هناك أمام عتبة بيتها تذكر عهده و اتفاقه
أن لا يعالج أحدا خارج جدار بيته و خاصة النساء
ثم تذكر سؤال الفتاة عن أمر هام
لكنها ردته خائبا محتارا عندما أخبرته أنها وحيدة أمها و أن أقاربها لا يعترفون لا بالسحر و لا بالعين و لا بالتلبس..
و هي الوحيدة التي تدرك تلك الحقيقة الشرعية..
صمم أن لا يدخل بدون وجود رجل في البيت
رأت منه الفتاة ذلك الإصرار فأجهشت بالبكاء و النحيب
أدخل و لا تتردد فأمي بين الحياة و الموت
إنها الضرورة و من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا
رغم احساسه بالإنقباض الشديد
غير أنه استغفر الله و لج بيتها بعد أن سمع صرخات أمها الرهيبة تخترق الجدران
قال :
تلك ضرورة قصوى لن أطيل بل لن يتعدى مكوثي دقائق
كشف عن المرأة العجوز ثم خرج مهرولا بعد أن ترك للفتاة بعض التوصيات
و منها أن تحضر والدتها لبيته ليتم علاجها عبرمراحل
دخلت الفتاة باب حانوته مستبشرة تزف له خبر تحسن والدتها
و تشكره لأنقاض حياة أمها و أنها مدينة له بحياتها
أنتم أهل التقوى و الصلاح ..أنتم جنود الله في أرضه..
لقد يتيمة حرمت من الأب و الأخ.. و سأعدك والدي أو أخي..
حرمت من تعلم أمور ديني و شرعي.. و سأعدك أخي و معلمي..
و تختم تواجدها
بالإستفسار عن بعض التوصيات و النصائح ..
كان المعالج قد اندهش فما أسرع ما تعافت تلك المرأة
رغم أنه وجد حالتها من أصعب الحالات..
حتى أن ضيقا و تعبا انتابه و لم حينها تدم الجلسة أكثر من دقائق
لكنه حمد الله أن جعله سببا في شفائها
طبعا كان الجني صالح رفيق الدرب
حتى أنه أبدى تعاطفه الشديد مع تلك الفتاة اليتيمة
بل تدارس مع الراقي حالتها و حالة والدتها
و كان منه أن أخبره بأنها هي أيضا مصابة و اصابتها ليست هينة
و لكنها المسكينة تجهل عن حالها أو تغض الطرف عن مصابها بسبب انشغالها بأمها و كثرة حبها لها و برها بها..
يدخل المعالج في حيرة لم يسبق له و أن صادفته
يحس بشيء غريب بل بأشياء غريبة و لكنه لا يحسن تفسيرها
ففي الوقت الذي يحس بتعاطف مع الفتاة
ينتابه القلق و التوتر و الضيق..
ما المشكلة أيها المعالج ؟
تابعوا معنا لتتعرفوا عن المزيد من الأحداث المحيرة