الموت كم هو قريب منّا!!!
كلمة سمعتها من فيه شقيقتي يوم موت زوجها يرحمه الله
فحفظتها و تدبرتُها بله مكثتُ بين طيّاتها...و كانت لا تفارقني البتة
و عشتُ آخر لحظاتها...فكانت بحقٍ ارجوزة أصابتني في مقتلٍ...
عند السّاعة الثانية عشر ليلاً...بينما كنتُ أقود سيّارة على اوتستراد الهري شمال لبنان و إذ المح سيارة من ذاك الأفق لم أتخيّل سرعتها!!!
فأردتُ أنْ أفسح لها الطريق لتمرّ فأخذتُ يمينا و إذ أسمع صوت فراملها ملأ الكون فاصطدمت بمؤخرة سيارتي!!!
و بتُّ لا استطيع أن اتحكم بوجهة سيري فكانت سيارتي تمشي بشكلٍ دائريٍّ خمس مراتٍ و أكثر!!!
و هنا أدركتُ تالله أنّ الموت بات قاب قوسين أو أدنى و من توفيق الله تعالى أنْ الهمني أنْ أغمض كريمتيّ...(العينان) حتى لا يشخص بصري و يرى ما يُنسيه النّطق بالشهادتين......
و أذكر أنّي كررتُ النّطق بهما أكثر من سبع مراتٍ!!! و كلّ مرة أقول لنفسي معزيّا و مسليّاً هذه الكلمة آخر عهدك بدنيا كرهتِ العيش فيها!!!
و لم يتبادر الى ذهني الاّ أنّ الحديد الذي على حافتي الطريق سوف ينشر عظمي و يمزّق لحمي!!!
لكنّها ثوانٍ و أكون بين يدي الله...إمّا لجنّة و إمّا لنار تلظّى!!!
دقيقة واحدة...والله كأنّها تعدل عمري كلّه...نسيتُ أسعد أيّام و لم اتذكر الاّ كنه طعم الموتِ...و هل سأبقى سويعات أتذوّق مرارة الألم !!!
و فجأة فتحتُ عيناي و إذ ما زالتْ تلك الروح تمرّ مرّ السحاب في جسدٍ أكل الخوف منه!!!!!!!!
لم أصدّق حتى السّاعة أنّي بين أظهركم والله...لم أصب بأذى...بيد السيارة لم يبق لها مقدمة و لا مؤخرة!!!
فأخذتُ نَفَساً عميقاً و ترجلتُ الأرض و إذا بمنْ كان سبباً بما حصل يبعد عني حوالي خمسين متراً!!!
ايضا لم يُصب بأذى!!!
فمرّت دقائق معدودة و اذا بشاحنة كبيرة كادت أن تقضي على الجميع...و كان الموت مرة أخرى أقرب الينا!!!
فغيّرتُ وجهة سيارتي إذ بسبب الحادث باتت بعكس وجهة السير!!!
أحمد الله تعالى أنْ ردّ اليّ تلك الرّوح ليس حبّاً بدنيا لا تساوي جناح بعوضة و إنّما طلباً للموت مبارزاً أهل الكفر....
موتة لطالما كنتُ أنشد لها...فأرجو من الله أنْ لا يحيل بيني و بين الشّهادة في سبيله......
لو كنتُ ذاك الصريع...ذاك الميّتُ...لا تسل عن والدتي و لا والدي و لا جميع إخوتي حالهم و مآلهم!!!
ستعيش ماريا و رزان أيتاماً!!! و كذا عبد الرحمن.
ستعيش زوجي أرملة!!!
ستعيش والدتي بقية حياتها حزينة!!!
سيعيش والدي أو يتوقف قلبه الخاوي الاّ من ذكر الله!!!
اخي...اخوتي...الحزن سيكون قميصهم و قلنسوتهم!!!
سأكون سبباً في هذا كلّه...و الله المستعان
ختاماً أسال الله تعالى أنْ يمتّع أحبابي بعيشة هنيّة طيبة كريمة...و أن يرزقني شهادة في سبيله لا تدع علماً على شخصي...أيّ لا تبقي و لا تذر....و الحمد لله أولا