،،،،،،
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 0
( ياأَيُّهَا الَّذِينءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
( سورة آل عمران - الآية 102 )
( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
( سورة النساء - الآية 1 )
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
( سورة الأحزاب - الآية 70 – 71 )
أما بعد :
فإن أحسن الكلام كلام الله سبحانه وتعالى ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار 0
سبق وأن عرضت مسألة تتعلق بـ ( الجسم الأثيري ) وقد بينت باختصار شديد ما يتعلق بهذه المسألة ، وحيث أنني في الوقت الحالي أقوم على تأليف كتاب جديد تحت عنوان :
( المسائل المشكلة في العلاج والاستشفاء بالرقية )
والكتاب يبحث في كثير من المسائل المشكلة الخاص بالعلاج والاستشفاء والتي تهم المعالجين بشكل عام ، وقد تعرضت بالتفصيل لهذه المسألة - الباب الثالث : المبحث السادس عشر : تحت عنوان ( حقيقة تعذيب الجن على الجسم الأثيري ) ، وإليكم التفصيل :
من فينة لأخرى يظهر على الساحة مصطلحات غريبة تحتاج لوقفة تأمل والأهم من ذلك أن توزن بميزان الشريعة ، فمن قائل :
( بأن تأثير الشيطان هو على الجسم الأثيري وليس على الجسم المادي )
ومن قائل :
( بأن تعذيب الجن للإنس يقع على الجسم الأثيري دون الجسم الحسي ) 0
وفي حقيقة الأمر وبعد متابعة أقوال أهل العلم والاختصاص في العقيدة وبناء على تخصصي في علم الرقية الشرعية فلا بد من إيضاح بعض النقاط الهامة المتعلقة بهذا الموضوع :
أولاً : مصطلحات أخرى تدور في فلك هذا المصطلح :
أعتقد بأن مثل هذا المصطلح يقع ضمن مصطلحات أخرى أطلت علينا برأسها من الغرب ومن ذلك : الخروج من الجسد ( الإسقاط النجمي ) ، والتحكم في مراكز الطاقة ، والبرمجة اللغوية العصبية ، إلى تغيير العقل ، إلى العلاج بالطاقة ، إلى دورات الريكي والقائمة تطول 0
ثانياً : المرض الروحي يؤثر على الإنسان تأثيراً حسياً ملموساً :
ما علمناه في القرآن والسنة عن المرض الروحي بشكل عام أنه يؤثر على الإنسان تأثيرا حسياً ملموساً ، فالمرض الروحي – أعني الصرع ، السحر ، العين او الحسد – قد يمرض الإنسان أو يقتله ، وحتى نتبين هذا المفهوم أضرب أمثلة على ذلك :
1)- السحر :
معلوم بأن السحر شرعاً : هو عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب والأبدان، فتمرض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه ، قال تعالى :
( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ )
( سورة البقرة – جزء من الآية 102 )
وقد أمر الله بالتعوذ من السحر وأهله ، فقال جل شأنه :
( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ )
( سورة الفلق – الآية 4 )
وهن السواحر اللواتي ينفخن في عقد السحر ، والسحر له حقيقة ، ولذا أمرنا بالتعوذ منه ، وظهرت آثاره على المسحورين ، قال تعالى :
( وَجَاءُو بِسِحْرٍ عَظِيمٍ )
( سورة الأعراف – جزء من الآية 116 )
فوصفه بالعظم ، ولو لم تكن له حقيقة لم يوصف بهذا الوصف ، وهذا لا يمنع أن يكون من السحر ما هو خيال، كما قال سبحانه عن سحرة فرعون :
( يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى )
( سورة طه – جزء من الآية 66 )
أي : يخيل لموسى أن الحبال تسعى كالحيات من قوة ما صنعوه من السحر0 وعليه فالسحر قسمان سحر حقيقي وسحر خيالي ، وهذا لا يعني أن الساحر قادر على تغيير حقائق الأشياء ، فهو لا يقدر على جعل الإنسان قردا أو القرد بقرة مثلا 0
والساحر ليس هو ولا سحره مؤثرين بذاتهما ولكن يؤثر السحر إذا تعلق به إذن الله القدري الكوني ، وأما إذن الله الشرعي فلا يتعلق به البتة ، لأن السحر مما حرمه الله ولم يأذن به شرعا ، قال تعالى :
( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ )
( سورة البقرة – جزء من الآية 102 )
وقد قدمت في كتابي الموسوم ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) تعريفاً شاملاً للسحر بعد استعراض أقوال أهل العلم حيث قلت :
