لقد اقشعر جلدي بجوار بيت ربي
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
بينما كنت أطوف بالبيت العتيق والناس في هذا المشهد العجيب ، بين داعٍ وتالٍ ، ومُتضرِّع وخاشع ، قد تفاوتت أصواتهم ، بين مَن يُسمع صوته ، وبين مُخافِت، إذا بي أسمع صوتا نشازاً بين تلك الأصوات ، صوت هـزّ كياني ، وألهب مشاعري ما سَمِعت .
فماذا سمِعت ؟
بعض الطائفين ، لم يُناجِ رب العالمين ، بل دعا من دون الله آلهة أخرى ! فقال في دعائه :
يا عليّ .. يا فاطمة
فانْتَفَضْتُ وارتعَدّتُ ، واقشعر جلدي لهول ما سمِعت .
ودَمَعتْ عيني ، وناجيت من لا تخفى عليه خافية
سبحانك ما أحلمك
سبحانك ما قدروك حقّ قَدْرِك
سبحانك ما عظّموك حقّ تعظيمك
سبحانك ما عَبَدْناك حق عبادتك
سبحان الله !
كيف يبلغ الجهل بصاحبه ؟
ما تَبْلُغ الأعداء من جاهل = ما يَبْلُغ الجاهل من نفسِه
كيف تجرأ جاهل أن يدعو غير الله في حَـرم الله ؟
كيف بلغ به الجهل أن أشرك مع الله في دعائه غير الله وفي جوار بيت الله ؟
عجِبتُ مِن جُرأة العباد على الله وحِلم الله على العباد !
ما أحلم الله عنّي حيث أمهلني = وقد تماديت في ذنبي ويسترني
كيف بالَغ بعض الناس في إساءة الأدب مع الله وهم في ضيافته ؟
وفي الأثر الإلهي : إني والجن والإنس في نبإ عظيم ؛ أخلُق ويُعبد غيري ، وأرزُق ويُشكر غيري .
فسبحان الله ما أعظمه
وسُبحان الله ما أحلمه
خَلَق وعُبد غيره
رَزَق وشُكِر غيره
أنعَم ونُسبت النعمة إلى غيره
سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك
وما قدروك حق قدرك
فيا (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
اللهم إنك حَلِمْتَ على من تجاوز حدودك
فتجاوز عنا وعاملنا بلطفك الخفيّ .