السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله تعالى وحده
والصلاة والسلام على من لا نبى بعده
وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد:
ما حكم قول المرأة للرجل الأجنبي (وهو الذى يحل لها الزواج
منه) " إني أحبك في الله " ؟
الحمد لله:
أرى أنه لا يجوز للمرأة مخاطبة الرجل الأجنبي بذلك ولا مكاتبته
به مهما كان علماً و نفعاً وديناً
وذلك أن المؤمنة منهية عن الخضوع في القول عند مخاطبة
الرجال الأجانب
فقد قال الله تعالى لأكمل نساء المؤمنين وأبعدهن عن الريب:
(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ
بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً)
(الأحزاب: 32).
قال ابن العربي في تفسيره أحكام القرآن (3/56:
"فأمرهن الله تعالى أن
يكون قولهن جزلاً, وكلامهن فصلاً, ولا يكون على وجه يحدث في
القلب علاقة بما يظهر عليه من
اللين المطمع للسامع , وأخذ عليهن أن يكون قولهن معروفاً".
فنهى الله تعالى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهن أمهات
المؤمنين عن اللين في القول
وهذا يشمل اللين في جنس القول واللين في صفة أدائه.
وسائر المؤمنات يدخلن في هذا التوجيه من باب أولى فإن الطمع
في غيرهن أقرب.
فالمرأة ينبغي لها إذا خاطبت الأجانب أن لا تلين كلامها وتكسره
فان ذلك أبعد من الريبة
والطمع فيها.
أما ما رواه أحمد وأبوداود من ثابت قال:
حدثنا أنس بن مالك أن رجلاً كان عند
النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل. فقال: يا رسول الله إني
لأحب هذا، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم: أعلمته؟ قال: لا. قال: أعلمه. قال: فلحقه،
فقال: إني أحبك في الله.
فقال: أحبك الذي أحببتني له.
فرواه أحمد من طريق الحسين بن واقد به ورواه أبوداود من
طريق المبارك بن فضالة به.
ورواه الطبراني في المعجم الأوسط من طريق إسحاق بن إبراهيم
قال نا عبد الرزاق قال:
نا معمر عن الأشعث بن عبد الله عن أنس بن مالك وفيه قال: "
ثم رجع إلى النبي صلى الله
عليه وسلم، فسأله، فأخبره بما قال. فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: أنت مع من أحببت
ولك ما احتسبت".
وقد صحح الحديث ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي كما في
المستدرك 4/189.
فإنه لا يدل على مشروعية أن تخبر المرأة الرجل الأجنبي بذلك،
وكذلك العكس. فإن هذا الخبر وارد في محبة الموافق في الجنس
الذي تؤمن فيه الفتنة
وليس فيه ريبة.
وقد أشار إلى هذا المعنى المناوي في فيض القدير (1/247)
فقال:
"إذا أحبت المرأة أخرى لله ندب إعلامها". وأنه إنما يقول ذلك
للمرأة فيما إذا كانت زوجة
ونحوها.
كما أنه لا يُعلم أن إحدى الصحابيات قالته للنبي صلى الله عليه
وسلم
الذي جعل الله محبته فرضاً على أهل الإيمان ذكوراً وإناثاً ولم
ينقل أنه قاله لإحداهن.
والله المسؤول أن يحفظ علينا ديننا وأن يلهمنا رشدنا آمين.
الشيخ
خالد بن عبد الله المصلح
13/9/1424هـ
إضافة جميلة للموضوع ,,,
للأسف الشديد اعتادت النساء عند الاتصال بالشيوخ في برامج
البث
المباشر أن تقول له "إني أحبك في الله يا شيخ"
ومن طرائف ما رأيت أن إحدى المتصلات قالت للشيخ محمد
حسان "إني أحبك في الله"
حيث أنها ألقت السلام فرد عليها ثم قالت "إني أحبك في الله"
فصمت الشيخ ولم يرد
ثم قال معلقاً أريد ان ألفت نظر الأخوات الفضليات أن الحب في
الله من اسمى أنواع الحب
ولكن ينبغي أن لا تقول المرأة للرجل "إني أحبك في الله"حتى لو
كان شيخاً لأنه بشر ..
أما الموقف الآخر حدث مع الشيخ محمد حسين يعقوب عندما
قامت إحدى
الأخوات بالاتصال ببرنامجه على قناة الناس...
المتصلة : السلام عليكم يا شيخ
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المتصلة: إني أحبك في الله يا شيخ
الشيخ: ماينفعش
وياليت كل الشيوخ يفعلوا مثل هذين الشيخين الفاضلين وأن لا
يتحرجوا
من الرد على النساء الآتي يقلن هذه العبارة..
الموقف الثالث الشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ أبى إسحاق
الحوينى
فى لقاء إفتتاح قناة الحكمة
وكانت إحداهن تتكلم فى الهاتف
فقالت للشيخ محمد حسين يعقوب: إنى احبك فالله
فلفت الشيخ أبى إسحاق الحوينى انتباه الشيخ محمد حسين
يعقوب
فقال الشيخ محمد حسين يعقوب: أن هذا لا يجوز
وكان هذا بحضرة الشيخ محمد حسان حفظ الله الجميع.
أخيرا ً
أتمنى من القائمين تثبيت هذا الموضوع الهام جدا ً حتى يتسنى
للجميع والجُدد كذلك مراجعة هذا الأمر
والله تعالى أسأل أن يُهيىء لهذة الأمة أمر رُشد يُعز فيه أهل
الطاعة ويُذل فيه أهل المعصية
إنه بكل جميل ٍكفيل وهو حسبُنا ونِعم الوكيل
والحمد لله رب العالمين