
عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم((ما تجرع عبد قط جرعتين احب الى الله من جرعه غيظ ردها بحلم , وجرعه مصيبه يصبر لها الرجل , وما خطا عبد خطوتين الى الله تعالى من خطوه الى صلاه الفريضه ,وخطوه الى صله الرحم ))(ابن ماجه باسناد جيد)
وما اجمل هذا الحديث الشريف واعظمه الذي يجمع كل الخصال الحسان التي يحتاجها المسلم في حياته اليوميه.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فما احوجنا الى هذا الحديث , ولو عملنا بما جاء فيه وحده لفككنا عقده المعادله الصعبه في حياتنا المعاصره !
من كتاب (التعامل مع النفس والناس ) كما علمنا رسول الله
كتاب جميل انصح بقرائته واقتنائه
ل د/ محمد ابو بكر حميد[/SIZE]