السحر الحقيقي : ( عبارة عن رقى وطلاسم وتعاويذ يعظم فيها غير الله وغالباً ما تكون كفرية ، يستفاد منها في حصول ملكة نفسية ، يقوم بها شخص بذاته يكتسبها بالتعلم وتتوفر فيه صفات خاصة معينة ، ويتم كل ذلك تحت ظروف غير مألوفة وبطرق خفية دقيقة ، وتصدر هذه الأفعال من نفوس شريرة تتقرب إلى الشيطان لتحصيل ما لا يقدر عليه الإنسان ، وتؤثر تأثيراً مباشراً في عالم العناصر ، فيحدث من خلالها تأثيراً في القلوب كالحب والبغض وإلقاء الخير والشر ، وفي الأبدان بالألم والسقم والموت ويحصل ذلك على فرد أو مجموعة أفراد رغم إرادتهم لتحقيق هدف معين ) 0
ولذلك فتأثير السحر حقيقي لا مجازي والأولى عدم الخوض في الأمور المغيبة عن الإنسان إلا بالدليل النقلي الصريح الصحيح من الكتاب والسنة 0
2)- العين أو الحسد :
العين : يقال أصابت فلانا عين إذا نظر إليه عدو فأثرت فيه فمرض بسببها 0
فيقول ابن منظور في تعريف العين : ( العين أن تصيب الإنسان بعين 0 وعان الرجل بعينه عينا 0 فهو عائن والمصاب معين على النقص ومعيون على التمام ، أصابه بالعين )( لسان العرب – 13 / 301 ) 0
الحسد : أيضاً أنه حالة من الشعور بالنقص المادي أو المعنوي لا يستطيع الحاسد أن يصل إليها فيتمنّى زوالها لمن حصل عليها وهو بذلك يحسدهم 0
قال ابن منظور في تعريفه لمادة " ح س د " : ( هو أن تتمنى زوال نعمة الغير ، أي أن يرى المرء لأخيه نعمة فيتمنّى أن تزول عنه وتكون له دونه )( لسان العرب – 3 / 149 ) 0
ولذلك نجد بأن تأثير المرض الروحي حسي محسوس ملموس كما تبين معنا آنفاً 0
ثالثاً : المرض الروحي واضح الأعراض مجهول الكيفية :
وأعني بذلك بأن الأعراض التي تظهر بالنسبة للمريض الروحي سواء تعلق الأمر بالصرع أو السحر أو العين والحسد هي أعراض بينة واضحة المعالم ، وأما الكيفية فتلك التي تقع ضمن نطاق الغيب الذي لم نقف عليه ولم نبلغ عنه بوحي السماء ، ولذلك مقولة ( تعذيب الجن على الجسم الأثيري ) خاطئة من جهتين : الأولى : أن تأثير الجن يكون على الجسد ، والثانية : أنه لا يوجد لدينا في الشريعة ما يسمى ( الجسم الأثيري ) ، والكيفية بالنسبة لإيذاء الجن أو تأثير السحر أو العين أمر غيبي لا نستطيع الخوض فيه لعدم ورود الدليل الذي يقودنا لذلك 0
ومن هنا نجد بأن بعض جهابذة أهل العلم قد جانبوا الصواب في بيان كيفية أثر العين على المعين 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( إن طبائع الناس تختلف ، فقد يكون ذلك من سم يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون ، وقد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال : إذا رأيت شيئا يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني 0
ويقرب من ذلك المرأة الحائض تضع يدها في إناء اللبن فيفسد ، ولو وضعتها بعد طهرها لم يفسد ، وكذا تدخل البستان فتضر بكثير من الغروس من غير أن تمسها يدها ، ومن ذلك أن الصحيح قد ينظر إلى العين الرمداء فيرمد، ويتثاءب واحد بحضرته فيتثاءب0 قال المازري : زعم بعض الطبائعيين: أن العائن ينبعث من عينه قوة سمية بالمعين فيهلك أو يفسد ، وهو كإصابة السم من نظر الأفاعي ، وأن الذي يتمشى على طريقة أهل السنة أن العين إنما تضر عند نظر العائن بعادة أجراها الله تعالى أن يحدث الضرر عند مقابلة شخص لآخر )( فتح الباري – 10 / 200 ) 0
وأفضل من تحدث عن تلك الحقيقة فضيلة الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله – حيث يقول : ( إن الإجابة عن كيفية إصابة العين والكشف عن حقيقة ذلك فعلا ومسببا ليس بالعمل الميسور ، ولم يزل ذلك خفيا حتى اليوم00وهذا من الناحية المنهجية، متعذر أو ممتنع ، لأنه تأثير غير محسوس ، وغير المحسوس لا يمكن إدراكه بالحس ، وإنما الحس يدرك آثاره ، ويحكم بوجوده أو عدمه ، أما كنه عمله وتفاعلاته، فلا 00 مثله كالروح في الجسم ، وتيار الكهرباء ، وتلك الإشعات الحديثة ، تردك آثارها ويتصور وجودها من تلك الآثار 00 وقديما قالوا : كتأثير المغناطيس في جلب الحديد ، أما ما هو المغناطيس فليس معلوما بماهيته 00 ومن هذا الباب تأثير عين العائن فيمن أصابه بعينه 00 ومع ذلك فقد اجتهد العلماء رحمهم الله تعالى في العصور المتقدمة في الكشف عن حقيقته ، ونقل عنهم – رحمهم الله ما قالوه ، وهو ما بين موجز ومطول ، مع اختلاف وجهات النظر ، شأنهم في ذلك شأنهم في المسائل الاجتهادية ، ولا سيما الخفي منها عن الحسي )( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 24 ) 0
