لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
إحصائية العضو
آخـر
مواضيعي
،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( عمر ) ، الأولى أن تكون القراءة والرقية بصوت مسموع ، ولذلك قلت في كتابي الموسوم ( القواعد المثلى في علاج الصرع والسحر والعين بالرقى - 5 / 163 ، 165 ) تحت عنوان ( الابتعاد عن مواضع الريبة ) ما نصه :
ومن القواعد الهامة التي لا بد أن تترسخ لدى المعالِج هو الابتعاد عن مواضع الريبة التي توقع العامة في لبس وفهم خاطئ ، كالقراءة بصوت منخفض ، أو التصرف بإشارات مبهمة غير واضحة أو غير معلومة ، بحيث لا يميز المريض ما يقرأه المعالِج أو يقوله أو يفعله ، والأولى القراءة بصوت مسموع لكي لا يكون في الأمر ريبة أو شك ، وقس على ذلك الكثير مما يجب أن يراعيه المعالِج مع المرضى من العامة والخاصة 0
قلت معقباً على مسألة " القراءة بصوت مسموع " : ( وليس كما يفعل البعض من القراءة بصوت مزعج أو استخدام السماعات والميكرفونات ذات التردد العالي الذي يزعج المرضى والحاضرين ويخرج القراءة عن هدفها المنشود ، وليس الهدف من اباحة استخدام بعض الأجهزة كما بين العلماء حفظهم الله إلا إيصال صوت المعالج للمرضى وذلك بقراءة القرآن والدعاء بالمأثور عن الرسول ، بحيث يقرأ القرآن بخشوع وتدبر من قبل المعالج ، وكذلك سماعه من قبل المرضى بتدبر وتأمل وفِقه معانيه العظيمة ، هذا هو الهدف والغاية من الرقية والاستشفاء بها ، أما ما يفعله كثير من المعالجين اليوم في استخدام هذه الأساليب بحيث تخرج حتى من التأدب مع قراءة كتاب الله ، فهي أخطاء لا بد أن تقوم لكي نظهر حقيقة هذا العلم والغاية والهدف الذي شرع من أجله والله تعالى أعلم )( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى - الحاشية - 5 / 163 ) 0
يقول الأستاذ أبو أسامة محي الدين : ( إن الشيطان لا يدع فرصة للدخول منها إلى النفس البشرية إلا وانتهزها ، ومن ذلك مواقف الشبهات واللبس والغموض والوسوسة ، ولذلك يجب على المسلم ألا يقف موقف الشبهات وإذا حدث ذلك فيوضح للناس حاله ومسلكه والغرض من أفعاله حتى لا يدخل الشيطان بينه وبين المسلمين بالوسوسة والإفساد )( عالم الجن والشياطين من القرآن الكريم وسنة خاتم المرسلين - ص 140 ) 0
يقول الأستاذ علي بن محمد ياسين : ( لا بد للراقي أن يكون واضحاً في رقيته ، لا يعلوه أو يعلو رقيته غبش أو تلبيس ، يقرأ بصوت واضح مفهوم ليُعلم عنه ماذا يقرأ ؟! وكيف يقرأ ؟! فلا يهمهم أو يتمتم ، ولا يأتي بحركات أو أفعال غريبة بعيدة عن الرقية الشرعية السهلة الميسرة ، بل عليه التقيد بما ورد ، وكيف كان الرسول يفعل حال رقيته ، لتتميز قراءته بكلام الله والأدعية الشرعية عن همهمات السحرة والدجالين ، ويتضح منهجه الشرعي عن غيره ، فتحصل بذلك المنفعة للناس ويتميز برقيته الشرعية عن أولئك )( مهلاً أيها الرقاة - ص 42 – 43 ) 0
ورسول الله أسوة حسنة في السلوكيات والأخلاقيات ، فقد ثبت في الصحيحين عن صفية بنت حيي زوج النبي قالت : كان رسول الله معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني - أي يرجعني إلى بيتي - وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فلما رأيا رسول الله أسرعا ، فقال لهما : على رسلكما إنها صفية بنت حيي 0 فقالا : سبحان الله يا رسول الله ، فقال : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا - أو قال شيئا ) 0
قلت : ومن هنا كان حريا بالمعالِج الاهتمام بهذه الجزئية غاية الاهتمام وتوخي الدقة في كافة التصرفات والسلوكيات المنهجية قولا وفعلا ، دون الخوض في أمور مبهمة أو تصرفات عشوائية ، ولا بد من تقديم صورة واضحة نقية عن الرقية الشرعية وضبطها بالقواعد والأصول والأحكام التي لا بد أن تتحلى بها ، وبالتالي تبدو الرقية علما شرعيا يستفيد منه القاصي والداني وينظر اليه بفخر واعتزاز ، ويصبح نواة وأساسا لحل وشفاء كثير من المشكلات المتعلقة بالأمراض العضوية والنفسية والروحية 0
أكتفي بهذا القدر وأترك المجال لمداخلات أخرى نافعة بإذن الله عز وجل 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :