سأنقل إن شاء الله تعالى متن العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
مع شرح العلاّمة صالح الفوزان حفظه الله
تعالى .
_______. . . / / / """""""
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
_ المتن :
بسم الله الرّحمٰن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلىآله وسلم تسليماً مزيدا .
أما بعد :
فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة، أهل السنة والجماعة، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره .
_ الشرح :
ابْتدَأ المصنفُ رحمه الله كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز
حيث جاءت البسملة في ابتداء كل سورة ما عدا سورة براءة .
واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يبدأ بها في مكاتباته .
وقوله : ( بسم الله ) الباء للاستعانة
والاسم في اللغة: ما دل على مسمى
وفي الاصطلاح: ما دل على معنى في نفسه ولم يقترن بزمان .
والجار والمجرور متعلق بمحذوف ينبغي أن يقدر متأخرا ليفيد الحصر والله عَلَمٌ على الذات المقدسة
ومعناه : ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين .
مُشْتقٌ من ألَهَ يُأْلَه ألُوهَةً بمعنى
عُبد يُعبد عبادة .
فالله إله بمعنى مألوه أي معبود
ـ والرحمن الرحيم ـ اسمان كريمان من أسمائه الحسنى دالان على اتصافه تعالى بالرحمة على ما يليق بجلاله
ـ فالرحمٰن ذو الرحمة العامة
لجميع المخلوقات .
والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين كما قال تعالى : ( وكان بالمؤمنين رحيما ) .
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرار به وتوحيدا .
وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا.
افتتح هذه الرسالة الجليلة بهذه الخطبة المشتملة على حمد الله والشهادتين والصلاة والسلام على رسوله تَأسِياً بالرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه وخطبه ،
وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع ) رواه أبو داود وغيره
ويروى : ( ببسم الله الرحمن الرحيم )
ومعنى أقطع أي معدوم البركة ويجمع بين الروايتين للحديث بأن الابتداء ببسم الله حقيقي وبالحمد لله نسبي إضافي .
قوله : ( الحمد لله ) الألف واللام للاستغراق ـ أي جميع المحامد لله ملكا واستحقاقا
والحمد لغة : الثناء بالصفات الجميلة والأفعال الحسنة
وعرفا : فعل يُنْبيءُ عن تعظيم المنعم بسبب كونه مُنْعِمًا وهو ضد الذم .
( لله ) تقدم الكلام على لفظ الجلالة .
( الذي أرسل رسوله ) الله سبحانه يُحمد على نعمه التي لا تحصى ومن أجلّ هذه النعم أن
( أرسل ) أي بعث ( رسوله ) محمد صلى الله عليه وسلم .
والرسول لغة : من بعث برسالةٍ
وشرعا: هو إنسان ذكر أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه .
( بالهدى ) أي العلم النافع وهو كل ما جاء به النبي صلى الله وسلم من الاخبارات الصادقة والأوامر والنواهي وسائر الشرائع النافعة والهدى نوعان :
النوع الأول : هدى بمعنى الدلالة والبيان
ومنه قوله تعالى « وأمّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فاسْتَحَبّوا العَمَى على الهُدَى »
سورة فصلت 17
وهذا يقوم به الرسول صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى : « وإنّكَ لَتَهْدِي إلى صِراطٍ مُّسْتَقِيمٍ » .
والنوع الثاني : هدى بمعنى التوفيق
والإلهام وهذا هو المنفي عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ولا يقدر عليه إلا الله تعالى كما في
قوله تعالى : « إنّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أحْبَبْتَ ولَكِنّ الله يَهْدِي مَن يَشاءُ » سورة القصص 56
( يتبع ) ...............