قلت وبالله التوفيق : حقيقة الأمر فإن تأثير وكيفية الإصابة بالعين أو الحسد أمر يتعلق بالنواحي الغيبية ، والحديث في ذلك لا بد أن يستند إلى النصوص النقلية الصريحة الصحيحة من الكتاب أو السنة، والمُلاحِظ والباحث يرى بأن النصوص لم تبين كيفية الإصابة بالعين أو الحسد ، إنما النصوص تكلمت بشكل واضح عن الآثار المترتبة عن الإصابة بالعين والحسد ، وبعض أهل العلم ممن تحدث في ذلك كان بناء على اجتهاد خاص بخصوص هذا الموضوع 0
ومن هنا كان الأولى أن نقف دون الحديث في كيفية الإصابة بذاتها ، لأن الأصل عند الحديث في مسائل الغيب الاعتماد على النصوص النقلية الصريحة كما بينت آنفاً ، ومن هنا يُرى التوقف في هذه المسألة دون إعطاء تأويلات لا تعتمد على النصوص النقلية ، حيث أن المسألة برمتها تتعلق بالجانب الغيبي ، وهذا هو الأولى والأتقى والأسلم ، والله تعالى أعلم 0
وقس على ذلك كثير من المسائل الغيبية الأخرى : فنتساءل :
كيف يقع تأثير السحر ؟؟؟
وكيف يدخل الجني إلى بدن المصروع ؟؟؟
وكيف ينتفع المصاب بالسحر بتمر عجوة المدينة ؟؟؟
وكيف أن السدر نافع في الرجل المربوط عن أهله ؟؟؟
أسئلة كثيرة وكثيرة جداً لا نستطيع الخوض فيها لأنها أمور مغيبة عنا ، وجاءت الأدلة المتضافرة تؤكد تلك الحقائق ، وكل ذلك يقع ضمن نطاق الغيب الذي ليس إلينا سبيل للوصول إليه ، وبالتالي فالأساس في ذلك كله التوقف دون الخوض في ذلك ، ومن يفتح الباب على نفسه بمثل تلك المصطلحات هو المطالب بأن يأتي بالدليل فهو الذي أقحم نفسه في تلك المسائل وليس له سبيل إلى أي دليل على ذلك مهما حاول 0
رابعاً : كثير من هذه المصطلحات قائمة على علوم الفلاسفة :
الذي يظهر لي بأن غالبية تلك المصطلحات قائمة على علمٌ فلسفيٌ أي : على علوم الفلاسفة ، وبعض هذه المصطلحات ومنها ( الإسقاط النجمي ) يمزج بين علم التنجيم الذي يقوم على تأثير النجوم والأحوال الفلكية في الحوادث الأرضية وعلم ال******ة الذي يعنى به الفلاسفة ولا ريب أن ما ذكر حول هذا المصطلح فيه حق وباطل ويحصل الفرقان في ذلك بمعرفة ما قامت عليه الأدلة من الكتاب والسنة والعقل والفطرة فكل ما وافقٌ فهو حقٌ وكل ما نقضه فهو باطل 0
خامساً : محاذير شرعية بدعوى إمكانية التوصل لبعض الغيب :
كافة هذه المصطلحات مشتملة على محاذير شرعية ، مثل دعوى إمكان التوصل لبعض المغيبات ، ومن ذلك ما فرية الحديث عن الروح ، علماً بأن هذه الروح مع قربها واتصالها ببدن الإنسان هي من عالم الغيب لا يعرف الناس من حالها إلا ما دلت عليه النصوص وما يظهر من أثارها على البدن وقد علم بدلالة الكتاب والسنة أن الروح تتصل بالبدن وتنفصل عنه فأول اتصال هو ما يكون بنفخ الملك وأعظم انفصالاً هو ما يكون بالموت ودونه ما يكون بالنوم ، أما ما يدعيه أصحاب هذه الفلسفة بحسب ما يدعونه ( الإسقاط النجمي ) بأنه يحصل خروج الروح من الجسد -بزعمهم- في حال النوم ، أو في حال الاسترخاء الشديد ، مع بقاء العقل بكامل وعيه 0
الخروج عند أصحاب هذه الفلسفة هو خروج حقيقي ، ليس نوع من التأمل ، ولا الخيال ، ولا الإيحاء ، وهذا هو الضلال بعينة ، وهذا هو الاقحام الحقيقي لغالب الغيب الذي اختصه الله سبحانه وتعالى بعلمه دون سائر الخلق 0
سادساً : هذه المصطلحات بالعموم تمس جانب التوحيد :
