الحمد لله و الصلاة و السلام على محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من واله...
تكملة ما بدأناه نقول بعون الله و توفيقه:
نُنْسِأ اوقات الرؤيا و افضلها لِنُبْخِر مع أدوات المعبّر المطروحة امام الرائي...
فالمعبّرون قسمان, قسم لا يحتاج الى سؤال و لا استفسار حيث جوابه خبرا و انشاءً و هذا ينحصر مع الانبياء و المرسلون فيُوحى اليهم تعبيرا كما يوحى اليهم تشريعا....
وهذا الامر اي تعبير المنامات يُعدّ من الامور الدينيّة حيث جزء من اجزاء النبوة و الامور نوعان منها دنيويّ و اخرى اخرويّ و اولاهما تدور ضمن اطار (اهل مكة ادرى بشعابها) و ( انتم اعلم بامور دنياكم) الحديثان و لذا كان صلى الله عليه و سلم يقوم بمشورة اصحابه في امور الاولى العاجلة كمشورة سليمان بحفر الخندق....
بينما لم نجده صلى الله عليه و سلم يرمي معالم التعبير الى اصحابه ليقوموا هم بواجب المعبّر الفطن حيث التعبير و التبليغ بينهما خصوص و عموم فالتبليغ يشمل التعبير و التعبير من التشريع و لذا مردّه الى (الله اعلم) عند تبعيّة الرسل و الانبياء و هم الصحبة....
و ذكرت هذا عندما سُئلت من احد الروّاد عن سبب كثرة اسئلتي المتراكمة على عاتق الرائي فكانت رسالتي (اتحاف البشر قبل تدوين رؤياه عليه ستة عشر)....
و القسم الثاني من المعبّرين هم من رُفعت عنهم العُصْمَة امثال الصحابة و التابعين و تابع تابعيهم الى يومنا هذا....
فجميع الشمل يدور في تعبيره بين الخطأ و الصواب ثم الصواب على مراتب منه بمعنى اليقين و آخر بمعنى الظن الراجح فالاول لا يُدرك الا بشيئين اثنيين:
1- ان يكون المعبّر نبيا او رسولا.
2- ان تقع الرؤيا على وفق قول المعبّر
و الثاني موضع اجتهاد فمتى غلب جانب الظنّ عند المعبّر فيُفصح بما آتاه الله من علم و يردف عقب ذلك بقوله ( الله اعلم)
و بين الخطأ و الصواب تأتي مرتبتين احداهما بمعنى الشك و الاخرى بمعنى الظن المرجوح......
و الشكّ مما يستدعي المعبّر ان يستكثر من الاسئلة ليصل بالرائي الى برّ الامان و بعدها اما ان تبقى رؤياه في موطنها الظنّ و عندها نتلفظ قلبا (رب ذني علما) و قالبا ( و ما اوتيت من العلم الا قليلا).
و آخرها انواع الرؤيا هي ما ترجّح جانب الظن الى الاسفل بحيث اصبح التعبير يحتمل ظنا مرجوحا فيُطرح التعبير فَيَسْلَم الرائي و المعبّر....
اذا اصبح التعبير على النحو التالي:
1-تعبير يقينيّ
2-تعبير ظنننّي راجح
3-تعبير شكيّ
4-تعبير ظنّي مرجوح
و بناء على هذا يختلف المعبّر عن اقرانه و امثاله من المعبّرين بما يطرحه امام الرائي سائلا...
فمنهم من يستكثر و منهم من يستقلّ و انا شخصيّا اميل الى جانب الاستكثار حيث اعتقد ان المعبّر كالطبيب فمتى اخفق المريض في جوابه كان العلاج بعيدا و هكذا مع الرائي و المعبّر, فلا يتسطيع معبر ما و بعد خَتْمُ الله على الرسل ان ينحّي العون من الرائي فلا بدّ من سؤاله و سؤله....
و من اهمّ من يستلزم الرائي ان يعرفه هو التالي:
1- نوع الرائي ذكر كان او انثى او مشكّل و خنثى....
فتختلف طبيعة الانثى عن الذكر من حيث المرئيّ و متاع الدنيا و تكاليفها و ما هنالك من امور....
فالذّهب يُحمد للنساء و يُكره على الرجال و كذلك لباس الحمرة و غيرهما.....
2- معرفة عمر الرائي مناما و يقظة....
و لولا هذا لضاعت مفاهيم كثيرة حيث الصبيّ دون البلوغ لا تتأتى رؤياه على نحو من بلغ بله من شاب و تَكَهّْل و رُدَّ الى ارذل العمر...
فرؤيا العجوز الصالح مركبا مريحا و طائرة سريعة دُلّت على موته و جنّته بيد الشاب مرحلة جديدة في حياته و حسنة ....
و رؤية العجوز اسنانه المناثرة مجتمعة ليس كمن رآها من الشباب و زد على ذلك ممن هو دون البلوغ.....
و سنكمل ان شاء الله تعالى....
ملاحظة: هذه اسئلة الدرس الاول: نرجو عدم مراجعة ما كتبناه اثناء الاجابة و نرجو ارسال الاجوبة عبر الرسائل الخاصة....
1- عدّد ثلاثة رؤيا لانبياء؟ (3 نقاط)
2- النبوة كم جزء هي؟(نقطتان)
3- ادوات المعبّر عددها؟(3نقاط)
4- انواع ما يراه النائم؟(7 نقاط)
5- شروط الرؤيا الصادقة؟(5 نقاط)
6- ...