الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده - نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم - وبعد، هذه سلسلة حلقات كنا قد كتبناها على شكل سلسلة مقالات في بعض الصحف العربية وطبعتها بعض ادارات الدعوة والإرشاد في دول عربية أيضا نتطرق فيها الى قصة الصراع الأزلي بين الإنسان والشيطان ونذكر فيها وسائل إغواء الشيطان للإنسان ونذكر فيها أيضا – وهو المقصود من هذه السلسلة – الططرق التي يحمي بها الإنسان نفسه من الشيطان وكيده
نقول وبالله التوفيق : إن للشيطان مع الإنسان جولات لا تنتهي من الصراع أقسم فيها الشيطان أن يغوي الإنسان ويصده عن السبيل وأقسم أن هذه المعركة لن تنتهي جولاتها إلا يوم الدين.. قال تعالى: (فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قال إنك من المنظرين * قال فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم) [الأعراف: 13 –16].
وقال أيضاً: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا) [النساء:116-120].
وفي سورة الحجر: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) [الحجر:39].
ماذا يريد منك الشيطان؟
أولاً: إن مراد الشيطان الأكبر أن يصل بالإنسان إلى الكفر والشرك ..قال تعالى: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) [الحشر:16].
ثانياً: إذا لم يستطع تحقيق ذلك فإنه لا ييأس بل يرضى بأن يصرف المسلم عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البدعة لعلمه أن الذي يعبد الله على غير السنة مثل الذي لم يعبده؛ فالبدعة عنده أحب من الفسوق؛لأن الفاسق يعلم أنه مذنب ولربما تاب لكن صاحب البدعة يظن أنه على الحق بل غالباً ما يدعو الناس إلى بدعته.
ثالثاً:ثم بالدعوة إلى الكبائر والفواحش: قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر) [النور: 21].
رابعاً: فإن نجا العبد من سيطرة الشيطان وجره إلى الكبائر فإنه ينتقل به إلى الصغائر واللمم حتى يعتادها الإنسان فيعاود الشيطان الكَرَّة مرةً أخرى بالدعوة إلى الكبائر لأنه لا ييأس وهو يعلم أن الصغائر بريد الكبائر.
خامساً: ثم إذا فشل الشيطان في كل ما سبق فإنه يحاول مع المسلم في أن يصرفه من الفاضل إلى المفضول فيشغله بسفاسف الأمور وتوافهها التي يضيع بها وقته الذي هو رأس مال العبد في هذه الدنيا.
سادساً: فإذا لم يفلح الشيطان فيما سبق فإنه يحاول أن يدخل في نفس المؤمن العابد العجب بالعمل الصالح الذي يعمله، فيعجب العبد بعمله الصالح ثم يرى نفسه أفضل من الآخرين ولا يفارقه العجب حتى يهلكه.
سابعا: فإن لم يفلح مع العبد فإنه يعرض له في أحلك لحظات عمره عند الموت ليجعله يشك في الله ويقنطه من رحمة الله ليوصله إلى سوء الخاتمة نسأل الله السلامة من شر الشيطان وشركه.
وهكذا لا تنتهي معركة الإنسان مع الشيطان إلا عند الموت ..فالعاقل هو من وعى هذه الأمور وبحث عن الطرق التي يحترز بها من الشيطان وهو ما سنحاول بإذن الله إلقاء الضوء عليه بإذن الله في حلقاتنا القادمة .
منقول