وبخاصة أن الأمر يتعلق بجناب التوحيد وبقضية لا إله إلا الله وبتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى، وقد كتب بعض الباحثين المعاصرين في هذا العلم المزعوم ! من المزالق الشركية والوثنية، المتعلقة بالديانات السائدة قديماً ، كالبوذية والطاوية وغيرها ، والتي ينكر أصحابها وجود إله للكون !! بل الكون عندهم مرده إلى قوة الطاقة ! وهذه الطاقة موجودة أيضا في جسم الإنسان الأثيري !!! ويتعلقون بأشعة الشمس ويتبعونها ، ويؤمنون بتناسخ الأرواح، وعقيدة الخلاص والاتحاد (النرفانا) وفلسفات أخرى كثيرة غريبة على معتقدات المسلمين وشريعتهم !! بالإضافة لإنكارهم النبوات والرسالات !! ، ولذلك تجد معظم من كتب في هذه المسألة هم أساتذة ودكاترة في العقيدة وعلى رأسهم الدكتورة فوز كردي – حفظها الله – وقد تصدت لمثل هذه الترهات والأباطيل 0
سابعاً : تأثير العقائد البوذية وعقائد الإلحاد في تلك المصطلحات ومفاهيمها :
قوة تأثير العقائد البوذية وعقائد الإلحاد على ما يعتقدونه نافعاً صواباً ، فأصل هذه المعتقدات مأخوذ من التراث المنقول في الديانات الوثنيّة الشرقيّة ، والمعتقدات السرِّية الباطنيّة ، وكلّ تطبيقاتها الرياضيّة والعلاجيّة الحديثة تدعو إلى تطوير قوى هذا الجسد لتنمية الجنس البشريّ حيث يصبح بإمكان الإنسان في المستقبل فعل ما كان يُعدّ خارقة في العصور الماضية ، كأن يصبح صاحب لمسة علاجيّة، أو قدرة على التنبُّؤ، أو التأثير عن بُعد ، وغير ذلك ، دون أن يكون متنبِّئًا ، أو كاهنًا ، ومن ثم لا يحتاج لأيِّ مصدر خارج عن نفسه ! ويستغني عن فكرة الدين ، أو معتقد الألوهية - عياذاً بالله - 0
ثامناً : الجن والشياطين وتدخلها من خلال تلك الفلسفات لتدمير عقائد الناس :
ولا أخفيكم فكثير من المواقف التي يتحدث عنها أصحاب هذه الفلسفة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن للجن والشياطين أثر وفعل في تلك الممارسات ، وأنقل لكم بعض تلك الأمور نقلاً عن أخت فاضلة مارست تجربة العلاج بالطاقة إلى أن منَّ الله عليها بالهداية والاستقامة ، وهذه المواقف تؤكد هذه المسألة :
- وجدت معالجة عالمية تعالج بطاقة الريكي فقررت الاستفادة من جلسات العلاج ، وأثناء الجلسة، شعرت بحرارة تسرى في جسدي واهتزازات تبدأ من القدم وترتفع إلى الرأس. انتهت الجلسة وشعرت بعدها باسترخاء عميق وشعور بالراحة 0
- بدأت الأعراض الجانبية تتفاقم بسرعة، فصرت كثيرة النسيان ثم بدأت أعاني من تخبط عام وصعوبة في الحفاظ على توازني أثناء المشي. بعد بضعة أشهر، استيقظت بآلام فضيعة في الجسد ورغبة شديدة في البكاء بدون أي سبب. أصبحت اشعر بأمور وأفكار غريبة عجزت عن تفسيرها وكنت أشعر أنني مراقبة طوال 0
- كنت أستيقظ وأجد نفسي أحلق فوق السرير وأستطيع الطيران والقفز إلى الأعلى ثم أشعر بشي أسود يجثم على صدري ويخنقني فأصرخ وأقرا آية الكرسي فيزيد الخنق حتى يغمى علي 0
- قال لي – تقصد المعالج بالطاقة - : عندي تعويذة باللاتينية ، اقرئيها وستشعرين بتحسن كبير 0
أصبت بصدمة، قلت له: أنا مسلمة ولا أتعامل بالتعاويذ والسحر فهذا حرام وشرك 0
قال لي : نحن لا نستطيع العيش بدون التعاويذ السحرية فنستخدمها في علاج أنفسنا والناس 0
قلت له: لا أنا لا أستخدم تعويذات سحرية أبدا فهذا حرام، اتركني في حال سبيلي 0
قال لي : أنت أنانية وشريرة ستظلين في تخبط طوال حياتك 0
- صرت كثيرا ما أفقد توازني أثناء المشي من شدة الاهتزازات التي تحيط بي 000 كنت أشعر بتعب وإنهاك شبه دائم. فقدت السيطرة على نفسي لكني رفضت رفضا قاطعا التعامل بالتعاويذ السحرية 0
وهذا فيض من غيض ، ولكن كل معالج صاحب علم شرعي حاذق متمرس لا يخفى عليه مسألة تأثير الشياطين فيما يحصل ، وتلك التجربة خاضتها إحدى الأخوات الفاضلات بمرارتها حتى أيقنت بأن هذا الدين هو الملاذ والخلاص من كافة المشاكل التي يعاني من الإنسان ، يقول تعالى في محكم التنزيل :
( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ * أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
( سورة الرعد – الآية 28 )
يقول أصحاب التفسير الميسر في تفسير هذه الآية : ( ويهدي الذين تسكن قلوبهم بتوحيد الله وذكره فتطمئن, ألا بطاعة الله وذكره وثوابه تسكن القلوب وتستأنس ) 0
