ساحة الحياة الدنيا المائجة ...... تمور مورا بالحرب وتعج بالافواج البشرية ....
منها العارف بالله، والعامل بالفرائض ، والمجتنب الكبائر ،
وهو ذلك المسلم التقي ....الذي يجاهد نفسه والشيطان خشية الوقوع في الخطايا والذنوب،
يجاهد نفسه وهواه ، ويجتنب الخطايا ودنايا الاخلاق ،
يقاوم شياطين الانس والجن ،
انقاذا لقلبه وروحه معا من الهلاك الابدي والخسران المبين،
لا يسأل الا الله ، ولا يتوكل الا عليه ولا يطمئن الا اليه
مؤمن بأن واهب الحياة هو وحده من يرعاها ويديمها بالرزق.
واما الآخر.....
فهو الفاسق الخاسر ....
الذي يلهث وراء هموم العيش لحد اتهام الرازق الحقيقي ،
ولا يبالي في سبيل الحصول على لقمة العيش ....
ان تفوته الفرائض وتتعرض له المعاصي
ان اضعف حيوان وابلده ليرزق بأفضل رزق واجوده ...
وان اعجز مخلوق وارقه ليأكل احسن رزق واطيبه ....
سبحان الله...
الذي يرزق الاسماك البليدة.... والثعالب
يرزق الصغار الذين لا قوة لهم..... والوحوش الكاسرة
والاشجار المنتصبة......والحيوانات اللاهثة
ان الذي يترك العبادات لأجل هموم العيش،
مثله كمثل الجندي الذي يترك تدريبه وخندقه ويتسول متسكعا في الاسواق....
بينما الذي يحافظ على العبادة ....دون ان ينسى نصيبه من الرزق
لئلا يكون عالة على الآخرين..... فجميل عمله
بل هو ضرب من العبادة ايضا...
ان فطرة الانسان وما اودع الله فيه من اجهزة معنوية.....
تدلان على انه مخلوق للعبادة
لأن ما اودع فيه من قدرات وما يؤديه من عمل لحياته الدنيا ،
لا تبلغه مرتبة ادنى عصفور الذي يتمتع بالحياة اكثر منه وافضل !!
بينما يكون الانسان سلطان الكائنات وسيد المخلوقات ،
من حيث حياته المعنوية الاخروية......
بما اودع الله فيه من علمه وافتقار اليه وقيام بعبادته...
فإذا كنت تجعل الحياة غاية مقصدك وافرغت في سبيلها جهدك..
فسوف تكون قد امتهنت عقلك، واصبحت في حكم اصغر عصفور في الدنيا ...
ولا حظ لك ولا نصيب في الآخرة...
واذا جعلت الحياة الاخرة غاية المنى وسعيت سعيها...
واتخذت هذه الحياة الدنيا وسيلة لها واعتبرت وجودك فيها ضيفا فاضلا كريما......
لتكون مكرما في الحياة الآخرة.