هل الرقية الشرعية بسيطة أم معقدة ...؟؟؟
تطفل الجن على الأنس بعدد من الطرق المتنوعة وتفاوتت خطورة ما يحدثه شياطين الأنس والجن بالإنسان من عين وحسد وسحر ومس ...
كذلك تشابه جميع الأمراض العضوية والنفسية والعصبية والروحية فيما تحدثه من أعراض على المصاب فبعض أعراضها تتداخل فيصعب التفريق بينها عند الكثير من المصابين وأيضاَ المعالجين ..
ويوجد أيضاً أمر خطير وهو أن عدد كبير من الناس جعل من الجن شماعته التي يعلق عليها كل ما يصيبه من نصب ووصب ، أو كل ما يعرقل نجاحاته وإنجازاته ...
و بعض المصابين يهول أمر الإصابة بأمراض الجن ويعتبره أمر يصعب الشفاء منه ويظن أن الأمر يحتاج قدرات خارقة للشفاء وقد يعتقد أنه لا يستطيع علاج نفسه وأنه يجب أن يقوم شيخ معالج بعلاجه ..
ولا شك أن بعض الحالات تحتاج ذلك في بداية العلاج فقط و لكن السواد الأعظم يستطيع علاج نفسه بأبسط الطرق وأيسرها ..
وهذه دعوة للتساؤل.. لماذا يلجأ بعض الناس إلى السحر في تحقيق أمانيهم مهما كا ن نوعها سواء كان إنتقاماً أو سعادة يطلبها أو جلب منفعة أو دفع ضرر أو علاج ...؟؟؟
لماذا يعتقد كثيراً من الناس أن سحر أو عين أو حسد أو مس أو قف نشاطه وأموره ...؟؟؟
وهل سبب هذا أن طبع الإنسان العجل ...وطلب السرعة في كل شيء...؟؟.؟
وهل فقد الناس إيمانهم بتقسيم الأرزاق ..؟؟
** الرقية الشرعية علم وعلاج ثابت بالكتاب والسنة النبوية المطهرة ..وقد أرتاد هذا التخصص الكثير من المعالجين الذين يختلفون حسب توجهاتهم وثقافتهم وفهمهم ودوافعهم ...
فتجد منهم طالب العلم المثقف المتدين وتجد طالب المال والشهرة وتجد العامي وتجد من يستغل الرقية في أمور بعيدة كل البعد عن الشرع والدين ...
لكل مرض من الأمراض بأنواعها المختلفة معالج متخصص بارع في العلاج ومتقنُ له وإن تفاوتت القدرات والتميز..
والمعالجين أي كان تخصصهم نفسي أو عضوي أو عصبي أو روحي ينقسمون لقسمين في نظرتهم لتخصصهم والتخصص الآخر ..
فبعضهم تحزب لتخصصه على حساب صحة العلاج الآخر فتراه ينفي فاعلية العلاجات الأخرى وأهميتها ويتقوقع حول هذا الأمر ،
أما البعض الآخر فلديهم مرونة وأتزان وفهم لما يصيب الإنسان من أمراض وهم بذلك يزنون الأمور بميزانها الحقيقي ..
وقد توالت الأبحاث ونعددت وتعقدت الدراسات حول الرقية الشرعية وكثرت التساؤلات
و كثرت الأدوية والعلاجات والتجارب والوصفات وأحتار المرضى والمصابين بين المعالجين والرقاة والمنتديات ..
وكثيراً من المصابين جعل من نفسه حقل تجارب للوصفات القوية والصاعقة و الحارقة إلى غيرها من المسميات
وأجتهدوا في تقسيم آيات القرآن الكريم بآيات المس وأيات السحر وآيات العين وتثبيت وأسقاط ..
والكثير من المرضى لم تزده هذه الدراسات والأبحاث إلا تشتت ورهبة وخوف و يأس من الشفاء ..
وبعض المرضى تصور أمر الرقية كأمر السحر بنوعية و تعدد طلباته في العلاج بالرقية ...
الأمور إذا أخذت ببساطة يتم تطبيقها في يسر وسهولة وإذا تم الإسترسال فيها وتعقيدها وتفرع تخصصاتها صعب تطبيقها ..
إذا تأملنا في السور و الآيات والأذكار التي وردت في السنة المطهرة للإستشفاء والرقية عن الرسول صلى الله عليه وسلم لوجدناها سهلة يسيرة ..
و لوجدنا أن الأخذ بأحد الأسباب وألتزامه وتدبره كاف لشفاء ما يعاني منه المصاب ..
قد يأتي إلي الراقي أو المعالج الشرعي أحد المصابين بمرض نفسي أو عضوي ...
والنتيجة إما أن يكون الراقي يعي هذا الأمر ويستطيع التفريق وإما أن يكون راقي لا يستطيع التفريق ويصنف الإصابة أحد حالات الإصابة الروحية حسب الأعراض الناتجة ...
ونتيجة أخرى تترتب على السابقة مصاب يتعالج من إصابة روحية غير موجودة وعدم الشفاء منها ..
أو مصاب أدركه معالج يعي أمر التفريق بين الأمراض فيخبره أن لا علاج له بالرقية ..
وفي كلا الحالتين عدم توفيق ومجانبة للصواب ...
فالمعالجين العارفين تحمسوا لمعرفتهم فكان معظم تركيزهم أن المصاب قد يكون مصاب بالوهم أو الأعصاب ..فقد يقومون بإرسال المصاب إلى طبيب نفسي أو عصبي والله أعلم ما ينتج عن هذا التوجيه ...فقد ينتج إنفعال للمصاب وتردي حالته لأن المرض النفسي والعصبي أكثر خطورة وتأثير على نفس المصاب من المرض الروحي ..
وقد يقع المصاب أسير أدمان المهدئات وعقاقير شديدة الخطورة ...وطبعاً ليس الأمر بالعموم
وقد يحدث عبث من الجن بإيهام الراقي أن الإصابة نفسية أو عصبية فترة الإختبار ...
والمعالج الذي أخطأ التشخيص أضاع وقت المصاب وجهده ...وربما أصابه الوسواس والشكوك فيمن حوله ...
ولحلول وسطية لمعالجة الأمر ..
على المعالج أن يطلب فحص و تشخيص طبي لسلامة الناحية العضوية ثم الرقية ..
وفي حالة الشك أو وجود إصابة نفسية أو عصبية فإنه يرقى الشخص بالرقية العامة للإستشفاء وتعريف المصاب بها كما وردت في السنة النبوية المطهرة ...
فالرقية الشرعية لم ترد فقط في علاج الأمراض التي يسببها الجن وإنما وردت بصفة عامة ..
والمعروف للجميع أن الرقية والقرآن الكريم شفاء لكل داء ..ولكن عدم توفيق البعض في الإستشفاء هو عدم أخذ أسباب العلاج على أصولها ...فقوة السلاح بقوة الضارب به ...
أختكم أم سلمى
تم التحرير يوم الإربعاء
13/ 1/ 2010 / م