وسوف أستعرض أقوال العلماء والدعاة بخصوص هذا الموضوع :
سئل الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك – حفظه الله – السؤال التالي : انتشر بين بعض الناس ممارسة غريبة تُسمى ( الإسقاط النجمي ) ، حيث يدّعي أصحابها أن للإنسان جسم"نجمي" يرتبط بالجسم المادي بحبل فضي، و يمكنه الانفصال عن الجسم المادي والتنقل في أرجاء العالم - بل بين المجرات عند بعضهم . فهل هذا ممكن شرعاً ؟ وما حُكم خوض هذه التجربة ومحاولة تحقيقها - مع بسط الأدلة ما أمكن ؟ 0
وفيما يلي مزيد توضيح لـ ( لإسقاط النجمي ) أو ( الخروج من الجسد ) ليعين فضيلتكم على تصور الممارسة بوضوح :
الهدف من الممارسة : يختلف باختلاف الممارس ، ومما ذكر : المتعة والفضول ، التجربة ال******ة ، معرفة سبب الوجود .. وغير ذلك 0
من شبهاتهم :
- قوله تعالى : ** للَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى **( الزمر - الآية 42 ) ، فالنفس هي الجسم النجمي ، تنفصل وتقوم برحلات حال النوم ، فلا مانع من التحكم بهذا الخروج والوعي به 0
- كما يعتبر بعضهم قصة عمر مع سارية رضي الله عنهما دليلا على الإسقاط النجمي 0
- وقال بعضهم أن الإسراء والمعراج هو نوع من الخروج من الجسد 0
يحصل الخروج من الجسد - بزعمهم - في حال النوم ، أو في حال الاسترخاء الشديد ، مع بقاء العقل بكامل وعيه 0
الخروج عندهم خروج حقيقي ، ليس نوع من التأمل ، ولا الخيال ، ولا الإيحاء 0
يمكن للجسم النجمي أن يتجول في العالم ( البُعد ) المادي فيسمع ويرى ما يحدث في أي مكان ، أو في العالم ( البُعد ) النجمي أو الأثيري ، ويرى بعضهم أنه انعكاس للواقع وممزوج بالأفكار ، وأنه يمكن الالتقاء بالأنفس الأخرى المتجولة 0
يقول أحدهم في وصف البعد الأثيري : " هذا البعد يلتقط أفكار ، وأحلام ، وذكريات ، وتقليعات كل كائن حي على وجه الأرض ، ويحولها إلى حقائق وكائنات " 0
يذكر بعض المدربين عدد من التمارين التي تساعد الإنسان على الخروج من جسده ، منها :
- الاسترخاء قبل النوم 0
- تذكر الأحلام بتفاصيلها 0
- ترديد بعض الترانيم مثل ( ميم ) لتحفيز ما يسمونه الطاقة وفتح " الشاكرات " 0
- إطالة النظر في بعض الأجسام البسيطة 0
- التركيز على دقات القلب حتى يشعر الإنسان بثقل تتلوه خفة 0
- الجلوس في مكان مألوف والتساؤل : أين أنا ؟ ما هذا المكان ؟ هل أنا في العالم الأثيري أم الواقعي ؟
- الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم وتقطيعه 0
يسبق تجربة الخروج من الجسد حالة اهتزاز يخرج بعدها الجسم النجمي ليذهب حيث يشاء 0
هذا في المستويات الأولى ، أما المستويات المتقدمة فلا تُنشر وإنما يُدرب عليها مباشرة في دورات خاصة 0
والله تعالى أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: أما بعد : فمصطلح الإسقاط النجمي لم أسمع به من قبل وبناءً على ما شرح في السؤال ظهر لي أنه علمٌ فلسفيٌ أي : من علوم الفلاسفة لأن مداره على النفسي وقدراتها واتصالها بالبدن وانفصالها وهذهِ النفس هي الروح التي خلقها الله وجعلها قواماً لحياة البدن ويسميه الفلاسفة النفس الناطقة وهي عندهم من المجردات التي لا تقوم بها، أي: صفة، ولعل هذا المصطلح يمزج بين علم التنجيم الذي يقوم على تأثير النجوم والأحوال الفلكية في الحوادث الأرضية وعلم ال******ة الذي يعنى به الفلاسفة ولا ريب أن ما ذكر عما يسمى بالإسقاط النجمي فيه حق وباطل ويحصل الفرقان في ذلك بمعرفة ما قامت عليه الأدلة من الكتاب والسنة والعقل والفطرة فكل ما وافقٌ فهو حقٌ وكل ما نقضه فهو باطل وما ليس من هذا ولا هذا فهو محل نظر وتردد وقد دل الكتاب والسنة على أن الإنسان مركبٌ من جسمِ وروح فلجسم هو بدنه المحسوس المشاهد وهو الذي خلقه الله أطوار نطفة فعلقة فمضغة حتى يكتمل خلقه وتصويره، قال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )( سورة المؤمنون – الآية 13 ، 14 ) ، وقال تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ 000 )( سورة آل عمران – جزء من الآية 6 ) ، كل هذا يتعلق بالجسم المحسوس المشاهد، وأما الروح فهو المخلوق الذي ينفخ في هذا الجسم بفعل ملك الأرحام كما دل على ذلك حديث ابن مسعود في الصحيحين قال بعد ذكر أطوار تكون الجسم : ( ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ) ، وبنفخ الروح في الجسم يصير حياً ويحصل له الإحساس والحركة وكان قبل ذلك ميتاً لاحس ولا حركة وهذه الروح مع قربها واتصالها ببدن الإنسان هي من عالم الغيب لا يعرف الناس من حالها إلا ما دلت عليه النصوص وما يظهر من أثارها على البدن وقد علم بدلالة الكتاب والسنة أن الروح تتصل بالبدن وتنفصل عنه فأول اتصال هو ما يكون بنفخ الملك وأعظم انفصالاً هو ما يكون بالموت ودونه ما يكون بالنوم وهو ما تشير إليه الآية الواردة في السؤال : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا 000 الآية )( سورة الزمر – جزء من الآية 42 ) ، ومما تقدم يعلم أن القول بأن الإنسان مركبٌ من جسم ماديِ وهو بدنه ومن نفسِ وهي الروح أن هذا القول حقٌ وهي مرتبطةٌ بهذا البدن أما تسميتها بالجسم النجمي فهي تسميتٌ ترجع إلى اعتقاد باطل وهو أن هذه النفس تنشئ من إسقاط النجم وهذا يتفق مع ما يزعمهُ المنجمون من أن لكل إنسان نجمً وهي الطوالع فهذا طالعه سعدّ وهذا طالعه نحس وهو زعمُ باطل فالروح تحل في بدن الجنين بنفخ الملك كما تقدم ولا أثر للنجوم في وجود بدن الإنسان ولا نفسه ومن الباطل مما ذكر في شرح مصطلح الإسقاط النجمي والجسم النجمي الأمور التالية :
- أن الجسم النجمي كما يسمونه مرتبط بجسم المادي وخيط فضي فهذا محظ زعم وخيال 0
- دعوى أن الإنسان يتحكم في مفارقة روحهِ ( الجسم النجمي )، لبدنه وأنها إذا فارقت البدن تتنقل في أرجاء العالم وفي الفضاء وبين المجرات وكل هذا بزعمهم حقيقة لا في نوم ولا خيال بل هذا الزعم هو الباطل والخيال ، والحقُ أن الروح لا تفارق البدن إلا بالموت أو النوم في الموت يكون الفراق كلياً وفي النوم تفارقه نوعاً وقدراً من المفارقة وبهذا يعلم أن ما يسمى: ( بعلم الإسقاط النجمي ) مزيجٌ من الكذب والخيال وبعض مذاهب الفلاسفة والمنجمين ومن الباطل العملي المتعلق بالمفارقة ما ذكر عن بعض المدربين من الوسائل التي تساعد بزعمهم على مفارقة الروح للبدن وهي أشبه ما تكون بطرائق السحرة والمشعوذين 0
- دعوى بعضهم أن قصة عمر المشهورة مع القائد سارية هو من قبيل تصرف الروح ( الجسم النجمي ) عند مفارقتها الجسم المادي وهذا يناقض ما عليه علماء الإسلام فعندهم أن قصة عمر هذه من قبيل كرامات الأولياء من نوع الخارق الكشفي البصري والسمعي فعمر رأى وسارية سمع مع بعد ما بينهما،وقد أصبح ذلك واقع بالتجربة كما في وسائل التواصل البصري والسمعي في هذا العصر 0
- دعوى بعضهم أن الإسراء والمعراج هو كذلك من مفارقة الروح للبدن وعليه فالرسول صلى الله عليه وسلم إنما أسري وعرج بروحه والصواب عند المحققين أن الإسراء والمعراج كانا يقظةً لا منام وكان بشخصه عليه الصلاة والسلام بروحه وجسده كما قال تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ000)( سورة الإسراء – جزء من الآية 1 ) ، والعبد اسم لمجموع الروح والبدن وهذا أدل على القدرة الإلهية والفضيلة النبوية 0
ومما تقدم أقول لا يجوز تعلم هذا العلم ولا تعليمه ومن يفعل ذلك فهو من المفسدين ويجب الإنكار على محترفيه والداعين إليه، والله أعلم )( الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك – تحت عنوان : " العلماء يبينون حقيقة ما يسمى ( الإسقاط النجمي ) وحكمه - حرر بتاريخ : 14 شوال 1434 هـ - نقلاً عن موقع " الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه " – تحت إشراف الدكتورة فوز كردي ) 0
