قال الله تعالى ....و لقد كرمنا بنى ادم و حملناهم فى البر و البحر ورزقناهم من الطيبات و فضلناهم..... فسبحان من البسه خلع الكرامة كلها من العقل و العلم و البيان و النطق و الشكل و الصورة الحسنة والهيئة الشريفة و القد المعتدل و اكتساب العلوم بالاستدلال و الفكر و اقتناص الاخلاق الشريفة من البر و الطاعة و الانقياد فكم بين حاله و هو نطفة فى داخل الرحم و بين حاله و الملك يدخل عليه فى جنات عدن ......فتبارك الله احسن الخالقين.....فالدنيا قرية و المؤمن رئيسها و الكل مشغول به ساع فى مصالحه و الكل قد اقيم فى خدمته و حوائجه فالملائكة الذين هم حملة العرش ومن حوله يستغفرون له .. والافلاك سخرت منقادة دائرة بما فيه مصالحه و الشمس و القمر والنجوم مسخرات جاريات بحساب ازمنته و اوقاته والعالم الجوى مسخر له برياحه و هوائه وسحابه و طيره و ما اودع فيه و العالم السفلى كله مسخر له مخلوق لمصالحه ارضه و جباله و بحاره و انهاره و اشجاره ......و كل ما فيه فالسائر فى معرفة الاء الله و تامل حكمته و بديع صفاته اطول باعا و املا صواعا من اللصيق بمكانه المقيم فى بلد عادته و طبعه راضيا بعيش بني جنسه لا يرضى لنفسه الا ان يكون واحدا منهم يقول لى اسوة بهم ..انا الا من ربيعة او مضر ..و ليست نفائس البضائع الا لمن امتطى غارب الاغتراب و طوف فى الافاق حتى رضى من الغنيمة بالاياب فاستلان ما استوعره البطالون وانس بما استوحش منه الجاهلون من كتاب مفتاح دار السعادة لابن قيم الجوزية