تحية رمضان
جَنَّح الشوق بقلب خافقٍ
بجوى الوجد على الفجر الوليد
وازدهت أغواره وارتسمت
لوحة الحسن على الوجه البليد
وتراءى المجد في عليائه
يحمل الذكرى إلى العهد التليد
وتناءى اليأس عن مطلعه
وتوارى خلف آكام الركود
وتندى البشر من ترنيمه
وتباهى الكون باللحن الغريد
هاهو اليوم وقد أرقني
طول نأي يتجلى من جدي
يوقظ العزم بقلب مدنف
في خضم الحزن في ظل الجمود
فغدوت اليوم في سر السهى
طامح القلب بأنفاس الصمود
عامر الصدر بأنسام الهدى
مفعم الروح ببشر ووعود
أنت سرٌ ... رمضان السعد في
أفقك الزاهي حبور للعبيد
أنت فيض من خشوع صادق
وصفاء وسط محراب الخلود
فيك للآيات مسرى واعد
يبعث النشوة في روح العميد
أنت شيء من جلال صامت
أنت وحي من تباشير الورود
وأنا اليوم طروب أنتشي
نفحة الفردوس تهمي بالسعود
فابسمي يانفس دونك محفل
للسِّنا الهادي وللفعل السديد
عانقي الإجلال في أبراجه
واغسلي الأردان بالغيث المديد
هاهو الخناس في معقله
واجم الوثبة في ذل القيود
راسفاً… والهون قد كبله
في صغار تحت أطباق الصعيد
ذاك سر البغي في عالمنا
قد كُفيناه حقوداً وحسود
وأتى اليوم ملاكٌ هاتفٌ
أبلج الغرة ريانٌ فريد
يتشظى الحسن من تهليله
وينادي أين طلاب الخلود
فتهادت نحوه الأفواج في
فيلق غض تباهى للوجود
رانيات لوريف عامر
بسخاء الجود في العيش الرغيد
لرحاب حافلاتٍ بالمنى
ناعماتٍ صانها الرب المجيد
الراقي السعودي - يوسف الدوس