يقول الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان الغصن أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة-جامعة الإمام محمد بن سعود : ( ما يسمى بالإسقاط النجمي عملية متلقاة من الكفرة يلجأ إليها الجهال وضعاف الإيمان والمرضى النفسيون ، وهي مشتملة على محاذير شرعية، مثل دعوى إمكان التوصل لبعض المغيبات، والاعتماد على الظنون، واعتقاد إمكانية استدعاء الروح والتوصل بها إلى ما يخرج عن قدرة عموم الناس من الأمور الحاضرة والمستقبلة، والزعم بأثر ذلك في علاج بعض الأمور النفسية 0
وهذه الأفعال وما شابهها لها علاقة بالفلسفات والأديان الوثنية الشرقية وعملها نوع من التشبه بالكفار، وما يحاوله بعض المخدوعين والمنهزمين من المسلمين من الاستدلال لصحة مبادئ هذه الأمور ببعض الأدلة الشرعية لا يصح الاستدلال به لوجود الفروق بين مدلول النصوص الشرعية وواقع ممارسة تلك الأعمال الشيطانية ، وقد كتب في هذا الموضوع كتابات وصدرت فيه عدة فتاوى ، والله اعلم )( الشيخ سليمان الغصن– تحت عنوان : " العلماء يبينون حقيقة ما يسمى ( الإسقاط النجمي ) وحكمه - نقلاً عن موقع " الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه " – تحت إشراف الدكتورة فوز كردي ) 0
يقول الدكتور ناصر الجديع أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة - جامعة الإمام محمد بن سعود : ( الحمد لله وبعد : فإن ما ذكر في السؤال مما يسمى بالإسقاط النجمي هو أقرب للشعوذة وفنون السحر 0
وحسب ما يظهر من تفسيره فإن فحواه محاولة التحكم بالروح المصاحبة للإنسان! وهيهات؛ فالروح من العوالم الغيبية التي لا يعلم كنهها إلا خالقها جل وعلا. ولا يستطيع أحد التحكم فيها غير الله 0
وأما الاستدلالات المذكورة فلا دلالة فيها البتة ، وهي مجرد شبهات فحسب 0
فمثلا الآية المذكورة تتعلق ببيان حال الروح حين الموت أو النوم 0
وقصة عمر رضي الله عنه لا دلالة فيها ، بل هي كما قرر علماء أهل السنة من جنس الكرامات للأولياء 0
والإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان بجسده وروحه - على الراجح - مع العلم أن للأنبياء خصائص يتميزون بها عن غيرهم ، والله أعلم )( الشيخ ناصر الجديع – تحت عنوان : " العلماء يبينون حقيقة ما يسمى ( الإسقاط النجمي ) وحكمه - نقلاً عن موقع " الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه " – تحت إشراف الدكتورة فوز كردي ) 0
يقول الشيخ الدكتور سفر الحوالي أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى – سابقاً - والداعية المعروف : ( يجب علينا جميعا أن نعلم أن الأمر إذا تعلق بجناب التوحيد وبقضية لا إله إلا الله وبتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى فإننا لابد أن نجتنب الشبهات ولا نكتفي فقط بدائرة الحرام وهذه البرمجة العصبية وما يسمى بعلوم الطاقة تقوم على اعتقادات وعلى قضايا غيبية باطنية مثل الطاقة الكونية والشَكَرات والطاقة الأنثوية والذكرية، والإيمان بالأثير وقضايا كثيرة جداً، وقد روّج لها مع الأسف كثير من الناس مع أنه لا ينبغي بحال عمل دعاية لها ". وقال: " أعجب كيف بعد كل هذه الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يقال عنها أنها تافهة، فكيف وهي ذات جذور فلسفية عقدية ثيوصوفية خطيرة ؟! أنتم على ثغرة وأرجو أن أجد وقتاً للمساهمة ببيان خطرها للناس فليس وراء عدم كتابتي في هذا الموضوع إلا الانشغال الشديد )( الشيخ سفر الحوالي – تحت عنوان : " رأي أهل العلم " - نقلاً عن موقع " الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه " – تحت إشراف الدكتورة فوز كردي ) 0
سئل الدكتور وهبة الزحيلي –وفقه الله- : هل علوم " الميتافيزقيا " حرام ؟ هل علوم ما وراء الطبيعة والخوارق حلال أو حرام ؟ وهي " التلبثة " - التواصل عن بُعد - ، " قراءة الأفكار " telepahtic ،" الخروج لأثيري عن الجسد " out of body experience ،" تحريك الأشياء بالنظر النظر المغناطيسي " ، " اليوجا " ، و " التنويم الإيحائي " ، " التاي شي " ، " الريكي " ، " التشي كونغ " ، " المايكروبيوتك " ، " الشكرات "، " الطاقة الكونية "، " مسارات الطاقة "، " الين واليانغ "؛ لأني وجدت موقعاً يحرِّمها- موقع الأستاذة فوز كردي - السعودية- ؟؟؟
