6559 - ( نهى عن نكاح الجن ).
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
منكر.
قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي في "أكام المرجان في أحكام الجان" ( ص 71 ): قال حرب الكرماني في "مسائله عن أحمد وإسحاق": حدثنا محمد بن يحيى القطيعي: حدثنا بشر بن عمر :حدثنا ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: ....فذكره. وقال:
"وهو مرسل، وفيه ابن لهيعة".
قلت: وهو ضعيف، ولعل هذا من تخاليطه بعد احتراق كتبه، فإني لم أره في غير هذا المصدر والإسناد، وسائره ثقات من رجال مسلم، و ( القطيعي ) هكذا في الأصل، وهو خطأ مطبعي، والصواب ( القُطَعي )، كما في "التقريب" وغيره.
( فائدة ): قال الذهبي في ترجمة ابن عربي الصوفي من "الميزان":
"نقل رفيقنا ( أبو الفتح اليعمري ) - وكان متثبتاً - قال: سمعت الإمام تقي الدين بن دقيق العيد يقول: سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام السلمي ( هو: العز بن عبد السلام ) يقول - وجرى ذكر أبي عبد الله بن عربي الطائي -
فقال: هو شيخ سوء شيعي كذاب. فقلت له: وكذاب أيضاً؟ قال: نعم، تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال: هذا محال، لأن الإنس جسم كثيف، والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة!
فقال: تزوجت جنية، فرزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يوماً أني أغضبتها، فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة، وانصرفت فلم أرها بعد. هذا أو معناه.
قلت: وما عندي أن محيي الدين تعمد كذباً، لكن أثرت فيه تلك الخلوات والجوع فساداً وخيالاً وطرف جنون، وصنف التصانيف في تصرف الفلاسفة وأهل الوحدة. فقال أشياء منكرة، عدها طائفة من العلماء مروقاً وزندقة، وعدها طائفة من إشارات العارفين، ورموز السالكين، وعدها آخرون من متشابه القول، وأن ظاهرها كفر وضلال، وباطنها حق وعرفان، وأنه صحيح في نفسه كبير القدر.
وآخرون يقولون: قد قال هذا الباطل والضلال، فمن الذي قال: إنه مات عليه؟!
فالظاهر عندهم من حاله أنه رجع وتاب إلى الله، فإنه كان عالماً بالآثار والسنن، قوي المشاركة في العلوم.
وقولي أنا فيه: إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت، وختم لهم بالحسنى.
فأما كلامه فمن فهمه وعرفه على قواعد الاتحادية، وعلم محط القوم، وجمع بين أطراف عباراتهم، تبين له الحق في خلاف قولهم، وكذلك من أمعن النظر في "فصوص الحكم"، لاح له العجب. فإن الذكي أذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر والأشباه، فهو يعلم بأنه أحد رجلين: إما من الاتحادية في الباطن، وإما من المؤمنين بالله الذي يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر. نسأل الله العافية.
قلت: لقد كان الذهبي رحمه الله في زمانه محاطاً بالاتحاديين، فاضطر إلى اتقاء شرهم، وإلا فالحق ما قاله في "السير" ( 23/48 ):
"ومن أراد تواليفه كتاب "الفصوص"، فإن كان لا كفر فيه، فما في الدنيا كفر. نسأل الله العفو والنجاة، فواغوثاه بالله".