الجواب : ( هذه وسائل وهمية ، وإن ترتب عليها أحياناً بعض النتائج الصحيحة ، ويحرم الاعتماد عليها وممارستها ، سواء بالخيال ، أو الفعل ، فإن مصدر العلم الغيبي : هو الله وحده ، ومن اعتمد على هذه الشعوذات : كفر بالله ، وبالوحي ، كما ثبت في صحاح الأحاديث النبوية الواردة في العَّراف ، والكاهن ، ونحوهما )( نقلاً عن موقع الدكتور " وهبة الزحيلي " ) 0
سئلت الدكتورة فوز كردي – حفظها الله – وهي من أوائل من تنبه لطاغوت البرمجة العصبية وأخواتها ، ولها ردود منتشرة عليهم ، بل حازت على رسالتي الماجستير والدكتوراه في العقيدة وضمنتهما الرد على تلك البرامج والادعاءات والعلاجات : ( هل " الجسم الأثيري " له أصل في الشرع ، أم أنه مجرد توقعات ، أو سحر ، وخزعبلات ؟؟؟
الجواب : ( بالنسبة للجسم الأثيري : فهو أولاً : قول مبني على نظرية قديمة ، تفترض وجود مادة " الأثير " ، وهي مادة مطلقة قوية غير مرئية ! تملأ الفراغ في الكون ، سمَّاها " أرسطو " : العنصر الخامس، وعدّها عنصراً ساميًا، شريفًا ، ثابتًا ، غير قابل للتغيير ، والفساد ، وقد أثبت العلم الحديث عدم وجود الأثير، ولكن الفلسفات القديمة المتعلقة بالأثير بقيت كما في الفلسفات المتعلقة بالعناصر الخمسة ، أو الأربعة 0
ثانياً: قول تروج له حديثاً التطبيقات الاستشفائية ، والتدريبية ، المستمدة من الفلسفة الشرقية ، ومع أن التراث المعرفي المستمد من الوحي المعصوم بيّنٌ أوضح البيان ، وغنيٌّ كل الغنى بأصول ما يعرّف الإنسان بنفسه وقواه الظاهرة والخفيَّة : إلا أن عقدة المفتونين بالعقل ، والمهووسين بالغرب والشرق من المسلمين: جعلتهم يلتمسون ذلك فيما شاع هناك باسم "الأبحاث الروحية "، فنظروا إليها على أنها حقائق علمية ، أو خلاصة حضارة شرقية عريقة ، وأعطوا لأباطيلها وتخرصات أهلها ما لم يعطوا لمحكمات الكتاب وقواطع السنَّة ، ومن ذلك القول بتعدُّد أجساد الإنسان ، وقد يسمونها " الأبعاد " ، أو " الطاقات " ؛ للقطع بأنها اكتشافات علميّة ، وهذا القول حقيقته : بعث لفلسفة الأجساد السبعة المعروفة في الأديان الشرقيَّة ، ومفادها أنّ النفس الإنسانيّة تتكوَّن من عدَّة أجساد - اختلفوا في عدِّها ما بين الخمسة إلى التسعة بحسب وجهات نظر فلسفيّة تتعلّق بمعتقدهم في ألوهية الكواكب أو المؤثرات الخارجية - والمتَّفق عليه من هذه الأجساد : الجسم البدنيّ أو الأرضيّ ، والجسم العاطفيّ ، والجسم العقليّ ، والجسم الحيويّ ، والجسم الأثيريّ ، فالجسم البدنيّ : هو الظاهر الذي نتعامل معه ، وتنعكس عليه حالات الأجساد الأخرى ، والجسم الأثيري : هو أهم هذه الأجساد ، وأساس حياتها ، وهو منبع صحة الإنسان ، و******ته ، وسعادته ! 0
وقد سرى هذا المعتقد في أوساط المسلمين بعد أن عُرض على أنه كشف علمي عبر التطبيقات الشرقية المروجة على شكل دورات تدريبية ، أو تمارين استشفائية مفتوحة لعامة الناس ، بعد أن كان هذا المعتقد غامضًا محصورًا في حُجَر تحضير الأرواح ! عند خبراء حركة الروحية الحديثة 0
فالاعتقاد بالجسم الأثيريّ كالاعتقاد بالعقل الباطن وقوى النفس ، إنما شاع ذكره عند من غفل عن حقائق الغيب ، ورام الوصول إليها من غير طريق الرُّسُل ، فأصل هذه المعتقدات مأخوذ من التراث المنقول في الديانات الوثنيّة الشرقيّة ، والمعتقدات السرِّية الباطنيّة ، وكلّ تطبيقاتها الرياضيّة والعلاجيّة الحديثة تدعو إلى تطوير قوى هذا الجسد لتنمية الجنس البشريّ حيث يصبح بإمكان الإنسان في المستقبل فعل ما كان يُعدّ خارقة في العصور الماضية ، كأن يصبح صاحب لمسة علاجيّة، أو قدرة على التنبُّؤ ، أو التأثير عن بُعد ، وغير ذلك ، دون أن يكون متنبِّئًا ، أو كاهنًا ، ومن ثم لا يحتاج لأيِّ مصدر خارج عن نفسه! ويستغني عن فكرة الدين، أو معتقد الألوهية - عياذاً بالله0 انتهى )( " الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه " - بإشراف الدكتورة فوز كردي ) 0
تابع ما بعده / 000